ألباريس يبدد المخاوف: التقارب المغربي الأميركي لن يؤثر على سبتة ومليلية.. والمغرب شريك استراتيجي لإسبانيا

 ألباريس يبدد المخاوف: التقارب المغربي الأميركي لن يؤثر على سبتة ومليلية.. والمغرب شريك استراتيجي لإسبانيا
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأثنين 3 مارس 2025 - 23:34

وسط جدل متصاعد في بعض الأوساط الإعلامية الإسبانية حول مستقبل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، خرج وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، ليبدد هذه المخاوف ويؤكد أن العلاقات الجيدة بين الولايات المتحدة والمغرب، لن تؤثر بأي شكل من الأشكال على وضع المدينتين أو على المصالح الإسبانية، وأن الرباط موضع ثقة بوصفها حليف استراتيجي لمدريد.

ألباريس، وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة تيليسينكو، نقلتها وكالة أوروبا بريس، شدد على أن المخاوف التي أثارتها بعض التقارير الإعلامية حول احتمال تأثر سيادة إسبانيا على المدينتين بالعلاقات المغربية الأميركية لا تستند إلى أي معطيات واقعية، مؤكدًا أن مدريد لا ترى أي تهديد في هذا الشأن.

وفي تصريحاته، بدا ألباريس حازمًا في استبعاد أي تأثير سلبي محتمل للعلاقات المغربية الأميركية على سبتة ومليلية، معربا عن ثقته التامة في الرباط، حيث قال بوضوح: "على الإطلاق، لا يمكن أن يكون هناك أي تداعيات سلبية، المغرب بلد صديق وشريك استراتيجي، والولايات المتحدة كانت دائمًا الحليف الطبيعي لجميع الأوروبيين''، قبل أن يضيف أن وضع المدينتين داخل السيادة الإسبانية لا يقبل الجدل، مؤكدًا أن سبتة ومليلية "مترسختان تمامًا داخل إسبانيا، وهذا أمر واضح للجميع."

وتأتي تصريحات الوزير الإسباني، في وقت طُرحت فيه تساؤلات حول ما إذا كانت العلاقة القوية بين المغرب وإدارة ترامب، والتي تُرجمت إلى اعتراف أميركي رسمي بسيادة الرباط على الصحراء والذي تتوافق فيه مع مدريد، قد تؤدي إلى تحولات جيوسياسية في شمال إفريقيا، وتحديدًا فيما يتعلق بمستقبل المدينتين الواقعتين على الساحل الشمالي للمغرب.

ولم يكتفِ ألباريس بنفي وجود أي تهديد، بل حرص على تسليط الضوء على التطورات الإيجابية في العلاقات الإسبانية المغربية خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى إعادة فتح الجمارك التجارية في مليلية، وافتتاح معبر جمركي جديد في سبتة، في خطوة جاءت ضمن الاتفاقات الثنائية بين مدريد والرباط لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، كما أشاد بالجهود المشتركة في مكافحة الهجرة غير النظامية والإرهاب، معتبرًا أن هذه الملفات الحساسة تعكس متانة التعاون بين الجانبين.

ولم يغفل الوزير الإشارة إلى الانتعاش الكبير في التبادل التجاري بين المغرب وإسبانيا، حيث كشف أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين بلغ "رقمًا قياسيًا تاريخيًا" وصل إلى 25 مليار أورو، وهو ما يعكس ليس فقط تنامي التعاون الاقتصادي، بل أيضًا الاستقرار الذي باتت تشهده العلاقات الثنائية بعد سنوات من التوتر.

تصريحات ألباريس، جاءت في وقت تشهد فيه إسبانيا جدلًا إعلاميًا حول مستقبل سبتة ومليلية، خاصة بعد أن نشرت صحيفة "إل إسبانيول" تقريرًا مثيرًا للجدل تحت عنوان: "الخوف في سبتة ومليلية من مسيرة خضراء جديدة من المغرب بدعم من ترامب".، هذا العنوان، الذي سرعان ما انتشر في وسائل إعلام أخرى، استند إلى تكهنات غير مدعومة بأدلة فعلية، حيث لم تُسجل أي مؤشرات على وجود مخاوف حقيقية داخل المدينتين، ولم تعبر الطبقة السياسية المحلية عن أي قلق بشأن هذا الأمر.

وبحسب مراقبين، فإن إثارة هذا الجدل يبدو أنه مدفوع بمصالح معينة تسعى إلى إعادة إنتاج سيناريوهات غير واقعية لخلق حالة من التوتر، وقد برز ذلك بشكل أوضح عندما جرى استدعاء تغريدة قديمة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، نشرها في دجنبر 2020، حيث قال فيها: "اليوم وقّعتُ إعلانًا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء، مقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والموثوق والواقعي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم يحقق السلام والازدهار الدائمين."

هذه التغريدة، التي تم إعادة الترويج لها مؤخرًا، استُخدمت من قبل بعض الأطراف الإعلامية كمنطلق للإيحاء بإمكانية حدوث "مسيرة خضراء جديدة"، على غرار تلك التي قادها المغرب في عام 1975 لاستعادة الصحراء، إلا أن الوزير ألباريس، في حديثه، رفض هذه التكهنات جملة وتفصيلًا، معتبرًا أنها لا تستند إلى أي معطيات فعلية، وأن العلاقات بين مدريد والرباط تسير في اتجاه إيجابي، بعيدًا عن أي توترات قد يسعى البعض إلى إثارتها.

ورغم التطمينات الرسمية، تبقى العلاقات بين إسبانيا والمغرب محكومة بميزان دقيق من المصالح والتحديات، حيث تحظى ملفات مثل قضايا الهجرة، والتعاون الأمني، والعلاقات التجارية، بحساسية كبيرة، ما يجعل أي توتر محتمل بين البلدين محل متابعة دقيقة من قبل الأوساط السياسية والإعلامية.

 ويبدو أن مدريد تحرص، عبر تصريحات مسؤوليها، على التأكيد بأن العلاقة مع الرباط ليست فقط قائمة على المصالح المشتركة، بل إنها أيضًا مدعومة بمقاربة استراتيجية تهدف إلى تحقيق استقرار دائم، بعيدًا عن التكهنات التي قد تسعى بعض الجهات إلى الترويج لها لأغراض أخرى، فيما وبتصريحاته الأخيرة، يكون وزير الخارجية الإسباني قد وجه رسالة واضحة مفادها أن المخاوف المثارة حول سبتة ومليلية لا تستند إلى حقائق، وأن العلاقات الإسبانية المغربية تسير نحو مزيد من التعاون، لا نحو التصعيد.

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...