البوليساريو تستنجد بـ"حركات التحرير" في جنوب إفريقيا.. فهل يخفف "الدعم الرمزي" صدمة زوما؟

 البوليساريو تستنجد بـ"حركات التحرير" في جنوب إفريقيا.. فهل يخفف "الدعم الرمزي" صدمة زوما؟
الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي
الأربعاء 30 يوليوز 2025 - 9:00

في سياق متسم بالخيبات الدبلوماسية المتوالية التي مُنيت بها، تحاول جبهة "البوليساريو" التقاط أنفاسها وإعادة ترتيب خطابها السياسي، عبر استثمار قمة "حركات التحرير" التي احتضنتها جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، مابين 26 و28 يوليوز 2025، مروجة لـ"دعم كبير" من قبل الدول الحاضرة لأطروحتها الانفصالية.

وبادرت جبهة البوليساريو والإعلام الجزائري الرسمي، إلى تعميم بلاغات دعائية وصور "احتفالية"، تحدثت فيها عن "دعم دول القمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير"، في حين أن تركيبة المشاركين اقتصرت على حركات ومنظمات مرتبطة تاريخيا بمناخ الحرب الباردة، إلى جانب أطراف داعمة تقليديا للطرح الانفصالي، على رأسها زمبابوي والموزمبيق وناميبيا، إضافة إلى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم بالدولة المستضيفة.

وتأتي هذه الخطوة في توقيت "حرج" للجبهة الانفصالية، تزامن مع زيارة للرئيس الجنوب إفريقي الأسبق جاكوب زوما إلى المغرب، وتصريحاته التي اعتبر فيها مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها الرباط إطارا واقعيا لحل نزاع الصحراء، وهي التصريحات التي شكلت ضربة دبلوماسية لقيادة الجبهة، بالنظر إلى الرأسمال الرمزي والسياسي الذي تمثله شخصية زوما، والتي طالما عُرفت بمواقف داعمة للطرح الانفصالي في مراحل سابقة.

وحاول محمد يسلم بيسط، الذي يقدم نفسه كـ"وزير خارجية" جبهة البوليساريو، استثمار قمة "حركات التحرير" لتضخيم حضور الجبهة وإعادة تسويق أطروحتها الانفصالية، من خلال إدعاء عقد سلسلة لقاءات جمعته مع وفود من موزمبيق وناميبيا وزمبابوي، مروجا لما اعتبره "دعما ثابتا".

القيادي الانفصالي، بدا بشكل واضح أنه يحاول إبعاد الأنظار عن موقف زوما وحزب "رمح الأمة"، من خلال الارتكان إلى تصريح الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم بجنوب افريقيا، فيكيلي مبالولا، الذي دعم فيها أطروحة البوليساريو، وهو كلام سارعت إلى توظيفه إعلامي لتقليص وقع تراجع التأييد داخل القارة لمشروع الانفصال.

ويُظهر سلوك جبهة "البوليساريو" الانفصالية في قمة "حركات التحرير"، نوعا من "الهروب إلى الأمام" لإعادة تعبئة جمهورها الداخلي، والرد بطريقة غير مباشرة على "الصدمة الدبلوماسية" التي خلفتها زيارة زوما للمغرب، والتي شكلت علامة فارقة في المسار المتغير لموقف جنوب افريقيا من قضية الصحراء، في ظل صعود الخيار المغربي القاضي بمنح الأقليم الصحراوية حكما ذاتيا كإطار للحل، وتزايد الدعم الدولي له.

غير أنه من الواضح أيضا، أن جبهة "البوليساريو"، خلال القمة، حاولت إبعاد السيناريوهات المستقبلية، خصوصا إمكانية عودة زوما إلى رئاسة البلاد، أو حصول حزبه على الرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية القادمة، خصوصا وأنه الآن، وبعد أول استحقاقات يشارك فيها في 2024، حصل على المرتبة الثالثة وأصبح يقود المعارضة حاليا.

إذا كان الملك لا يثق في السياسيين فماذا بقي للشعب؟

من المشكوك فيه أن يكون السياسيون عندنا في المغرب، قد فهموا رسالة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، في خطاب الذكرى الـ 18 لاعتلائه العرش، حينما تساءل قائلا: "إذا أصبح ملك ...