استقالة "الزفزافي الأب".. "ثورة" في وجه نشطاء "جمهورية اللايف"

بنبرة صوت حزينة وملامح ارتسم عليها الأسى الواضح، وبكلمات تخالطها الدموع أحيانا، أعلن أحمد الزفزافي، عبر فيديو نشره على حسابه الشخصي في "الفيسبوك" أمس الأحد، وضع نقطة النهاية لقيادته لعائلات معتقلي حراك الريف من خلال جمعية "ثافرا"، منتقدا خطاب الاتهام الذي طاله ممن أشار إلى أنه يريدون التصعيد وعدم حل الملف.

وأنهى الزفزافي الأب مشواره الطويل في مقدمة المطالبين بإطلاق سراح المسجونين على خلفية مشاركتهم في حراك الريف، معلنا أنه من اليوم فصاعدا "لن يتحدث إلا باسم ابنه ناصر ولن يتطرق إلا لقضيته"، بعدما وجه أصابع الاتهام إلى "أصوات وأبواق" توجد خارج أرض الوطن "لكن المعلومات تصلها من داخله"، في إشارة إلى ذوي النزعة الانفصالية الذين يوصفون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـنشطاء "جمهورية اللايف".

وقال الزفزافي في حديثه الأخير كرئيس لجمعية "ثافرا" التي تجمع عائلات المعتقلين "كنت أخاطب المخزن وأقول له إن ما تفعله فينا خط سياسي وقانوني وأخلاقي، وكان المخزن يتقبل مني ذلك لأنني على حق، لكن ظلم ذوي القربة أشد مضاضة"، مبرزا أنه "بلغ الأمر ببعض أبناء جلدتي أن يسفهوني وأن يُقَوِّلوني ما لم أقل، وأن يُحملوني مسؤوليات جنائية وجنحية أنا بريء منها".

وأعلن الزفزافي استقالته من جميع مهامه الجمعوية موردا أنه اتخذ هذا القرار بعدما "بعدما بلغ السل الزبى، فأنا بشر وتجاوز عمري العقد السابع وصرت أحمل ما لا أستطيع حمله"، مضيفا أنه "لم يعد يريد من أحد الحديث باسمه أو الحديث عنه وأنه سيتحدث عن قضية ابنه ناصر الزفزافي فقط".

ووجه والد قائد حراك الريف سهام نقد حادة لمن يهاجمون عائلات المعتقلين من خلف شاشات الحواسب والهواتف، موردا أن "الساحة فارغة أمام من أراد النزول لها"، داعيا هؤلاء إلى التحلي بـ"الرجولة" وإلى أن يقوموا بما يدعون إليه عمليا "لا باللسان فقط"، قبل أن يضيف "أمامكم جمعية ثافرا والريف والحسيمة والمعتقلون وعائلاتهم ولنر إلى أين يمكن أن يصل كل هذا".

وكان مجموعة من أفراد عائلات نشطاء حراك الريف، بل وأيضا بعض الموجودين داخل السجون ومنهم ناصر الزفزافي نفسه، قد تعرضوا لاتهامات بـ"الخيانة" و"العمالة" على حد وصف مطلقيها، ويتعلق الأمر بأشخاص يقطنون خارج المغرب ويحملون النزعة الانفصالية، وهو الأمر الذي تصاعد بعد إعلان الزفزافي تبرؤ الحراك ممن أحرقوا العلم المغربي في فرنسا.