الجزائر تستنسخ "السيناريو المغربي" للتعامل مع الأزمة الديبلوماسية تُجاه إسبانيا

 الجزائر تستنسخ "السيناريو المغربي" للتعامل مع الأزمة الديبلوماسية تُجاه إسبانيا
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الثلاثاء 19 أبريل 2022 - 16:23

قررت الجزائر رسميا خوض "أزمة ديبلوماسية" تُجاه إسبانيا، بعدما أعلنت الأخيرة عن تغيير موقفها من قضية الصحراء وإعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، واستدعت سفيرها في أواخر مارس الماضي كخطوة احتجاجية رافضة لهذا الموقف الإسباني الجديد.

وقد بدأت ارهاصات هذه الأزمة تتضح بشكل تدريجي، بعدما أعلنت الجزائر يوم أمس الإثنين عبر ما تُسميه بـ"المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي بوزارة الخارجية والجالية الوطنية بالخارج"، عمار بلاني،  أن عودة السفير الجزائري إلى مدريد "ستحسم بشكل سيادي من قبل الجزائريين في إطار إيضاحات مسبقة وصريحة لإعادة بناء الثقة التي تضررت بشدة".

وقال بلاني وفق وكالة الأنباء الجزائرية أن الثقة بين الجزائر وإسبانيا تضررت بشكل خطير، وأن إسبانيا مطالبة بتقديم توضيح على أساس أسس واضحة ومتوقعة ومطابقة للقانون الدولي، نافيا أن يكون  "غضب الجزائر" مؤقت.

ويبدو أن الجزائر من خلال هذا التصريح الرسمي، تشير إلى موقف مدريد من قضية الصحراء، رابطة إعادة الثقة مع إسبانيا بضرورة أن يتم ذلك على ما تسميه بتقديم إسبانيا "توضيحا على أساس أسس واضحة ومتوقعة ومطابقة للقانون الدولي" وهو ما يعني حسب المنظور الجزائري، تراجع إسبانيا عن موقفها الداعم للسيادة المغربية للصحراء من أجل تجديد الثقة من جديد.

ومن خلال قراءة تطورات هذه الأزمة الديبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، يبدو أن الجزائر وكأنها تستنسخ "السيناريو المغربي" للتعامل مع مدريد، حيث قررت سحب سفيرها مثلما فعل المغرب مع السفيرة كريمة بنيعيش، كما أن الجزائر استعملت خطاب الثقة، وهو الخطاب ذاته الذي تحدث به المغرب عقب استقبال إسبانيا لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية ابراهيم غالي للعلاج سرا، جيث كان قد اعتبر المغرب ما فعلته إسبانيا ضربا لعلاقات حسن الجوار.

ومثلما طالب المغرب بتوضيحات وخطوات ملموسة من مدريد من أجل إعادة الثقة من جديد بين البلدين، تتجه الجزائر لرفع نفس الطلب لإسبانيا، مؤكدة أن الأزمة أو "الغضب الجزائري" لن يكون مؤقتا، وبالتالي قد تطول الأزمة الديبلوماسية الجزائرية الإسبانية لعدة شهور، مما سيجعلها كسيناريو مطابق للأزمة الديبلوماسية المغربية الإسبانية التي امتدت لعشرة أشهر.

كما أن سبب الأزمة الديبلوماسية الجزائرية الإسبانية، يرجع لنفس السبب الذي نتجت عنه الأزمة بين الرباط ومدريد، وهو في الأصل يعود إلى قضية الصحراء المغربية، وبالتالي فإن سيناريوهات الأزمتين تبدو متشابهة إلى حد كبير.

لكن بخصوص النتائج المتوقعة من الأزمة الديبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا، تبدو وفق القراءات السياسية صعبة المنال، حيث يُستبعد تراجع إسبانيا عن موقفها الجديد من الصحراء، لكون أن ذلك التراجع لن يكون حلا معقولا، وقد يعصف بالعلاقات مع الرباط إلى حد غير مسبوق، وبالتالي فإن المآل الذي ستنتهي إليه الأزمة بين مدريد والجزائر يبقى غير واضح المعالم إلى حدود الساعة.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...