أكاديمي مغربي يبرز تأثير "الميديا" على الأطفال!
أبرز الأكاديمي المغربي أحمد أوزي، خلال لقاء بالقاهرة، دور الوسائط الرقمية وتأثيرها على التنشئة الثقافية للطفل العربي.
وأشار أوزي أستاذ علم النفس وعلوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في مداخلة خلال ورشة عمل دولية نظمها المجلس العربي للطفولة والتنمية حول موضوع "العالم الرقمي وثقافة الطفل العربي"، يومي 30-31 دجنبر الماضي، إلى التأثير القوي لهذه التقنيات المغرية على الأطفال، الذين يستخدمونها منذ سن مبكر، مما جعلها تؤثر على تنشئتهم الثقافية وعلى مختلف جوانب شخصيتهم، النفسية، والعقلية، والفكرية إلى درجة غدا فيها الحديث عن "أطفال متحولين" أو " أطفال رقميين".
وتوقف عند ما تشكله الوسائط الرقمية في عالم اليوم بالنسبة إلى الأطفال من موارد ثقافية ومعرفية ثرية، تعمل على توسيع مداركهم وآفاقهم الفكرية.
غير أن الاستخدام المبكر للوسائط الرقمية، يضيف أوزي، يعيق في المقابل لدى الطفل تنمية مفهومي الزمان والمكان الأساسيين في إدراك الواقع والتعامل معه، حيث يجعلهم لا يتعاملون مع مكان وزمان واقعيين، وإنما مع واقعين افتراضيين تتيحهما الرقمنة.
واشار إلى أن مختلف الوسائط الرقمية بالنسبة للأطفال، تعتبر وسيلة للعب والترفيه، والاتصال عبر الفضاء الافتراضي مع غيرهم في مختلف مناطق المعمور، وهو ما أدى ببعض الأطفال الذين لا يرشدون استخدام هذه التقنية إلى الإدمان عليها، وإلى ظهور ما يسمى "الذات الرقمية" أو" الهوية الافتراضية" التي تجعلهم يعيشون ويتفاعلون بهوية غير هويتهم الحقيقية.
ولفت الأكاديمي المغربي، إلى ميل الأطفال وتفضيلهم للحوامل الالكترونية للحصول على المعلومات بلمسة الأصابع، والتدرج في استبعاد الكتب الورقية، وهو ما سيكون له بدون شك انعكاس على إدراكهم المعرفي، خاصة وأنهم باتوا يحصلون على المعلومات والمعارف بنقرة اللمس، عوض الكتابة والقراءة.
من جهة أخرى، تطرق أوزي إلى ما تتيحه الوسائط الرقمية من فرص كثيرة، إذا ما تم ترشيد وعقلنة استخدامها، وتجنب جوانبها السلبية، التي تؤدي إلى نتائج عكسية، مبرزا بهذا الخصوص الثورة التي احدثتها الرقمنة في مجال التعليم والتعلم وظهور طرق بيداغوجية حديثة تعتمد التعلم الذاتي والمستمر (بيداغوجيا الفصل المعكوس).
وشدد على أهمية تعليم هذه الوسائط للمتعلمين، لاكتساب مهاراتها، و" خلق المواطن الرقمي الواعي"، الذي يحسن استخدامها لتنمية وتطوير شخصيته وتوسيع أفقه الفكري، لتغدو تكنولوجيا الإعلام والاتصال، أداة للتنمية والتطوير المجتمعي.
وناقشت الورشة التي نظمت بتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين العرب والمنظمات الدولية التي تعنى بالطفولة، عددا من المفاهيم والمكونات المعرفية والعلمية لمتطلبات انخراط الطفل العربي في ثقافة الثورة الصناعية الرابعة من حيث تأثيرها على بنيته المفاهيمية، وجاهزية الأطفال العرب لامتلاك مهارات وقيم المعارف التي تؤهلهم للإندماج في الثقافة الرقمية.