أعراس معلقة وأفراح مؤجلة.. كورونا تُغلق باب بيت الزوجية أمام آلاف المغاربة

 أعراس معلقة وأفراح مؤجلة.. كورونا تُغلق باب بيت الزوجية أمام آلاف المغاربة
الصحيفة – بديع الحمداني
السبت 22 غشت 2020 - 17:28

لم يترك فيروس كورونا المستجد قطاعا لم يلقي بتأثيراته السلبية عليه، بل العالم بأسره تجمدت أغلب أنشطته بسبب هذا الفيروس "اللعين" الذي وجه ضربات قاسية وموجعة للحركة الاقتصادية والاجتماعية، بل وتعدى تأثيره حتى على نفسية الانسان.

ومن الفئات البشرية والقطاعات الاقتصادية التي تلقت الضربة الأكثر قسوة من تداعيات فيروس كورونا، في المغرب على سبيل المثال، هما فئة الأشخاص الذين كانوا يستعدون لإقامة حفلات زفافهم في سنة 2020، وقطاع تنظيم الحفلات الذي وجد نفسه مشلولا بشكل تام بسبب إيقاف الأعراس من طرف السلطات المغربية لمنع التجمعات التي قد ينتج عنه تفشي وباء كوفيد – 19.

أعراس معلقة

اضطر الآلاف من المغاربة الذين كانوا يخططون لإقامة حفلات أعراسهم خلال سنة 2020، وبالضبط في شهور صيف هذه السنة، إلى تعليق مواعيد حفلات زفافهم والتحاقهم ببيت الزوجية إلى حين انفراج الوضع الوبائي في البلاد وسماح السلطات بإقامة الأعراس من جديد.

خالد أحد الشباب الذين كانوا يخططون للاحتفال بزفافه في شهر غشت من السنة الجارية، قال في تصريح للصحيفة "كنت أنا وزوجتي قد خططنا لإقامة عرسنا في 20 غشت الجاري، وبدأنا الاستعدادات منذ شهور، لكن ظهور وباء كورونا أربك حساباتنا".

وأضاف ذات المتحدث " كنا نعتقد أن فيروس كورونا مع بداية فصل الصيف سيكون قد انتهى وتعافت البلاد منه، إلا أن الوضع لم يتحسن وبالتالي تلقينا اتصالا من قصر الحفلات الذي حجزنا فيه لإقامة زفافنا بتعليق موعد الزفاف، بسبب قرار السلطات بمنع الاحتفالات".

ووفق ذات المتحدث، فإن تعليق حفل الزفاف لم يكن أمرا سهلا، وأربك مخططات الزوجين معا وتركهما أمام مستقبل مجهول في ظل عدم اتضاح الرؤية متى سينتهي كابوس كورونا، مشيرا أن هذا الوضع يتقاسمه عدد كبير من الشباب المغاربة إناثا وذكورا ممن كانوا يمنون النفس بالانتقال إلى بيت الزوجية هذا العام.

أفراح مؤجلة

تعليق حفلات الزفاف في كل ربوع المغرب، أجل الكثيرمن الأفراح، وألقى الحزن والتعاسة في قلوب المشتغلين في القطاع الذي يُعتبر من أنشط القطاعات خلال فصل الصيف، وينضوي تحته المالكون لقاعات الأفراح، وممونو الحفلات، والمتخصصون في التجميل، ومحلات كراء الألبسة وغيرهم.

صاحب قاعة للأفراح في تواصل مع الصحيفة يقول "قاعات الأفراح كلها متوقفة الآن في المغرب بسبب قرار من السلطات، توقفنا عن الاشتغال منذ شهور، وبالتالي نحن من أكثر القطاعات تضررا من تداعيات وباء كورونا".

ويضيف ذات المتحدث "مصير العديد من القاعات أصبح مجهولا بسبب استمرار تداعيات وباء كورونا ومنع الحفلات، إضافة إلى أن العديد من المشتغلين في القطاع، من ممونين ومختصي التجميل يعانون ظروفا صعبا الآن بسبب استمرار توقف نشاط الحفلات في البلاد".

ويأمل ذات المتحدث، أن تتعافى البلاد في أقرب وقت وأن تعود الحياة إلى سابق عهدها، فإن استمرار وباء كورونا وتداعياته الخطيرة، تجعل قطاع تنظيم الحفلات في المغرب من القطاعات التي تتحمل أكثر الضربات القاسية من كورونا.

لا مجال للانتظار

إذا كان الآلاف من الشباب المغاربة تأجلت فرحتهم وانتقالهم إلى بيت الزوجية، بسبب إيقاف السلطات تنظيم حفلات الزفاف لمنع تفشي كورونا، فإن نسبة منهم، قررت أن لا تنتظر أكثر، وانتقلت إلى عش الزوجية دون إقامة حفلات الزفاف، والاستفادة من مصاريف الزفاف لمواجهة تداعيات كورونا.

تمكنت الصحيفة من الوصول إلى شاب قرر هو وزوجته الالتحاق بيت الزوجية دون إقامة حفل زفاف حيث صرح في هذا السياق " الحمد لله أن زوجتي من النوع الذي لا يهتم كثيرا بالمظاهر السائدة في المجتمع وضرورة إقامة حفلة الزفاف، ووافقت على أن ننتقل إلى بيتنا بعد إقامة حفلة بسيطة داخل بيت الأسرة".

وأضاف الشاب ذاته " لا نعرف متى سينتهي فيروس كورونا اللعين، ولا نريد نحن أن نضيع مزيدا من الوقت، فما سنصرفه على حفلات الزفاف سنواجه به تداعيات كورونا".

وتكشف العديد من الأخبار التي تناقلتها وسائل إعلامية مغربية، عن قيام السلطات بمداهمة عدة منازل في عدد من المدن المغربية، بسبب إقامة حفلات زفاف "سرية"، أن عدد من الشباب قرروا ألا ينتظروا انتهاء فيروس كورونا، وقرروا الاحتفال "سرا" أو الانتقال إلى بيت الزوجية دون حفل.

وفي كل الحالات، فإن فيروس كورونا يبدو أن تأثيره على بعض الأشخاص وبعض القطاعات لم يكن بالتساوي وبطريقة عادلة، فهناك من يعاني من تأثيرات الفيروس أكثر من الآخرين.

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...