المغرب وإسبانيا يُحققان "نصف نجاح" في فتح الجمارك التجارية بسبتة ومليلية وترقب متواصل لـ"الصيغة النهائية"
نظم المغرب وإسبانيا اليوم الخميس، عملية جديدة لفتح الجمارك التجارية بكل من سبتة ومليلية المحتلتين، وقد نجحت عملية عبور أول شحنة بضائع في معبر مليلية، في حين فشلت العملية في معبر باب سبتة، وهو ما يُعتبر بمثابة "نصف نجاح" لفتح المعبرين أمام النشاط الجمركي بعد توقف دام لعدة سنوات.
وحسب ما صرحت به مندوبة الحكومة الإسبانية في مليلية، صابرينا موه، فإن عبور أول شاحنة بضائع من مليلية نحو الناظور بالمغرب، يُمثل رسميا عودة تطبيع العلاقات الجمركية مع المغرب، مشيرة إلى أنه من اليوم فصاعدا ستعبر شاحنة بضائع واحدة كل يوم إلى المغرب، في انتظار ارتفاع الطلب.
وتجنبت صابرينا موه الدخول في التفاصيل حول "الصيغة النهائية" للنشاط الجمركي الذي سيتم العمل به مع باقي التراب المغربي في الفترة المقبلة، واكتفت بالإشارة إلى أن النشاط الجمركي بمليلية سيكون على غرار باقي المعابر الجمركية الإسبانية.
ومن جانب آخر، فشلت عملية عبور أول شاحنة بضائع من سبتة إلى باقي التراب المغربي، إذ كشفت الصحافة الإسبانية أن الشاحنة التي كانت قد عبر معبر تراخال الجمركي، ظلت متوقفة أمام الجمارك المغربية لأكثر من ساعتين، قبل أن يتقرر عودتها إلى سبتة دون إفراغ شحنتها.
وووفق الصحافة الإسبانية، فإنه لم يتم الكشف بعد عن سبب فشل عملية عبور شاحنة البضائع بمعبر باب سبتة، غير أنه من المرجح أن الأمر يتعلق بفشل في استيفاء الشروط الجمركية التي يطلبها المغرب قبل عبور الشاحنة للمعبر المغربي نحو باقي تراب المملكة.
وأشارت الصحافة الإسبانية إلى أن معبر سبتة سيشهد غدا الجمعة، محاولة جديدة لعبور شاحنة لنقل البضائع، مما يؤكد أن الفشل يتعلق بإجراءات جمركية تحتاج إلى الاكتمال قبل اطلاق النشاط الجمركي بصفة رسمية بين سبتة وباقي التراب المغربي.
وتجدر الإشارة إلى أن مليلية سبق أن كانت تتوفر على مكتب جمركي، وبالتالي ساهم هذا الأمر في نجاح العملية، في حين أن سبتة لم يسبق أن كانت تتوفر على مكتب جمركي، وهذه هي أول مرة سيتم فيها تنظيم عملية عبور البضائع في إطار جمركي قانوني، بعدما كان التهريب المعيشي هو السائد في السابق.
هذا وتحدثت الصحافة الإسبانية عن وجود حالة من الترقب لدى أوساط سياسية واقتصادية إسبانية بشأن الصيغة القانونية للجمارك في سبتة ومليلية، هل سيتم العمل بهما على غرار باقي الجمارك بالقوانين الدولية المعمول بها، أم ستكون خاضعة لشروط خاصة من طرف المغرب.
وترفض الرباط في هذا السياق إحداث جمارك على غرار الجمارك الدولية، لما في ذلك من اعتراف ضمني بسيادة إسبانية على سبتة ومليلية، في حين أن المغرب يرى في سبتة ومليلية مدينتين مغربيتين محتلتين، ويطالب مرارا باسترجاعهما.