التطاحن السياسي في السودان يتسبّب في تعليق أنشطة استخراج الذهب لـ"مناجم" المغربية وتراجع إيراداتها بـ 22 في المائة

 التطاحن السياسي في السودان يتسبّب في تعليق أنشطة استخراج الذهب لـ"مناجم" المغربية وتراجع إيراداتها بـ 22 في المائة
الصحيفة - خولة اجعيفري
السبت 23 مارس 2024 - 23:08

تسبّب النزاع المستمر منذ عام في السودان، والذي بات مصدر قلق للعالم وسط تزايد وتيرة مخاوف الأمم المتحدة من اتساع الأزمة الإنسانية في الخرطوم، (تسبّب) في تراجع مهم للإيرادات السنوية لمجموعة "مناجم" المغربية الناشطة في البلد، والتي وجدت نفسها مُضطرة لتعليق أنشطتها إلى حين حدوث استقرار سياسي وأمني.

ويخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا ضروسا منذ عام خلّفت حتى الآن حوالي 13 ألفا و900 قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة، ما يجعل استمرار أنشطة "مناجم" في البلاد مهدّدا، في ظل هذا التطاحن المستمر بين الأطراف المتعاركة.

وهذا الواقع السوداوي، أظهرته النتائج السنوية لمجموعة "مناجم"، بتسجيلها تراجعا مهما على مستوى إيرادات الشركة بنسبة بلغت 22% مقارنة بسنة 2022، لتصل إلى 7,508 مليار درهم نهاية العام المنصرم.

وعزت "مناجم" هذا الوضع الذي تتكبّده، إلى تراجع أسعار بيع بعض المعادن، مثل الكوبالت بنسبة (-40٪)، والزنك بـ (-24٪)، والنحاس بـ (-8٪)، ناهيك عن انخفاض أحجام الذهب المباعة، وذلك راجع وفقها لتعليق الشركة المغربية النشاط في السودان، وحدوث اضطرابات في عمليات منجم Tri-K في غينيا.

وكنتيجة لانخفاض أحجام الذهب المستخرج من السودان بسبب الأزمة السياسية وتراجع أسعار بيع المعادن الأساسية، عرف الفائض الخام من التشغيل للشركة، تراجعا قيمته 954 مليون درهم مقارنة بسنة 2022، حيث بلغ حجم الفائض 2.395 مليار درهم مغربي سنة 2023، حسب المعطيات التي قدمتها مناجم، مشيرة من جهة ثانية، إلى أن تحسن الأداء التشغيلي لمنجم Imiter خفف من وطأة التراجع المسجل.

وبلغت الأرباح التشغيلية لـ "مناجم" المغربية 1.002 مليار درهم مغربي في عام 2023، ما يمثل انخفاضا قيمته 968 مليون درهم مغربي مقارنة بعام 2022، وسجل صافي الأرباح بدوره انخفاضا قيمته 233 مليون درهم مغربي، ما يعزى بالأساس إلى زيادة الديون، وفرق التحويلات المرتبط بانخفاض الدولار في نهاية العام.

وعليه فقد بلغ الربح الصافي للشركة ما مجموعه 514 مليون درهم مغربي نهاية 2023، وهو ما يمثل انخفاضا قيمته 1.100 مليار درهم درهم مغربي مقارنة بعام 2022، وذلك بسبب انخفاض الأرباح التشغيلية، وانخفاض النتيجة المالية، بالإضافة إلى انخفاض حصة المجموعة في نتائج الشركات المدرجة (LAMIKAL) بـ 252 مليون درهم مغربي، ما يعود بشكل أساسي إلى تراجع سعر الكوبالت.

بالمقابل، حققت "مناجم" بعض الإنجازات خلال السنة الماضية ولعل أبرزها إحراز تقدم على مستوى بناء مشروع Tizert وفقا للجدول الزمني المحدد، بالإضافة إلى ذلك فقد تم إصدار جميع طلبات شراء المعدات الاستراتيجية، من تحقيق إنجاز هام في أعمال البنية التحتية العامة، بما في ذلك توصيل المياه والكهرباء، وتنفيذ باقي مكونات المشروع وفقًا لأهدافه.

ولفتت "مناجم" إلى إتمام صفقة الاستحواذ على الأصول في السنغال مع شركة IAM GOLD الكندية، مع بدء أعمال البناء في مشروع Boto، كما تم إصدار طلبات شراء المعدات الاستراتيجية للمصنع، وتحديث هندسة التفاصيل مع إحراز تقدم ملحوظ في البنية التحتية الأولية.

ومن أهم الأهداف المسطرة من قبل الشركة، حسب ما أكدته الوثيقة، استكمال بناء مشاريع Tizert وBoto و Sulfates de Cobalt، مع بدء الإنتاج التجاري في النصف الثاني من عام 2025، إضافة إلى الرغبة في تعزيز وتطوير كفاءة العمليات، مع الاستفادة من ارتفاع أسعار المعادن الثمينة.

وأضاف المصدر عينه أن الشركة تعتزم إطلاق عملية زيادة رأس المال بقيمة 3 مليار درهم مغربي، مع التأكيد على التزام المجموعة تجاه جميع أصحاب المصلحة على طول سلسلة القيمة، وتنفيذ إجراءات ملموسة لضمان صحة وسلامة الموظفين والمجتمعات المجاورة، وحماية البيئة، ودعم التنمية الاقتصادية للمجتمعات المحلية، علاوة على إقامة علاقات قوية مع الموردين والشركاء التجاريين، وفيما يتعلق بتوزيع الأرباح قررت مجموعة مناجم توزيع أرباح بقيمة 30 درهمًا للسهم الواحد عن السنة المالية 2023 على الجمعية العامة العادية.

وتمارس "مناجم" نشاطاتها في إفريقيا منذ 90 سنة، وتنتج أساسا المعادن الثمينة (الفضة، الذهب)، والمعادن الأساسية (النحاس، الزنك، الرصاص)، وكذلك معدني الكوبالت والفليورين، كما أنها تتوفر على 21 وحدة توفر أزيد من 6000 منصب شغل مباشر وغير مباشر، وهي تابعة للصندوق الاستثماري الإفريقي “المدى” الذي يتخذ من الدار البيضاء مقرا رئيسيا له.

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...