الصمت التام.. الحل الذي اختاره وزير الصحة لمواجهة كارثة "لالة ميمونة"

 الصمت التام.. الحل الذي اختاره وزير الصحة لمواجهة كارثة "لالة ميمونة"
الصحيفة - حمزة المتيوي
الجمعة 19 يونيو 2020 - 21:07

لا زال جل المغاربة يحاول إلى غاية اللحظة استيعاب الأرقام الواردة من إقليم القنيطرة بخصوص حالة الإصابة المؤكدة بفيروس "كوفيد 19" المسجلة في مصنع للفراولة، والتي بلغت إلى حدود السادسة من مساء اليوم الجمعة 457 حالة، وهو الأمر الذي تسبب للكثيرين في حالة ذعر من بروز موجة ثانية للوباء، ورغم ذلك فضلت وزارة الصحة التكتم عن حقيقة ما جرى.

ويمثل هذا الرقم أكبر ما تم تسجيله في يوم واحد من الحالات المؤكدة على الإطلاق، منذ اكتشاف أول حالة بالمغرب بتاريخ 2 مارس 2020، ووفق الأنباء القادمة من جماعة "لالة ميمونة" قرب القنيطرة، التي يوجد بها المصنع، فإن السلطات هناك وجدت صعوبة حتى في إيجاد سيارات الإسعاف لنقل المرضى، في الوقت الذي انطلقت فيه محاولات مُضنية لجرد المخالطين وتطويق المنطقة.

وتوقع الكثيرون أن تكون الندوة الصحفية اليومية لوزارة الصحة اليوم مختلفة عن سابقاتها، بالنظر لوجود العديد من الأسئلة المعلقة، وارتفعت الأصوات المطالبة بظهور وزير الصحة خالد آيت الطالب بنفسه لتوضيح سبب هذا "الاكتشاف غير السار"، والحديث عن التدابير التي سيجري اتخاذها تبعا لذلك، لكن الوزارة قررت في النهاية بعث رئيسة مصلحة الأمراض الوبائية بمديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض لإلقاء مجموعة من المعطيات الرقمية وتجديد دعواتها للالتزام بالتدابير الوقائية.

وحاولت "الصحيفة" الاتصال بوزير الصحة للوصول إلى تفسير حول ما جرى، لكن هاتفه ظل يرن مرارا دون إجابة، وهو الأمر نفسه تكرر مع محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة والوقاية من الأمراض، الجهة المسؤولة مباشرة عن أرقام ووضع المصابين، والذي لا يزال يمارس مهامه على الرغم من "استقالته الشفوية" التي قدمها لآيت الطالب إثر خلاف معه، والتي لم تتخذ الطابع الرسمي إلى اليوم.

وبلغة الأرقام، فقد سجل المغرب اليوم 539 حالة إصابة مؤكدة جديدة، منها 457 في جهة الرباط – سلا – القنيطرة، سجلت كلها بالبؤرة الوبائية المذكورة ودون وجود أي أعراض على مسبقة على المرضى، وفق ما ورد في التصريح اليومي للوزارة، والذي أعلن عن ارتفاع إجمالي عدد الإصابات المسجلة في المغرب منذ بداية الوباء إلى 9613، فيما بلغت الحالات النشطة إلى حدود اليوم 1283 حالة منها 10 في وضعية صعبة أو حرجة.

ولتجنب عدوى كورونا بأماكن العمل، دعت الوزارة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها، ومن أهمها استعمال الأقنعة الواقية بصفة مستمرة خلال ساعات العمل، وغسل اليدين بشكل منتظم من قبل المستخدمين والزبناء، والتأكد من نظافة أماكن العمل مع احترام إجراءات التطهير، واحترام المسافة الآمنة بين العمال والحرص على التباعد الجسدي في أماكن العمل، بما في ذلك خلال التنقل داخل الورشات وبين المكاتب، والحرص على التهوية الطبيعية لأماكن العمل.

وأضافت أنه ينبغي على المشغلين أن يحرصوا من جانبهم على إعلام وتحسيس الأجراء حول المخاطر المرتبطة بهذا الفيروس، وكذا وسائل الحماية المعتمدة باستخدام الدعائم التواصلية المتاحة على موقع وزارة الصحة، مع تأهيل المرافق الصحية في مكان العمل طبقا لمتطلبات النظافة العامة والتنظيف المنصوص عليها في التشريعات الوطنية. 

ولم تصدر عن الوزارة، في المقابل، أي رسائل تطمين للمواطنين أو أي توجيه بخصوص التعامل مع هذه البؤرة بخصوص الأشخاص الذين يعيشون بجماعة لالة ميمونة أو إقليم القنيطرة، أو الذين يضطرون لعدم البقاء في منازلهم أو الخروج والدخول من وإلى تلك المنطقة، كما لم تصدر أي تفسيرات بخصوص الرقم الكبير للمرضى المكتشف في غضون 24 ساعة فقط.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...