الجزائر تقتني من تركيا مُسيّرات "Anka-S" لمواجهة "بيرقدار تي بي 2" التي يملكها المغرب
اقتنت الجزائر مؤخرا 10 مُسيّرات عن بعد عسكرية من نوع "Anka-S" التي تصنعها تركيا، وفق ما أكدته "مصادر مطلعة" لصحيفة "ميدل إيست أي"، كصفقة مقابلة لصفقات مماثلة أبرمتها القوات المسلحة الملكية المغربية مع تركيا حصلت من خلالها على أسراب من المسيّرات الحربية "بيرقدار تي بي 2".
وحسب ذات الصحيفة، فإن الجزائر قامت بمراجعة "الدرونات" الحربية التي تصنعها تركيا، وقد اختارت "Anka-S" بدل "بيرقدار تي بي 2" التي اختارها المغرب تفاديا لتقليد الرباط في هذا الاتجاه، بالرغم من أن الدرون الأخيرة أثبتت فعاليتها في العديد من الحروب، في سوريا وليبيا وكاراباخ وغيرها.
وأضاف نفس المصدر، أن من ميزات "الدرون" الحربية التي اختارتها الجزائر، واقتنت 10 وحدة منها، تعمل على ارتفاع متوسط وطويلة التحمل، ويمكنها الطيران لمدة 30 ساعة بدون توقف، مشيرا إلى أنه بفضل ارتباط هذه الدرون بالقمر الصناعي، يمكن لـ Anka-S تغطية مساحة أكبر بكثير من الخيارات الأخرى، مما يعني أنه مفيد في أماكن مثل شمال إفريقيا مع آلاف الأميال من الصحراء.
وأشارت "ميدل إيست أي"، أن الجزائر شعرت بغضب شديد بعد أنباء مقتل 3 من رعاياها في قصف قامت به القوات المغربية في الصحراء العام الماضي باستخدام "درون" حربية، يُرجح بقوة أنها "بيرقدار تي بي 2"، ولذلك قررت إبرام صفقة مع تركيا للحصول على مقابل الدرونات المغربية.
جدير بالذكر أن العديد من وسائل الإعلام الجزائرية، أعلنت في شتنبر الماضي عن سقوط طائرة مسيرة عن بعد عسكرية "درون"، في منطقة مسيلة، الأمر الذي أحدث استنفارا لدى السلطات الجزائرية في المنطقة التي فتحت تحقيقا لمعرفة الأسباب التي أدت إلى سقوط هذه المسيرة الحربية.
وذكرت تقارير أخرى، أن هذه المسيرة تعود للجيش الجزائري الذي يستعد للحصول على سرب منها ابتداء من العام المقبل، وهي "درون" تصنعها الصين، مما أطلق العديد من التساؤلات حول ما إذا كان سقوط هذه "الدرون" نتيجة للتدرب على استخدامها من طرف الجيش الجزائري.
وليس خفيا، وفق العديد من التقارير الدولية التي نُشرت في العام الماضي، أن الجزائر أعربت عن رغبتها في امتلاك طائرات مسيرة عن بعد، بعدما نجح المغرب في السنوات الأخيرة في امتلاك عدد منها عبر عدة صفقات مع إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت تقارير إعلامية تركية قد قالت في الشهور الماضية إن الجزائر هي من ضمن 3 زبائن متوقعين للحصول على المسيّرات الحربية التركية "بيرقدار تي بي 2"، التي تُعتبر من طائرات "الدرون" التي أثبتت نجاعتها في عدد من الحروب في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى ميزة سعرها المنخفض مقارنة بالمسيّرات الأمريكية والإسرائيلية.
وحسب ذات المصادر، فإن الجزائر دخلت في مفاوضات مع تركيا للحصول على هذه الطائرات، مشيرة إلى احتمالية توقيع صفقة بهذا الشأن خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري إلى تركيا ولقاءه برجب طيب أردوغان في شهر ماي الماضي.
وأضافت التقارير التركية، أن الجزائر كانت ترغب في الحصول على هذه المسيرات بعد حصول المغرب على سرب منها العام الماضي، مشيرة إلى أن الجزائر من المنتظر أن ترسل عسكريين إلى تركيا من أجل التدرب على استخدام هذا النوع من الطائرات الحربية.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن المغرب حصل العام الماضي عبر صفقة مع تركيا على 13 طائرة درون من نوع "Bayraktar TB 2"، قبل أن يوقع خلال العام الجاري في الشهور الماضية على صفقة جديدة لزيادة عدد هذه المسيّرات بسرب جديد منها.
وكانت العديد من التقارير قد أشارت إلى استخدام القوات المغربية لهذه الطائرات لمواجهات المناوشات العسكرية التي تقوم بها ميليشيات جبهة "البوليساريو" الانفصالية، وقد سقط العديد من عناصر الجبهة خلال الطلعات الجوية التي نفذتها هذه الطائرات.
