الحكومة المغربية تُبقي الغموض قائما بشأن إعادة فتح معبري سبتة ومليلية مع اقتراب الصيف
أبقت الحكومة المغربية قضية إعادة فتح الحدود البرية مع مليلية وسبتة المحتلتين، غامضة إلى حدود الساعة، وفق ما جاء في تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، عقب المجلس الحكومي الذي انعقد اليوم الخميس بالرباط.
وفي معرض رده حول ما إذا كانت هناك نوايا لإعادة فتح المعبرين الحدوديين مع اقتراب فصل الصيف المقبل، بعد مرور سنتين من الإغلاق، قال بايتاس بأن الموضوع "كله مرتبط بالوضعية الوبائية"، مضيفا بأن "الحكومة تتابع الوضع، وعندما ستكون توجهات في هذا الموضوع سنتفاعل معها".
ولمح بايتاس إلى أن الحكومة لم تناقش ولم تقرر أي جديد بخصوص ملف معبري سبتة ومليلية، ما يعني أن قرار الإغلاق سيمتد إلى أجل غير مسمى، مع استمرار الغموض بشأن إعادة فتحهما خلال فصل الصيف لتسهيل عبور الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
ويرى متتبعون لهذا الموضوع، أن استمرار إغلاق معبري سبتة ومليلية بداعي الوضع الوبائي، وهو المبرر الذي يُقدمه المغرب وإسبانيا معا، لا يُعد مبررا قويا، في ظل تحسن الوضع الوبائي في البلدين، وفتح الباب أمام حركة التنقل بين المغرب وبلدان أوروبية أخرى.
ولازال المئات من المواطنين ذوي الأصول المغربية الذين يقيمون في سبتة ومليلية، يشتكون استمرار إغلاق المعبرين الحدودين لسنتين كاملتين، وهو الأمر الذي حرم العديد منهم من ولوج التراب المغربي من أجل لقاء أفراد أسرهم في المدن المجاورة، كالناظور وتطوان والفنيدق.
هذا وتجدر الإشارة أنه في منتصف مارس 2020، قرر المغرب وإسبانيا إغلاق معبر سبتة ومليلية في وجه جميع حركات التنقل، في إطار الإجراءات الأولية التي تقررت لمحاربة وباء كورونا، ومنذ ذلك الحين لازال المعبر مُغلقا بعد مرور سنتين كاملتين.
ويربط عدد من المتتبعين، استمرار قرار الإغلاق بالأزمات والخلافات الديبلوماسية التي لازالت مستمرة بين الرباط ومدريد، منذ أزمة ظهور زعيم "البوليساريو" ابراهيم غالي سرا إلى إسبانيا في أبريل 2021 لتلقي العلاج مما قيل إصابته بفيروس كورونا المستجد أنذاك.
وبالرغم من أن البلدين أعلنا انتهاء الخلاف الديبلوماسي المرتبط بزعيم "البوليساريو" في غشت 2021، إلا أن الجمود في العلاقات استمر قائما، حيث لم يتم عقد أي لقاءات بين مسؤولي البلدين، كما أن السفيرة المغربية المعينة في مدريد لازالت لم تعد إلى منصبها بعد، وبالتالي فإن استمرار إغلاق باب سبتة ومليلية يبقى مرتبطا بالتحولات التي ستعرفها العلاقات الثنائية بين البلدين في الفترات المقبلة.
