التقى سياسيي وجمعويي الفنيدق.. الوالي مهيدية يتعهد بإنهاء مشاكل عاملي التهريب المعيشي عاجلا

على الرغم من أن مدينة طنجة لم تطوِ بعد صفحة فاجعة معمل النسيج الذي شهد غرق 28 عاملة وعاملا بعدما داهمتهم مياه الأمطار يوم أول أمس الاثنين، إلا أن والي الجهة محمد مهيدية اضطر إلى تركها منذ أمس الثلاثاء متجها صوب مدينة الفنيدق للعمل على نزع فتيل الاحتقان المتزايد بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها العاملون في مجال التهريب المعيشي، والتي فاقمت حدتها المقاربة الأمنية التي ووجهت بها احتجاجات يوم 5 فبراير 2021.

ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" فإن الوالي مهيدية عقد اجتماعين مع فعاليات المدينة، بمقر عمالة المضيق الفنيدق، الأول كان مع ممثلي الأحزاب السياسية، على اعتبار أن العديد من المنتمين لها كانوا من بين المحتجين مؤخرا، أما الثاني فكان مع ممثلي المجتمع المدني ومجموعة من الشخصيات "المؤثرة" في المدينة، وخلال اللقاءين جرى عرض حول المشاريع المستقبلية المبرمجة مستقبلا لفائدة سكان المنطقة، خاصة منها ذات الصبغتين الاجتماعية والاقتصادية.

وحسب مصادر حضرت اللقاء الثاني، فإن المداخلات ابتعدت في العديد من المرات عن الموضوع الأساس الذي من أجله حل مهيدية بالفنيدق، حيث ووجه بمطالب ذاتية لبعض الجمعيات تتعلق بالمنح وفضاءات الأنشطة وحتى فحوصات كورونا، لكن إجابات الوالي رغم ذلك تمحورت حول البدائل الاقتصادية المطروحة لتجاوز أزمة منع التهريب المعيشي ومشكلة إقفال الحدود البرية مع سبتة، وهو ما فسرته تلك المصادر بكونه كان يعول على المجتمع المدني لإيصال رسائل وتطمينات السلطة للمواطنين تفاديا لمزيد من الاحتقان.

وتعهد مهيدية بحل أزمة العاملين بمدينة سبتة من سكان إقليمي المضيق - الفنيدق وتطوان الذين يدخلون بشكل يومي إلى المدينة المحتلة، إذ أكد أن الحل لوضعهم سيكون متاحا خلال مدة أقصاها 3 أسابيع، أما بخصوص المنطقة الاقتصادية الجديدة للفنيدق والتي شهد إطلاق ورشها تأخرا كبيرا، فأكد الوالي أن الأشغال قد انطلقت فيها بالفعل وأن افتتاحها سيتم خلال فترة وجيزة وداخل الآجال المحددة.

والمثير في الأمر أن الوالي لم يتطرق خلال اجتماعه مع ممثلي المجتمع المدني لدعوات النزول للاحتجاج مرة أخرى يوم الجمعة المقبل، إذ تعامل معها وكأنها غير موجودة، لكن في المقابل علمت "الصحيفة" أن مهيدية اجتمع مع ممثلي السلطة في الفنيدق حول هذا الأمر، وهو ما اتضحت نتائجه من خلال تواصل هؤلاء مع مجموعة من الداعين للاحتجاج لمحاولة ثنيهم عن هذه الفكرة على اعتبار أن "الوقت غير مناسب بسبب جائحة كورونا" وأيضا لإقناعهم بأن الأزمة "في طريقها إلى النهاية".