الجيش المغربي يعزز قوة مدرعات "تاتا" المُصنعة بالمغرب بمدافع "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية
كشفت تقارير متخصصة، أن المغرب اختار مدافع تصنعها شركة "إلبيت سيستمز" من عيار 105 ملم و120 ملم، لدمجها في المركبات القتالية من طراز " WhAP 8x8" التي تصنعها شركة "تاتا" الهندية، والتي كان قد وقع المغرب معها في وقت سابق لتصنيع هذه المدرعات محليا، في إطار توطين الصناعات الدفاعية بالمملكة.
وذكرت نفس المصادر، أن اختيار المغرب لشركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية، يرجع إلى كونها هي أيضا من الشركات التي سبق أن اتفق معها على فتح مصنعين بالمغرب لصناعة الأسلحة، وهو ما يبدو على أن المغرب يسعى للدمج بين الشركتين لإنتاج مدرعة قتالية أكثر قوة وفاعلية خاصة به.
وأشارت التقارير ذاتها إلى أن شركة "تاتا" الهندية تصنع المركبة القتالية المتنقلة " WhAP 8x8" بمدفع أصلي من عيار 30 ملم، في حين أن المغرب يسعى إلى "تطوير" قدرات هذه المدرعة بالمدافع المتحركة لـ"إلبيت سيستمز" الذي يتم تركيبه أيضا على دبابات من طراز "سابرا" حيث تتجاوز قدراته إلى ما يصل إلى 120 ملم.
ويأتي هذا في وقت يواصل المغرب مساعيه لتوطين الصناعة الدفاعية، حيث أكد الملك محمد السادس في منتصف ماي الجاري أن المغرب سيواصل دعم برامج توطين الصناعات العسكرية بهدف تحقيق الاستقلالية الكاملة في المجال الدفاع، وذلك خلال توجيهه لـ"الأمر اليومي" إلى أفراد القوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لتأسيسها.
وجاء في نص "الأمر اليومي" الذي عممته القيادة العليا، أن الملك محمد السادس أكد عزمه مواصلة دعم هذا الورش الوطني الاستراتيجي، مشيرا إلى أن الدولة حرصت على توفير كل الظروف القانونية واللوجستيكية والإجرائية لجذب المستثمرين والشركاء المغاربة والأجانب، بما يضمن إرساء صناعة دفاعية وطنية متكاملة.
وشدد العاهل المغربي على أن توطين الصناعات العسكرية لم يعد خيارا ظرفيا، بل هو مسار استراتيجي يندرج ضمن رؤية مستقبلية، تهدف إلى تعزيز السيادة الدفاعية للمملكة، وتقليص التبعية للخارج في مجال التسلح والتجهيزات العسكرية.
وتوقف الملك، وفق النص، عند أهمية العنصر البشري في نجاح هذا الورش، حيث أكد أن تمكين الجنود من ظروف عمل جيدة ومرافق متكاملة داخل الثكنات ومراكز التدريب، يشكل أحد مفاتيح الفعالية والنجاعة المطلوبة لاستخدام المنظومات الدفاعية الحديثة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن المغرب وقع العام الماضي شراكة استراتيجية مع مجموعة "TATA" الهندية بهدف صناعة المركبات القتالية البرية من طراز "WhAP 8x8"، في مصنع خاص داخل المملكة المغربية.
وجاء ذلك في إطار ا مجموعة من التحركات التي يقوم بها المغرب في مجال الشروع في وضع اللبنات الأولى للصناعة الدفاعية على أرض الواقع، حيث وقع عدد من الشراكات في هذا المجال، مع مجموعات وشركاء ينتمون إلى دول عديدة، من بينها البرازيل وهنغاريا.
وتعليقا على هذه الاتفاقية الهامة، كان الخبير العسكري والأمني، حسن سعودي، قد قال في تصريح لـ"الصحيفة"، بأن هذا الاتفاق، يدخل في إطار "مشروع مغربي استراتيجي، يتعلق بالصناعة الدفاعية"، مشيرا إلى أنه بعد الانتهاء من تنزيل القوانين المتعلقة بهذا المجال، "حان الوقت الآن لتنزيل المشروع على أرض الواقع".
وأضاف سعودي، الباحث المشارك في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، بأن مشروع الصناعة الدفاعية على المستوى المحلي، ليس مشروعا سهل، ولتحقيقه يحتاج المغرب إلى شركاء من دول حليفة وموثوقة، على اعتبار أن الصناعة الدفاعية هي عبارة عن منظومة متعددة الأطراف، وهو ما يُفسر لجوء المغرب للتعاون وتوقيع اتفاقيات مع عدة شركاء ودول.
وأشار الخبير حسن سعودي في هذا السياق، إلى أن الهند من الدول التي تمتلك خبرة كبيرة، ولا سيما في مجال خلق المناطق الصناعية الدفاعية والأمنية، ولديها منظومة متكاملة الأطراف، وبالتالي فإن المغرب يُمكنه أن يستفيد من هذه التجربة، خاصة أن لهذه الصناعة أبعادا اجتماعية واقتصادية هامة، فيما يتعلق بخلق فرص الشغل وغيرها، مشددا على أن الهند أفضل مثال يُمكن أن يسير عليه المغرب في الوقت الراهن.




