أربع نقاط تفصّل العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل وأوجه اختلافها مع دول الخليج

 أربع نقاط تفصّل العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل وأوجه اختلافها مع دول الخليج
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 16 دجنبر 2020 - 19:35

ربط العديد من المتتبعين لموضوع إعلان المغرب وإسرائيل إعادة علاقاتهما الدبلوماسية، الأمرَ بـ"مسلسل التطبيع" الذي انخرطت فيه العديد من الدول العربية، بداية بالإمارات العربية المتحدة والبحرين اللتان وقعتا رسميا "اتفاق السلام" في واشنطن، ثم السودان التي أعلنت استعدادها القيام بخطوة مماثلة، بل إن بعضهم ربط الأمر بـ"وساطة إماراتية" اعتمادا على فتح هذه الأخيرة قنصلية لها في مدينة العيون بالأقاليم الصحراوية.

ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 10 دجنبر الجاري عن هذه الخطوة، تزامنا مع إعلانه اعتراف واشنطن رسميا بسيادة المغرب على كامل تراب منطقة الصحراء وافتتاح قنصلية في مدينة الداخلة، أصرت الرباط على أن المسار الذي ذهبت فيه مختلف عن ذاك الذي اتخذته دول عربية أخرى، وهو ما بدا واضحا من خلال تصريحات وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة في حوار إذاعي أمس الاثنين، حين تحدث عن أن التحضير لهذه الخطوة ليس جديدا، بل بدأ منذ ماي 2018 عندما استقبل الملك محمد السادس جاريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس الأمريكي.

مكتب اتصال لا سفارة

ويبدو الاختلاف بين الخطوة المغربية وسابقاتها العربية من حيث طبيعة التمثيل الدبلوماسي المتبادل بين الرباط وتل أبيب، فبلاغ الديوان الملكي تحدث عن أن الأمر يتعلق بإعادة افتتاح مكتب الاتصال الذي أغلق قبل عقدين من الزمن، وهو الأمر الذي أكده أيضا بوريطة، متحدثا أمس عن أن البناية التي كان بها مقر المكتب بشارع المهدي بن بركة في الرباط لا زالت موجودة ولم تشغلها أي مؤسسة أخرى.

وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تحدث عن طموحه بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع المغرب في أول تصريح له عقب الإعلان عن الاتفاق، إلا أن الرباط لم تتحدث إلى حدود الآن عن تبادل للسفراء، الأمر الذي كان النقطة الأساسية في الاتفاقين اللذين جمعا إسرائيل بالإمارات والبحرين، الأمر الذي أكده الرئيس الأمريكي مباشرة بعد توقيع الوثيقتين في 15 شتنبر الماضي.

قبول السلطة الفلسطينية

والمثير أيضا في الخطوة المغربية هو الكيفية التي استقبلتها بها السلطة الفلسطينية، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن رحب بهذهالخطوة، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الفلسطينية، ناقلة عنه قوله "السلام من حق الجميع ومن حق إسرائيل العيش في سلام مع كل دول العالم"، موردا "لقد نقلت هذه الرسالة إلى الملك محمد السادس خلال اتصالنا الهاتفي".

وموقف الرئيس الفلسطيني من الخطوة المغربية مناقض تماما لموقفه من نظيرَتَيْها الإماراتية والبحرينية، حين وصف اتفاقهما مع إسرائيل بـ"الخيانة" وبـ"اليوم الأسود"، وهو الأمر الذي يجد تفسيره في الحديث الهاتفي الذي دار بينه وبين الملك محمد السادس مباشرة بعد إعلان ترامب للأمر رسميا، والذي أكد فيه العاهل المغربي أن "موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير"، مجددا تأكيده على إيمان المغرب بـ"حل الدولتين".

وجود جالية في إسرائيل

من ناحية أخرى فإن قرار المغرب إعادة علاقاته الدبلوماسية مع تل أبيب أرفقته المملكة بأسباب النزول، والتي ربطتها أساسا بوجود جالية مغربية يهودية كبيرة في إسرائيل، وهو ما يبرز من خلال حديث وزير الخارجية المغربي عن كون الاتفاق يركز على إقامة خطوط جوية مباشرة تسمح للمغاربة المقيمين في إسرائيل من السفر إلى بلادهم دون الحاجة إلى النزول ببلد آخر "مثلهم مثل المغاربة القادمين من السويد".

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى وجود مليون إسرائيلي من أصل مغربي في إسرائيل، الكثير منهم لا زالوا يحتفظون بعلاقات عائلية مع يهود مغاربة مقيمين على تراب المملكة، وهو ما يدفعهم إلى زيارتهم المملكة بشكل دوري في المناسبات الدينية وخلال العطل، وهو الأمر الذي يختلف في الحالة الإماراتية مثلا، حيث إن الهدف المعلن عنه رسميا من فتح خطوط طيران مباشر بين أبو ظبي وتل أبيب هو السياحة وتنقل رجال الأعمال.

العلاقات ليست جديدة

وإذا كانت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والعديد من الدول العربية ستقام لأول مرة بفضل الوساطة الأمريكية خلال عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن الأمر مختلف بالنسبة للمغرب الذي سبق أن كانت له علاقات من هذاالنوع منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني، لذلك فإن الخطاب الرسمي المغربي يتحدث عن "إعادة" تلك العلاقات وليس عن "إقامتها" للمرة الأولى.

وكان المغرب قد لعب دور الوساطة في "مفاوضات السلام" بين المصريين والفلسطينيين من جهة وبين الإسرائيليين من جهة أخرى، وأضحت العلاقات المغربية الإسرائيلية علنية منذ زيارة رئيس الوزراء العبري الأسبق شمعون بيريز إلى إفران للقاء العاهل الراحل في 1986، وفي 1994 افتتح رسميا مكتبا الاتصال في الرباط وتل أبيب، واستمرا في العمل إلى غاية سنة 2000 حين قررت المملكة قطع علاقاتها الدبلوماسية بإسرائيل عقب اندلاع الانتفاضة الثانية، احتجاجا على "انتكاسة عملية السلام عقب الأعمال اللاإنسانية التي ترتكبها القوات الاسرائيلية في حق أبناء الشعب الفلسطيني"، وفق بلاغ لوزارة الخارجية المغربية وقتها.

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...