في خضم التطورات المتلاحقة لملف الصحراء داخل أروقة الأمم المتحدة، وبين الدول الأعضاء في مجلس الأمن من بينهم الولايات المتحدة الأمريكية حاملة القلم، وفرنسا التي تملك حق الفيتو، تبرز مؤشرات قوية على بداية نهاية إغلاق ملف عمّر أزيد من نصف قرن، وتسبب في شلل شبه تام للمنطقة المغاربية، وأدخل ثلاث بلدان في حرب تاريخية، حيث شنّت الجزائر حربا علي موريتانيا بالوكالة عن طريق جبهة "البوليساريو" أواخر السبعينات من القرن الماضي لإخراجها من ملف الصحراء، كما دخل النظام الجزائري في حرب ضد المغرب، أيضا، بالوكالة عن طريق جبهة "البوليساريو" الانفصالية، بعد أن تم تمويلها ودعمها ماليا وعسكريا ودبلوماسيا لأزيد من خمسين سنة.
في خضم كل ذلك، تبرز، مؤخدا، تطورات تنبئ بإنهاء هذا الصراع، حيث جددت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، وهو ما سارت على نحوه فرنسا التي أعلنت بشكل واضح دعمها لمغربية الصحراء، كما جددت إسبانيا دعمها للمبادرة مع 19 دولة أوروبية، ودعم شبه مطلق للدول الإفريقية لإنهاء هذا الملف الذي أنهك القارة وأدخلها في صراعات وخلافات غير مجدية.في ملف الصحيفة لهذا العدد، رصد وتحليل للمعطيات، وقراءة في التقرير الأخير للمبعوث الأممي للصحراء، ستيفان دي مستورا، والمهلة التي حددها لإدخال الملف لمرحلة الحسم في قضية عمّرت لنصف قرن.
في العدد أيضا، تقرير عن الديبلوماسية الرياضية، وكيف تحولت الكونفدرالية الإفريقية، إلي صراع سياسي مغلف بالرياضة، وهو ما دفع المغرب لأن ينزل بكل ثقله للدفاع عن مصالحه، ممثلا في رئيس الجامعة الملكية فوزي لقجع.في نفس العدد تقرير مطول عن مدينة الرباط، والتحولات العمرانية التي تعرفها، وفي بنيتها التحتية المزمع إقامتها بمناسبة كأسي إفريقيا 2025 و العالم 2030، ومستجدات هذا الملف الذي أثير حوله جدل كبير.كل هذه المواضيع تجدون في عدد "الصحيفة الورقية" لشهر ماي.