إسرائيل تعترف وتوحد.. والجزائر تنكر وتفرق

عيدودي عبد البني
السبت 22 يوليوز 2023 - 23:04

(سبحان الله يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي.. سبحان الله اسرائيل تعترف وتوحد العرب.. والجزائر تمزق وتشتت وتفرق العرب.. صدق من قال من مأمنه يؤتى الحذر .. ورحم الله الحسن الثاني حيث قال: حتى يعلم الناس مع من حشرنا بالجوار).

شكل اعتراف اسرائيل بالوحدة الترابية المغربية، منعطفا جديدا في الصراع العربي الاسرائيلي، بل يمكن اعتبار هذا الاعتراف خطوة من الخطوات الكبرى في التأسيس لمسار السلام بين اسرائيل والوطن العربي، بل هو اقتناع تام وراسخ لدى دولة اسرائيل بأن الحرب لن تحقق لها شيء مع العرب، وأن تواجدها في محيط عربي كبير لا يسمح لها بالمزيد من المعارك، بالتالي يعد هذا الاعتراف من دولة اسرائيل بمغربية الصحراء أول قرار سلام فعلي وحقيقي ينم عن رغبة وإرادة كبيرة منها في تنزيل خطة السلام مع الوطن العربي التي جاء من أجلها سنة 1986 الرئيس شمعون بيريز زائرا للراحل الحسن الثاني بمدينة إفران.

وهذا القرار امتداد لعلاقات إيجابية بين اسرائيل ومصر والأردن ودول الخليج، كأننا اليوم أمام دولة تؤمن بالسلام، بل فعلا أصبحنا اليوم مع دولة تؤمن بالسلام والتعايش المشترك، وهذا ما نادى به المرحو م الحسن الثاني في التعاطي مع اسرائيل، ونبه ووجه أكثر ما مرة اليهود المغاربة إلى ضرورة نشر ثقافة التعايش والسلام التي جمعت اليهود المغاربة بالمغاربة العرب والأمازيغ مسلمين منهم ومسيحيين، وجعل هذه الثقافة تسود في المؤسسات الوطنية والدولية لتنتقل من مرحلة الصراع العربي الاسرائيلي إلى مرحلة التعايش والتدافع بين المسلمين واليهود وفق مقررات المنظم الدولي والشرعية الدولية.

لقد أبادت جميع الحضارات لأزيد من 5000 سنة اليهود لأنهم شعب الله المختار ولأنهم رفعوا لواء التوحيد ولم يزوروا معتقداتهم، فكان المغرب دائما قبلة لاستقرار اليهود وأمنهم في مالهم وأنفسهم ودينهم ونسلهم، و لولا الصهيونية المتغطرسة لما عاش العرب هذا الصراع، لكن الزمن عرى على جميع الحقائق التي حاولت تشويه صورة اليهودي في المخيال العربي، وخاصة مع نشأة وترعرع الحركات الاسلامية التي جعلت من العداوة مع اليهود مبدأ من مباديء انتشارها وترعرعها داخل الفكر الوطن العربي,

لكن بعد 100 سنة، وخاصة بعد فشل الاسلام السياسي في تدبير الشأن العام بعد موجة رياح الربيع العربي، بدأت صورة اليهودي تتحسن وبدأ الفكر العربي الأصيل يعود لإحياء الصور التاريخية الممثل للتعايش العربي الاسلامي مع اليهودي الاسرائيلي من عمر ابن الخطاب إلى صلاح الدين الأيوبي إلى محمد الخامس، جميعهم ناصروا اليهود عن أعداءهم وعبر التاريخ خصوهم بالعطف وبالدفاع عن حقوقهم الأساسية في العيش بكرامة تحت حكم إسلامي رشيد.

و هو نفس الانتباه الذي وصلت اليه إسرائيل بعد مراجعات لرواسب بنيوية خاطئة تشكلت لها في ظل الصراع العربي الاسرائيلي، فرست بها بخار التفكير السياسي والفقهي إلى تجديد خطابها السياسي والابتعاد عن لغة السلاح، والاقبال عن لغة السلام والعيش المشترك رغم وجود رواسب فكر اسلامي متطرف بمحيطها لازال في حاجة إلى مزيد من المقاومة لتجفيف منابعه في غزة، وكذا لوبي صاحب مصالح ذاتية يبيع ويتاجر بالقضية في الضفة الغربية، وبين الضفتين هناك صحوة عربية أصيلة تواجه هذا اللوبي المنحرف وتعمل على كبح جماح ذلك الفكر المتطرف.

وها هي اسرائيل توحد وتعترف بسيادة الدول العربية على أراضيها، وها هي الجزائر تنكر و تفرق بزرع نار الشقاق والفراق بين الدول العربية، وتهرول إلى دول بعيدة تسعى لاشراكها في زرع نار الفتنة بالوطن العربي. حاصل القول لقد تمكن المغرب اليوم من الوصول إلى ما خطه المرحوم الحسن الثاني في 1986 مع الرئيس شمعون بيريز بافران، بفضل القيادة الرشيدة والمتبصرة والحكيمة للملك محمد السادس نصره الله.

نعم، تمكن المغرب من زرع السلام ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين الأديان وبين بني البشر ، وما استمرار أعمال بيت مال القدس بفلسطين إلا خير شاهد على هذا التعايش وعلى هذا السلام، لكن قرار اسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على ترابه يعد ثمرة من ثمار ما خطه الحسن الثاني رحمه الله، و هناك ثمار أخرى في الطريق بعد هذا القرار تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس نصره الله من بينها فتح قنصلية بالداخلة لدولة إسرائيل ونقل مكتبها بالرباط إلى سفارة، ناهيك عن تنزيل مشاريع استثمارية عملاقة لمستثمرين يهود مغاربة وغير مغاربة بمدننا الصحراوية 🙁 كالداخلة- العيون- الكركارات - اسمارة - العركوب- واد الدهب …) و بالتالي حسم معركة الوحدة الترابية.

وبكل ثقة نقولها وليسمعها العالم، لقد أصبح المغرب اليوم بفضل القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، نقطة ربط بين قارتين أوربية وأفريقية، ومركز تلاقح الأفكار العلمية والثقافية والدبلوماسية بالحوض المتوسطي، وفضاء للتعايش المشترك بين دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأمريكا، فكل الشكر لمن يعترف ويوحد والخزي والعار لمن ينكر ويفرق.

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...