"لن ألعب للمنتخب مادام ناخبا وطنيا".. هل ظلم حاليلوزيتش بلهندة في منظومته الجديدة مع "الأسود"؟
تزامن الحوار الذي نشرته مجلة "So Foot" الفرنسية، الصادرة يومه الثلاثاء، والذي خصه اللاعب يونس بلهندة، المحترف حاليا في صفوف فريق "أدانا دميرسبور" التركي، مع قرب إعلان الناخب الوطني، البوسني وحيد حاليلوزيتش، عن قائمة المنتخب المغربي المشارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، في الفترة ما بين تاسع يناير وسادس فبراير المقبلين.
لائحة لن تضم اسم يونس بلهندة، بنسبة كبيرة، رغم أن اللاعب يبقى ضمن الخيارات المطروحة لتشكيل القائمة النهائية، وهو نفس الطرح الذي يملكه اللاعب نفسه، الأخير الذي قال بالحرف إنه "لن يلعب للمنتخب المغربي ما دام وحيد حاليلوزيتش ناخبا وطنيا".. ماذا حصل في علاقة بلهندة مع منظومة "الأسود"؟
تصريحات بلهندة الصريحة والصادمة
في معرض سؤاله حول أسباب استبعاده من المنتخب الوطني، لم يخف بلهندة تذمره من وضعيته الحالية داخل منظومة المنتخب الوطني، قائلا في حديثه للمجلة الفرنسية، إنه "حتى لو استدعيت فلن أذهب. مادام هو (وحيد حاليلوزيتش) ناخبا وطنيا، فالأمر انتهى. لقد حدث شرخ كبير، فهو لم يحترمني، رغم مردودي الرياضي الجيد مع الفريق".
وتابع بلهندة، قائلا "لقد قضيت 12 سنة مع المنتخب الوطني، وزيادة على ذلك فأنا لست شخصا مدمجا، الذي اختار اسبانيا ثم المغرب، مثلا، حيث كان بإمكاني أن اختار فرنسا لكن لم أفعل، حبا لهذا الوطن. أنا شخص أصيل، وقد لبيت النداء في أصعب الظروف، لما كان واجبا أن نسافر إلى إفريقيا الوسطى أو غامبيا، كنت هناك".
هذا ولم ينتقي بلهندة كلماته عندما فصل في الأسباب التي دفعت لاستبعاده من المنتخب الوطني، حيث تحدث عن واقعة دفاعه على أحد المروضين الطبيين الذي كان يشتغل مع "الأسود" طيلة 20 سنة، قبل أن يتم استبعاده من طاقم وحيد حاليلوزيتش، ما دفع اللاعب إلى التدخل، الشيء الذي لم يرق للناخب الوطني، ما جعله يكون قناعة على أن "بلهندة غير صالح للمجموعة"، على حد تعبير اللاعب نفسه.
تنافسية وجاهزية بلهندة على الرادار..
في سن الواحدة والثلاثين، يظل يونس بلهندة بنفس السخاء الكروي في الدوري التركي الممتاز، رغم شبح الإصابات الذي طارده رفقة فريفه الجديد "أدانا دميرسبور" الذي انتقل إليه، الصيف الماضي، بعد موسم مليئ بالتقلبات رفقة فريق "غلطة سراي"، الأخير الذي انفصل عنه بعد مشاكل مع إدارة النادي.
خلال قدوم حاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، كان بلهندة متألقا في الدوري التركي، حيث خاض موسما متكاملا، لعب خلاله 28 مباراة، سجل 8 أهداف ومنح ثلاث تمريرات حاسمة، إلا أن ذلك لم يشفع له بالعودة لحمل القميص الوطني، بداية بالإصابة على مستوى الظهر التي غيبته ثم بسبب قرارات الناخب وحيد حاليلوزيتش، الذي لم يستدع اللاعب للمواجهتين أمام منتخب موريتانيا وبوروندي.
ظهر بلهندة، بقميص فريفه الجديد، خلال بداية الموسم الكروي 2021/2022، في الجولات الأولى من الدوري التركي الممتاز، قبل أن تغيبه الإصابة عن الملاعب، طيلة شهر نونبر، قبل أن يعود للمجموعة، قبل أسبوع فقط، على أمل أن يستعيد مكانته مع الفريق الذي يحتل المركز السابع في الترتيب العام، بفارق ثلاث نقاط عن رباعي المقدمة.
أي مكان للاعب ضمن المنظومة الحالية للمنتخب الوطني؟
بالعودة إلى التشكيلة التي خاضت مباراة البنين، برسم ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا 2019، فإن يونس بلهندة من بين اللاعبين القلائل داخل المنتخب الوطني، الذين مازالوا يحتفظون بالتنافسية على مستوى كبير، حيث وصل اللاعب لدرجة نضج عالية وله من التجربة ما يكفي لقيادة خط وسط ميدان "الأسود" خلال نسخة "الكان" المقبلة بالكاميرون، في يناير وفبراير القادمين.
قياسا بالدعامات الأساسية في مفكرة الناخب الوطني الحالي، ونخص بالذكر كل من سفيان أمرابط، أيمن برقوق، عمران لوزا أو حتى سليم أملاح، فإن الرباعي لم يصل بعد إلى مستوى تحمل ضغط المباريات الإفريقية الكبيرة، رغم المستوى المتوسط الذي قدمه هؤلاء خلال مرحلة التصفيات "كان2021" و"مونديال 2022"، إلا أن لاعبا مثل بلهندة، بسجل من 50 مباراة دولية، قادر أن يمنح الإضافة، داخل وخارج رقعة الميدان.
القطيعة مع إرث الماضي وغياب استمرارية في نواة المنتخب الوطني، يضغ أسماء مثل بلهندة وآخرين على خط التماس، رغم استيفائهم لمعياري الجاهزية والتنافسية، إلا أن نزاع "الأنا" قد يدفع ببعضهم لعدم حمل قميص المنتخب الوطني مستقبلا، كما حصل مع عبد الرزاق حمد الله وقد يحدث مع بلهندة وحكيم زياش.




