20 مليون دولار.. هذه تفاصيل مَنح المغرب ملايير السنتيمات لـ«الكاف»

يبدو أن علاقة الملغاشي أحمد أحمد بالمسؤولين على شؤون الكرة المغربية، بصفة خاصة، والمملكة المغربية، عامة، منذ توليه رئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، تحمل في ثناياها أبعادا أكثر من الحب والصداقة "المتبادلين"، لما جسدته المملكة طيلة السنوات الأخيرة بالنسبة للجهاز القاري، من ولاء ودعم، بلغ إلى حد صرف ملايير السنتيمات، طرحت معها تساؤلات عدة عن حدود هذه العلاقة الثنائية.

20 مليون دولار.. التصريح الذي أفاض الكأس

صرح أحمد أحمد، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، في تصريح إذاعي، على هامش الندوة الصحفية، التي عقدها، يناير الماضي، في العاصمة السينيغالية داكار، بأن "المغرب منح الكاف مساهمة مالية تقدر بـ 20 مليون دولار"، تاركا الجدل قائما حول مدى طبيعة هذا التصريح الرسمي وإن كانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، برئاسة فوزي لقجع، قد دعمت "الصديق" الملغاشي بهذا المبلغ الكبير، أو أن الأخير صرف من خزينة مغربية أخرى؟!

أحمد ينفي.. مصادر جامعية تتبنى تصريح الملغاشي

بعد الزوبعة التي أثارها تصريحه، كان لا بد من أن يخرج أحمد أحمد، إذاعيا، ليوضح ملابسات تصريحه حول الـ"20 مليون دولار"، حيث أخرج الملغاشي رواية جديدة عبر الأثير المغربي، محاولة منه للتغطية وتبرئة ذمة جامعة فوزي لقجع من كل الشبهات، متحججا بانه كان يقصد دعم الاتحاد الكروي المغربي في تنظيم التظاهرات القارية التي احتضنها المغرب، في السنوات الأخيرة، والتي صرفت من أجلها المملكة  المبلغ المادي الستلف الذكر، على حد قول رئيس "الكاف"، مستدلا في ذات الآن بنموذج "كان2019"، الذي سيكلف خزينة مصر أزيد من 30 مليون دولار.

في تواصل لـ"الصحيفة" مع مصدر جامعي مسؤول، فضل الأخير التكثم عن الخوض في الموضوع، مستندا على تصريح أحمد أحمد، الأخير، والذي نفى فيه قصده إقحام  الـFRMF في الموضوع، فيما صرح مصدر آخر، في حديثه للجريدة، بالقول "موضوع 20 مليار تحدثنا عنه وتحدث عنه أحمد أحمد ووضح الأمر.. لا داعي لكي نعود لقصة قديمة تم توضيحها سابقا".

المغرب.. "جوكر" الكاف في تنظيم التظاهرات

هي مشاركة واستثمار لتنظيم التظاهرات وليس "منحة" للكونفدرالية الإفريقية، يقول أحمد أحمد، كما كان عليه الشأن حين استثمرت الدولة المغربية في تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للاعبين المحليين "الشان"، بعد أن كان مزمع إقامتها في كينيا، حيث تم انفاق أزيد من 13 مليون دولار، على حد قول رئيس "الكاف".

بالإضافة إلى "الشان" فإن عهدة الرئيس أحمد أحمد الرئاسية، شهدت تنظيم ثلاث أحداث "كاف" أخرى، متمثلة في مناظرة الكرة الإفريقية والمناظرة النسائية بمراكش، فضلا عن الجمعية العمومية الـ40 التي نظمت بأحد فنادق مدينة الدار البيضاء، وهي الأنشطة التي تعهدت  الدولة المغربية بالتكفل بها ماديا، في إطار الاتفاقيات الموقعة من أجل تنمية الكرة الإفريقية.

"فساد" أحمد أحمد.. والتموقع المغربي

 في تاسع أبريل المتضي، نشر موقع "Inside World Football" البريطاني، تقريرا بعنوان "كاف متهم بالتستر على فساد أحمد أحمد"، استعرض فيه طلب الليبيري موسى بيليي، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي، المستقيل من منصبه، مناقشة اتهامات فساد داخل الاتحاد.

التقرير، أبرز أن "كاف" رفض عرض شركة عالمية ألمانية، مختصة بإنتاج الأدوات والملابس الرياضية، بإمداد بطولة كأس الأمم للمحليين الماضية بمعدات قيمتها 312 ألف يورو، في المقابل وافق مسؤولو "كاف" على عرض من شركة منافسة فرنسية، لتوريد نفس المعدات مقابل 1.2 مليون دولار.

كما كشف التقرير تحويل مسؤولي الجهاز القاري لمبلغ 20 ألف دولار، مباشرة لرئيس اتحاد كاب فيردي، مما أدى إلى اندلاع الخلاف بين أحمد أحمدوعمرو فهمي، السكرتير العام للاتحاد الأفريقي، الذي تمت إقالته، بعد اتهام رئيس "كاف" له بتسريب معلومات ضد الاتحاد السالف الذكر.

في ظل الوضع القائم في مقر "الكاف" بالعاصمة المصرية القاهرة، أعلن الأخير عن تعيين المغربي معاد حجي، كاتبا عاما للجهاز القاري، وهو رجل الثقة، الذي كان يشتغل إلى جانب لقجع، داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كما أثار تعيينه لغطا كبيرا داخل الأوساط المصرية، مخافة هيمنة مغربية على دواليب الحكم داخل جهاز الرئيس الملغاشي أحمد أحمد.

هجوم لقجع ضد "الكاف".. هل هي الأزمة الخفية؟

أظهرت الأشهر الأخيرة، بوادر صراع حفي بين رئيس "الكاف"ونائبه الأول فوزي لقجع، الأخير الذي صعد من لهجة الاحتجاج، ضد مشكل "تزوير أعمار" اللاعبين، والذي كاد يكلف إقصاء مبكر للمنتخب المغربي "الأولمبي"، قبل أن يتأهل بـ"القلم" بعد تبوث عدم أهلية المدافع الكونغولي أرسين زولا، لكن ذلك لم يتوقف عند هذا الحد، حيث عانت الكرة المغربية من ذات المشكل، خلال المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة في تنزانيا، حيث تم اتهام المسؤولين الكاميرونيين بالتلاعب في أعمار اللاعبين، وهم ما اشتكت منه الجامعة، على لسان نائب رئيسها حمزة الحجوي، الذي كان حاضرا هناك.