الحِمايةُ الاجتِماعيّة!

 الحِمايةُ الاجتِماعيّة!
أحمد إفزارن
الجمعة 29 أبريل 2022 - 22:51
  • وَرشَةٌ مَلَكِيّةٌ كُبرَی۔۔
    المَغربُ في مُواجَهةِ الهَشَاشَة۔۔
    مُنعَطَفٌ جَدِيدٌ يَتّسِمُ باستِمراريّةِ تَنفِيذِ مَراحِلِ اسْترَاتِيجيّةٍ مَلَكيّةٍ هادِفةٍ لتَعمِيمِ الحِمايةِ الاجتِماعيّة۔۔
    هذه مَحَطةٌ تاريخيةٌ في مَسارِنا الوطني۔۔
    وَرْشَةٌ كُبرَی تُعَبِّدُ طرِيقَنا إلى العَدالةِ الاجتِماعيّة۔۔
    هُوّ ذَا المَشرُوعُ المَلكِي للحِماية الاجتماعيّة۔۔ مَشروعٌ ضَخم، يُشَكّلُ الدَّرعَ الوَاقِي لكُلّ مُواطِنٍ مِن أعبَاءِ حياةٍ اجتِماعيّةِ صَعبة۔۔
    والهَدفُ الرٸيسي لهذا المَشرُوعِ الكبير: حمايةُ المُواطِنين، والارتِقاءُ بحيَاتِهم اليَوميّة إلى مُستوياتٍ أكثرَ جَودَة، ناهَيْكَ عن الإدماجِ في التّغطيةِ الصّحية، وفي مَنظُومةِ التّقاعُد.
    مَشرُوعٌ مَلكِيٌّ للحِماية الاجتماعية بالمغرب..  يَستَهدفُ فئاتٍ هشّةً ببلادِنا۔۔ ويُشكّلُ دَرعًا واقيّا للحِماية الاجتماعية۔۔
    يَتضَمنُ أربعةَ مَحاوِر:
    1- تعمِيمُ التّغطيةِ الصّحية الإجبارية، في متمّ 2022، والتغطيةُ تُمَكّن 22 مليون مُستَهدَف إضافِيّ للاستفادةِ من التأمين الأساسي عن المَرض، ويُغطّي تكاليفَ العِلاج واقتِناء الأدويةِ والرّعايَة والاستِشفاء.
    2- تعميمُ التّعويضاتِ العائلية لفائدة حوالي سبعة ملايين طِفل في سنّ التّمَدرُس..
    3- تَوسِيعُ قاعِدةِ الانخِراط في نظام التّقاعُد، مِن خِلال إدماج حوالي خمسة ملايين مغربي منَ السّاكنة النشيطة التي لا تَتوَفّر على حق التقاعُد.
    4- تعمِيمُ الاستفادةِ منَ التّعويضِ عن فُقدان الشّغل، بالنسبة لكل شخصٍ يَتوفّر على شُغل قارّ.۔
    ها هي الوَرشةُ المَغربيةُ الكُبرَی في طُور الإنجاز۔۔
    ■ "الحِمايةُ الاجتماعية" المغربيةُ ذاتُ أبعادٍ تَنمويّة، فردِيّا وعاٸِليًّا ووَطنِيّا، وتَرتَكِزُ علی التأمِينِ والمُساعَدةِ الاجتِماعيّة۔۔
    وتُمَكّنُ الأُسرةَ منَ العيشِ بكرامة، ومنَ الحِرْصِ علی تطويقِ المَخاطِرِ الاجتماعية، وإدماجِ كُلّ المُواطنِينَ في مُكافحةِ الفقر، وتعزيزِ التّماسُكِ الاجتماعي، علی الصّعيدِ الوطنِي۔۔
  • هي ثَورةٌ اجتِماعيةٌ يَقودُها مَلِكُ البلاد، لتَطويقِ كلِّ أشكال الهشاشة، مع دَعمِ القُدْرَة الشّرائية، وتعميمِ التّأمينِ الصّحي الإجباري، والتّعوِيضاتِ العائلية، والتّعويضِ عن فُقدانِ الشُّغل، وتَوسيعِ نِظامِ التّقاعُد۔۔
    عِلاجٌ جِذرِيّ لمُختلفِ الفٸاتِ التي تُعانِي الهشاشة۔۔
    ■ والمُسِنُّون في بلاَدِنا مِن أكثَرِ الفٸاتِ الاجتِماعيةِ المُعَرّضَة للهَشاشةِ والأمراضِ المُزمِنة، وقد تكُونُ الشيخوخةُ الأحوَجَ إلی هذا المُنعَطَفِ الإيجابيّ الهامّ الذي يقُودُهُ قاٸدُ البلاد۔۔
    • أطبّاءُ الشّيخُوخةِ عِندَنا قليلُونَ جدّا۔۔
    وكِبارُ السّنّ يُحسَبُون بالمَلايين…
    وهذه الكثافةُ المُسِنّةُ تُشَكّلُ ضَغطًا قَوِيًّا علی العاٸلاتِ الفقيرة۔۔
    إنهُ مُشكِلُ الشّيخُوخةِ قاٸمٌ عِندَنا، وبِحِدّة، كما هو الشأنُ في مَناطقَ أخری من العالم۔۔
    المغربُ مُنشَغلٌ بمُعالجةِ مِلفّ "الحِماية الاجتِماعيّة"، وفيها "صِحّةُ الشّيخُوخة"۔۔
    وهذا ما جَعلَ الجِهاتِ المُختصّةَ وذوِي الخِبرةِ في عِلمِ الاجتِماع، يَنصَحُونَ بحُسنَ الإنصاتِ والاستِماع، أثناءَ الحديثِ مع مَن بَلغُوا مِن ذَويهِم سِنَّ الشّيخُوخة۔۔
    ■ يَنصَحُون بما تُوصِي به الأديانُ السّماويّة۔۔
    والقُرآنُ يقُول: "وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا" - الإسراء۔
    وهذه السّورةُ تتَناوَلُ مَرحلةً شديدةَ الحَسَاسيّة، يكُونُ فيها الأبُ أو الأُمُّ، أو كِلاهُما، بحاجةٍ ماسّةٍ إلى مَزيدٍ منَ العِنايةِ والرّعايَة۔۔۔
    • ومِنَ الإرشاداتِ الفَعّالة: اترُكْ لكَبِيرِ السّنّ مَجالَ الكلاَم، وابتَسِمْ لَه، وتَجنّبْ مُقاطعتَه، وتكلّمْ معهُ بصَوتٍ مَسمُوع، وكَلِماتٍ بسِيطةٍ يَسهُلُ فَهمُها، ولا تَنسَ أنّ كِبارَ السّنّ يُعانُون مِن ضُعفِ السّمع۔۔ والأفضَلُ أن يَدُورَ الحدِيثُ مع كبيرِ السّن عَن ذِكرياتِه  الماضية، وعن إِنجازاتِه۔۔۔ ولا تنسَ "رفعَ الرُّوحِ المَعنوِيّة" لحَالتِه النفسِيّة۔۔ وكذا الأملَ والتّفاؤُل۔۔ مع حَثِّ الصّغارِ على احتِرامِ كِبارِ السّنّ۔۔
    ■ ها هي بِلادُنا في مُواجهةِ الهَشاشة!
    والشّيخوخةُ تُشكّلُ عِبٸًا ثقِيلاً علی العاٸلاتِ المَعنيّة۔۔
    مَتاعِبُ تَرتبطُ بحياةِ كِبارِ السّنّ، ومِنها الصّحّة، وفُقدانُ الذاكِرة۔۔
    وهذه تَعنِي - أحيانًا - عَدمَ القُدرةِ على التفكيرِ بوُضوح، والتّعلُّم، والتّذكُّر۔۔
    وتَرتبطُ بمَدَی مَتانةِ الصّحة المَناعيّة، والمَعرفيّة، وتَراكُمِ الخِبرات۔۔
    • أينَ نَحنُ منَ الاكتِساحِ العالَمِي لكِبارِ السّنّ؟
    ها هي الشّيخُوخةُ لا تستَثنِي بلادَنا۔۔
    كما لا تَستَثْنِي أيَّ مكانٍ آخَر۔۔
    وكلُّ العالَم يَكبُرُ في السّنّ، ويُحمّلُ المُسنّين ما لا يَحتَمِلُون۔۔
    • هذه تحدّياتٌ تَرفعُها بلادُنا في مُواجَهةِ مَخاطرِ شيخوخةٍ تُشكّلُ عبٸًا ثقيلاً علی عاٸلاتٍ كثيرة۔۔
    • ومِن المُتوَقّع أن تكُون الشّيخوخةُ واحدةً مِن أبرزِ التحوّلاتِ الاجتِماعيةِ العالميّةِ في مُستَقبلٍ غيرِ بَعِيد۔۔
    • وسَوف تُؤثرُ الشّيخوخةُ في كلّ قطاعاتِ المُجتمع: سُوقُ العمل، والمالية، والسّلَع، والخدَمات، والسّكن، والنّقل، فضلاً عن البِنيَةِ الأُسَريّةِ والرّوابطِ بين الأجيَال۔۔
    ومعها تتأثّر كلُّ باقي الحركاتِ الاقتصادية والاجتماعيةِ وغيرِها۔۔۔
    الشيخُوخةُ فِعلٌ إِنساني يتأثّرُ ويُٶثّر۔۔
    ■ وفي هذا تَكمُنُ القُوّةُ التّأثيريّةُ للشّيخُوخة:
    "كبِيرُ السّنّ" يَحظَی في مُجتَمَعِنا بتقديرٍ خاصّ۔۔ ويتَميّزُ بحُسنِ الخُلُق، ورَجاحةِ العقل، وبُعدِ نَظر، ورُوحِ التّصالُحِ والتّسامُح۔۔
    وهو الحكيمُ الذي يُساهِمُ في حلّ المَشاكِل۔۔
    وكَلِمتُهُ داٸمًا مَسمُوعة۔۔ وهو يَعملُ علی تربيةٍ إيجابيّةٍ صالِحة، اعتِمادًا علی التّجربةِ القديمةِ المُتَجَدّدة۔۔ وفي حَياتِه خِبرةٌ تُساهِمُ في بِناءِ حياةٍ اجتِماعيةٍ مُسالِمةٍ مُتَماسِكة۔۔
    وهذه صفاتٌ إِيجابيةٌ مُنتشرةٌ عندنا، في أوساطِ كثيرٍ مِن كِبارِ السّنّ۔۔ ومِن هذه الأخلاقيات تَتعلّمُ أجيالُنا الصّاعِدة۔۔
  • ومِن أجلِ مُجتَمعٍ مُتَضامِنٍ مُتَماسِك، نحنُ مُتَفاٸلُونَ بالقادِم۔۔ ومُتشَبّثُون بِوَرْشَتِنا: الوَرشَة المَلَكيّة الكُبرَی۔۔ هذه وَرشَةُ "الحِمايةِ الاجتماعيّة" التي تقُودُ بِلادَنا، وبِرُوحٍ مُتَآزِرَة، إلی "العَدالةِ الاجتِمَاعيّة"، علی تُرابِنا الوَطَنِي!
  • هَلُمُّوا بِنا جميعًا، إلی الأمام، لبِناءِ المَغربِ الجَدِيد!
    [email protected]

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...