استمرار نمو العلاقات التجارية بين البلدين.. المغرب ضمن أبرز مورّدي الفواكه والتوت لروسيا في 2025
أفادت بيانات رسمية روسية أن المغرب عزز موقعه خلال السنة الجارية 2025 كأحد أبرز المورّدين الرئيسيين للفواكه والتوت إلى السوق الروسية، مما يشير إلى استمرار نمو العلاقات التجارية بين البلدين التي عرفت في السنوات الأخيرة ارتفاعا متواصلا.
وحسب معطيات المكتب الإقليمي لهيئة "Rosselkhoznadzor" الني نقلتها صحيفة "Fresh Plaza" فإن روسيا استوردت منذ فاتح يناير إلى غاية 8 غشت 2025 ما مجموعه 1.3 مليون طن من الفواكه والخضروات عبر موانئ سانت بطرسبورغ ومقاطعة لينينغراد، بزيادة قدرها 8 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ووفق المصدر نفسه، فقد تصدّر الموز قائمة الواردات بـ837 ألف طن، تليه الكمثرى بـ84 ألف طن، ثم المندرين بـ59 ألف طن، فيما شملت باقي الأصناف التفاح والليمون والعنب والأناناس والبطيخ وغيرها، مشيرا إلى أن المغرب، إلى جانب كل من جنوب إفريقيا ومصر والأرجنتين وباكستان والإكوادور وكوستاريكا وتشيلي وصربيا والبرازيل، كان من بين أبرز المورّدين الذين عززوا حضورهم في السوق الروسية خلال هذه الفترة.
وبخصوص الخضروات، بلغت الواردات الروسية 25,500 طن، شملت البطاطس والجزر والملفوف والثوم والشمندر، وجاءت أساسا من بيلاروسيا ومصر وباكستان والصين، وقد أكدت السلطات الروسية أن جميع هذه المنتجات خضعت للفحوصات الصحية النباتية اللازمة وتمت المصادقة عليها للبيع في الأسواق المحلية.
ويعكس استمرار حضور المغرب ضمن قائمة البلدان الموردة للخضر والفواكه إلى روسيا، استمرار نمو العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة أن روسيا بدورها أعلنت العام الماضي عن ارتفا القيمة المالية لصادراتها نحو المغرب بـ3 أضعاف فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية.
وكان المركز الفيدرالي الروسي "Agroexport" قد كشف أن قيمة صادرات روسيا من المنتجات الزراعية نحو المغرب شهدت ارتفاعا ملحوظًا خلال عام 2024، حيث تضاعفت ثلاث مرات لتصل إلى 280 مليون دولار.
وحسب التقرير الذي كانت قد نقلت تفاصيله وكالة الأنباء الروسية "TASS"، فإن القمح كان المحرك الرئيسي لهذا النمو، حيث ارتفعت قيمته بمعدل 3.4 مرة مقارنة بسنة 2023، مشيرا إلى أن روسيا قامت بتصدير أكثر من مليون طن من القمح إلى المغرب خلال 2024.
كما كشف المصدر ذاته أن المغرب استأنف استيراد زيت دوار الشمس من روسيا بعد توقف دام نحو خمس سنوات، بالإضافة إلى استقباله شحنات من الكُسْب (المستخدم في صناعة الأعلاف) للمرة الأولى منذ عام 2015.
وحسب تقديرات المركز الفيدرالي الروسي "أغرو إيكسبورت" فإن إمكانات الصادرات الزراعية الروسية نحو المغرب قد تصل إلى 350 مليون دولار في المستقبل القريب، مما يعكس توجّها لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين في المجال الزراعي.
ويأتي ارتفاع القيمة المالية للصادرات الروسية نحو المغرب تزامنا مع مناخ سياسي إيجابي بين الرباط وموسكو، حيث أشادت روسيا في دجنبر ا2023 عبر سفيرها في المغرب، فلاديمير بايباكوف، بالموقف المغربي بشأن الحرب الروسية الأوكرانية حيث وصفه بأنه "مُتزن"، وقال إن موسكو "تقدر عاليا" هذا الأمر.
وأضاف السفير الروسي إنه بالنسبة لبلاده، فإن المغرب "بلد صديق وشريك استراتيجي"، وتابع في نفس السياق، بأن "العلاقات بين بلدينا تتسم بطابع خاص، وتم تعزيزها من خلال الاتفاقيات التي وقّعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملك محمد السادس (سنة 2016)".
وحسب بايباكوف، فقد "أثبتت هذه العلاقات قدرتها على الصمود أمام اختبار الزمن، بما في ذلك التقلبات الجيوسياسية والأزمات المالية والاقتصادية في السنوات الأخيرة"، وأكد السفير الروسي أن البلدين "يواصلان تعزيز تعاونهما التجاري والاقتصادي بنجاح.




