الجيش وكورونا.. لغز كبير لم يزده "التوضيح العسكري" إلا غموضا

 الجيش وكورونا.. لغز كبير لم يزده "التوضيح العسكري" إلا غموضا
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 12 ماي 2020 - 12:00

على الرغم من أن تعداد المصابين بفيروس كورونا في صفوف العسكريين المغاربة صار يقدر بالمئات، باحتساب المصابين من أفراد القوات المسلحة الملكية والحرس الملكي وعناصر القوات المساعدة الخاضعين بدورهم لنظام عسكري، إلا أن تعامل القيادات العسكرية مع الأمر لا زال ملفوفا بالكثير من الغموض، حيث تفادت إلى اليوم الحديث عن تعداد تلك الحالات ووضعها الصحي.

وبدأت أخبار إصابة عناصر الجيش بفيروس "كوفيد 19" وظهور بؤر داخل الوحدات العسكرية، تنتشر منذ منتصف شهر أبريل الماضي، حين تحدثت مجموعة من التقارير عن إصابة العشرات من جنود اللواء الثاني للمشاة المظليين بالقاعدة العسكرية لابن جرير، حيث قدر تعدادهم بما بين 118 و160 جنديا انتقلت إليهم العدوى من طرف عناصر وحدات "حذر" التي تجوب شوارع مدن المملكة.

تفشي "أخبار" الإصابات

وعقب ذلك توالت الأخبار عن إصابة جنود آخرين بالفيروس، أبرزها تلك القادمة من جهة فاس مكناس التي تحدثت عن إصابة العشرات من أفراد الجيش الذين نُقلوا إلى المستشفى العسكري بمكناس، وخاصة عناصر القاعدة العسكرية "ظهر المهراز" بفاس التي قدر تعداد المصابين فيها بنحو 100 فرد، كل ذلك دون أن يصدر أي تعداد رسمي من وزارة الصحة أو عن المفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية، على الرغم من أن وسائل إعلام أجنبية تناقلت تلك الأخبار.

لكن ما زاد الأمر تعقيدا هو توالي الأنباء عن إصابة عناصر الحرس الملكي، حيث تحدثت تقديرات الأسبوع الماضي عن تسجيل 130 إصابة مؤكدة على الأقل بكل من مدينتي الرباط وسلا، ليتم نقل المصابين إلى المستشفى العسكري محمد الخامس بالعاصمة فيما تم فرض الحجر الصحي على قطاعاتهم السكنية، قبل أن يطفو على السطح خبر إعفاء الجنرال ميمون المنصوري، قائد الحرس الملكي يوم الأربعاء الماضي.

بين الصمت والكلام القليل

وعلى الرغم من حساسية هذه المعطيات، بالنظر للمهمة المنوطة بأفراد الحرس الملكي، وقربهم الشديد من مؤسسة القصر وأفراد العائلة المالكة، إلا أنه لم يصدر أي توضيح رسمي بخصوص حقيقة ما يجري، ولم تتحرك مؤسسة الجيش إلا أمس الاثنين مع انتشار أخبار حول وصول الإصابات إلى ثكنة العشرات من عناصر القوات المساعدة "عين الشكاك" بنواحي صفرو، حين صدر عنها توضيح منسوب لـ"مصدر عسكري".

وجاء في التوضيح الذي نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية أن ما تداولته بعض المواقع الإخبارية "معلوماتٌ مضللة وغير دقيقة"، موردا أن "الوضعية الصحية المرتبطة بفيروس كوفيد 19 في صفوف القوات المسلحة الملكية "متحكم فيها، ومعدل إصابات العسكريين وذويهم بهذا الوباء عادية تماما قياسا إلى المعدل الوطني".

توضيح "غير واضح"

ويطرح هذا التوضيح في حد ذاته العديد من علامات الاستفهام حول إصرار القوات المسلحة الملكية على تغطية حقيقة ما يجري، فإذا كانت الوثيقة، الصادرة عن "مصدر عسكري" لا عن مسؤول معلوم الاسم والصفة، تنتقد عدم دقة الأرقام المنشورة، فإن المؤسسة العسكرية لم تصحح فيه تلك الأرقام ولم توضح الثكنات والقواعد العسكرية المعنية بالإصابات.

ولا تبرر المؤسسة ذاتها هذا التكتم، لكن ما يرشح عن "مصادر" مقربة منها يصنفُ الأمر ضمن "الأسرار العسكرية"، وهو عكس ما يحدث في جل دول العالم التي اعترفت بإصابة العديد من جنودها بالفيروس، كما هو الحال مع إسبانيا الجارة الشمالية للمغرب، كما أن الحديث عن رغبة المؤسسة في "تفادي بث الذعر في صفوف العسكريين"، يعاكسه سيل المعطيات غير الرسمية المنشورة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر كان يمكن للمفتشية العامة أن تتفاداه بحصر تعداد وأماكن الإصابات.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...