BBC البريطانية عن سبتة ومليلية: خضوعهما لإسبانيا جاء نتيجة توسع عسكري والمغرب سيظل يطالب بهما دائما

 BBC البريطانية عن سبتة ومليلية: خضوعهما لإسبانيا جاء نتيجة توسع عسكري والمغرب سيظل يطالب بهما دائما
الصحيفة – حمزة المتيوي
السبت 21 ماي 2022 - 12:00

على الرغم من وجود نزاع حدودي جغرافي قريب من تفاصيل السيطرة الإسبانية على سبتة ومليلية بين مدريد ولندن حول جبل طارق، إلا أن هيئة الإذاعة البريطانية BBC قررت فتح ملف المدينتين اللتان يطالب المغرب بالسيادة عليهما منذ مئات السنين، وذلك في سياق إعادة فتح المعبرين البريين اللذان ظلا مُغلقين بقرار من الرباط لأكثر من سنتين، مبرزة بأن الأمر يتعلق بأراضٍ تنتمي للقارة الإفريقية وبكون انتمائهما لإسبانيا جاء نتيجةً لتوسع عسكري.

وفي ملف مُطول على موقعها الإلكتروني، ناقشت BBC هذا الملف بنوع من الموضوعية بعيدا عن ما تُروجه مدريد حول أن ضمها لسبتة ومليلية كان في وقت لم تكن فيه المدينتان تنتميان لأي دولة أخرى، وجاء في المادة أن سبتة وإلى حدود سنة 1415 كانت واحدة من الموانئ الاقتصادية الاستراتيجية الرئيسية في العالم الإسلامي قبل أن تُحتل من طرف البرتغال وتنتقل إلى إسبانيا سنة 1640 إثر تفكك الاتحاد الإيبيري، في حين احتل التاج القشتالي مليلية سنة 1497 وضمها إلى مستعمراته بعد سقوط غرناطة.

وشدد التقرير على أن فقدان سبتة ومليلية لا يزال "ذكرى هزيمة مؤلمة ومذلة للعديد من المسلمين أمام القوى الأوروبية المسيحية"، مبرزا أن التواجد الإسباني في هذه المناطق من شمال إفريقيا كان أمرا أساسيا لفرض الطموح التوسعي لإسبانيا التي فرضت سيطرتها على الجانب الآخر من مضيق جبل طارق على بعد 14 كيلومترا فقط من سواحل شبه الجزيرة الإيبيرية، ما سهل لها التحكم في عبور الأشخاص والتدفقات التجارية ومكافحة القرصنة.

ورغم أن القانون الدولي حاليا لا يعتبر المنطقتين مستعمرات باعتبارهما منطقتين إسبانيتين خاضعتين للحكم الذاتي، إلا أنه يذكر أيضا أن المغرب ومنذ حصوله على الاستقلال، طالب مرارا وتكرارا بإنهاء ما يعتبره احتلالا إسبانيا تخضعان له، في مواجهة رفض هذه الأخيرة التفاوض بشأنهما، وأبرز التقرير أن الأمر الآن لا يتعلق بالمدينتين فقط بل أيضا بالجزر الصغيرة غير المأهولة الموجودة بالبحر الأبيض المتوسط، وتدافع مدريد على الاستمرار في ضمها إلى كونها "أصبحت أراضٍ إسبانية قبل فترة طويلة من تحول المغرب لدولة، ولدمجها في الدستور الإسباني".

ومع ذلك لا يزال الوضع القانوني لسبتة ومليلية "أكثر من هجين"، بحكم أن المدينتين الواقعتين في إفريقيا لا في أوروبا، تتمتعان بحكم ذاتي ولديها نظام يجمع بين المجال المحلية والمجتمعات المستقلة، وهو أمر تعترف إسبانيا به وتعطيهما وزنا سياسيا أكبر بكثير مما كان سيصبح عليه الأمر لو كانتا بلديتين فقط، في حين تضمان الكثير من السكان من ذوي الأصل المغربي وينتشر الإسلام فيهما بشكل كبير، حتى ولو لم يطرح ذلك مشاكل تتعلق بالهوية الوطنية، الأمر المرتبط أساسا بـ"حالة الرفاهية المادية والحقوق والحريات التي يتمتعون بها مقارنة بسكان الجانب الآخر من الحدود".

وفي المقابل فإن المدينتين تعتمدان بشكل كبير جدا على المغرب من الناحية الاقتصادية والأمنية، ويمكن للمغرب استخدام هذا الوضع كـ"سلاح سياسي" على غرار ما جرى في ماي من العام الماضي حين وصل الآلاف من المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة، وعند إغلاق الحدود منذ مارس من سنة 2020 إثر جائحة كورونا، ما صعد المطالب بتقليص الاعتماد الاقتصادي على المغرب، ويخلص التقرير إلى أن الرباط، حتى مع المصالحة الأخيرة مع الإسبان، لم تُقدم أي تنازل كتابي عن المطالبة بالمدينتين، ورغم فترة الهدوء الحالية فإن المغرب سيظل دائما يملك التبرير لإعادة فتح الملف.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...