أنور مجيد: الديمقراطيون لم يعترضوا على إعلان مغربية الصحراء وبايدن سيُواجه بـ"مقاومة" إذا أراد التراجع عنه

 أنور مجيد: الديمقراطيون لم يعترضوا على إعلان مغربية الصحراء وبايدن سيُواجه بـ"مقاومة" إذا أراد التراجع عنه
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 30 دجنبر 2020 - 12:00

استبعد أنور مجيد، نائب رئيس جامعة "نيو إنغلاند" الأمريكية المكلف بالشؤون الدولية، أن يتراجع الرئيس القادم للولايات المتحدة، الديمقراطي جو بايدن، عن الإعلان الذي وقعه سلفه الجمهوري دونالد ترامب بخصوص الاعتراف بالسيادة المغربية على كامل تراب منطقة الصحراء، موردا أن القادة الديمقراطيين لم يصدر عنه إلى اليوم ما يشي بعدم رضاهم عن هذه الخطوة.

وأوضح الأكاديمي المغربي الأمريكي، أن إعلان ترامب يمثل أول اعتراف رسمي لرئيس أمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، وذلك راجع لكون الخلفية السياسية للرئيس الحالي تختلف عن نظيراتها لدى رؤساء أمريكيين سابقين، وعن تلك التي يتوفر عليها الرئيس المقبل جو بايدن، موردا "هو لا يمارس نفس اللعب السياسية، ترامب لديه قيم واضحة وهو يقدر بشكل كبير اعتراف المغرب باستقلال أمريكا سنة 1777".

وشدد مجيد، في تصريحات خص بها موقع "الصحيفة"، على أن إعلان ترامب يمثل "اعترافا رسميا لا غبار عليه، حيث إنه صار معتمدا من قبل الإدارة الأمريكية"، مضيفا أنه "ليست هناك أي مبالغة في وصفه بالقرار الكبير والتاريخي، إذ من المنتظر أنه سيغير المنطقة كلها من الناحية الجيو-استراتيجية، وسيفتح للمغرب أبواب إفريقيا على مصراعيها وسيجعل من المملكة منفذا لأمريكا نحو القارة، كما سيتيح مجالا أرحب للعمل الثنائي المغربي الأمريكي من خلال تنمية القارة الإفريقية أو البحث عن سبل السلام في الشرق الأوسط بالإضافة إلى التعاون الأمني".

أنور مجيد - نائب رئيس جامعة "نيو إنغلاند" الأمريكية المكلف بالشؤون الدولية

واعتبر مجيد أن إمكانية تراجع بايدن عن هذه الخطوة "بعيدة عن الواقع"، قائلا "أعتقد أن إلغاء الرئيس القادم لهذا القرار سيكون خطأ جسيما وهذا ما يعلمه الديموقراطيون جيدا"، وأضاف "شخصيا، لم أتابع أي تصريح ديموقراطي وازن يُعبر عن الاستياء من قرار الاعتراف بمغربية الصحراء، بل بالعكس، الذين عارضوا هذا القرار هم جمهوريون مثل السيناتور عن ولاية أوكلاهوما إين هوف ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون والمبعوث الأممي السابق إلى الصحراء جيمس بيكر، وكلهم مقربون من جبهة البوليساريو".

وأوضح المتحدث نفسه أن الإدارة الديمقراطية ستستند إلى العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، وإلى وجود سياسيين ديمقراطيين بارزين لديهم عاطفة كبيرة تجاه المملكة، معلقا "بل إن جو بايدن نفسه زار المغرب وأبدى إعجابه به".

ووفق مجيد فإن السياسيين الأمريكيين "لديهم قناعة بأن المغرب دولة معتدلة وتحترم القوانين الدولية وتحقق التوازن في المنطقة، ويضاف إلى ذلك حماس الجالية اليهودية في أمريكا وإسرائيل لهذا القرار المقرون بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، لذلك أظن أن جو بايدن سيلقى مقاومة لو أراد إلغاء الاعتراف"، مبديا اقتناعه بأن القرار "سيبقى مستمرا، إذ لا أتصور أن دولة في حجم الولايات المتحدة الأمريكية ستتراجع عن قراراتها بطريقة عشوائية".

واعتبر نائب رئيس جامعة "نيو إنغلاند" أن الإعلان الرئاسي الأمريكي يستند أيضا إلى قيمة الصحراء تحت السيادة المغربية، مبرزا أنه منذ عودة المنطقة إلى المغرب عملت المملكة على الاستثمار فيها وتنميتها، الأمر الذي غير شكلها رأسا على عقب مقارنة مع ما تركه الاستعمار الإسباني، مضيفا أن "مدن الصحراء تحت السيادة المغربية أضحت تحمل مواصفات المدن العصرية وأصبحت قادرة على جلب استثمارات كبيرة، خاصة مع الميناء المستقبلي لمدينة الداخلة والنشاط الكبير لقطاع الصيد البحري".

وأوضح مجيد أنه "علينا أن نتذكر أن قيمة الصحراء ليست في الموارد الطبيعية المحدودة جدا على أرض الواقع، وإنما في سيادة المغرب عليها وقدرته على تنميتها"، مضيفا "لكن لا يجب أن ننسى أن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل قد تدخل في هذا الباب، لأن هذه الأخيرة تعد إحدى أبرز الدول المتخصصة في اقتصاد الصحراء وفي تحويل المناطق المقفرة إلى جنان مثمرة".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...