السغروشني تؤكد أن المغرب يمضي نحو التحول إلى لاعب إقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي في إفريقيا دون تصنيف ذلك ضمن "القوة الناعمة"
أكدت أمل الفلاح السغروشني، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أن المغرب يسعى إلى أن يكون فاعلا إقليميا في مجال الذكاء الاصطناعي، مبرزة أنه يعمل مع العديد من الدول الإفريقية على هذا المستوى، رغم أنه لا يرى في هذا الأمر نوعا من ممارسة "القوة الناعمة"
وفي حوارها مع مجلة "جون أفريك" الفرنسية سُئلت السغروشني عن مدى إمكانية أن يشكل الذكاء الاصطناعي أداة "قوة ناعمة" تخدم المغرب في إفريقيا، فأوردت أن "القوة الناعمة ليست مسألة قطاع واحد أو مجال محدد، بل هي رؤية شاملة"، وأضافت أن المغرب "يستثمر كثيرًا في علاقاته مع إفريقيا".
وأوردت الوزيرة المغربية أنه على سبيل المثال، فإن جامعة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، التي تنظم فيها المناظرات الوطنية حول الذكاء الاصطناعي، تخصص 20 في المائة من مقاعدها لطلبة من القارة الإفريقية، موردة أن ذلك يدخل أيضًا ضمن سياسة المملكة في مجالات التجارة والصحة والتعليم.
غير أن السغروشني استطردت قائلة إن الرباط "لا تفكر في هذا التوجه كأداة قوة ناعمة، لأن الصداقة مع إفريقيا جنوب الصحراء هي جزء من هوية المغرب"، وفق تعبيرها.
وأوردت السغروشني، في هذا السياق، أن مشروع AI Movement، بشراكة مع اليونسكو، درب 150 امرأة إفريقية في إطار برنامج "النساء الإفريقيات في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي"، من أجل تعزيز مهاراتهن في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، مع توفير فترات احتضان تساعدهن على ولوج سوق التكنولوجيا.
وبخصوص استراتيجية الاتحاد الإفريقي بشأن الذكاء الاصطناعي، التي لا زالت في طور الإعداد منذ سنوات، أوردت الوزيرة أنه خلال المناظرات، كانت هناك عدة دول ممثلة، منها كينيا والسنغال وموريتانيا وساو تومي وبرينسيبي.
وتابعت أنها، على المستوى الشخصي، شاركت في وضع استراتيجيات وطنية في موريتانيا والسنغال، كما أن المغرب وقع كذلك اتفاقًا مع اليونسكو من أجل تدريب 5000 موظف إفريقي، على غرار ما جرى إنجازه ضمن برنامج "النساء الإفريقيات في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي"، خالصة إلى أن "المغرب قادر على تقديم الدعم الفكري والتكنولوجي المتقدم لشركائه الأفارقة".
وذكرت السغروشني أن جمعنا عدد كبير من الفاعلين العموميين والخواص على امتداد يوميا في المناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي، بداية الشهر الحالي، كان الهدف منه خلق رؤية شاملة وتحقيق التآزر، وتابعت "حاولنا التفكير في مستقبل الذكاء الاصطناعي ليس فقط لبلادنا، بل أيضًا للقارة الإفريقية، ولهذا السبب وقعنا عدة اتفاقيات تهدف إلى جعل المغرب لاعبًا رائدًا في مشروع مجتمعي مبني على الذكاء الاصطناعي".
