المغرب و"صفقة القرن": ماذا بقي من الموقف المشترك للمملكة مع الأردن والفاتيكان؟

 المغرب و"صفقة القرن": ماذا بقي من الموقف المشترك للمملكة مع الأردن والفاتيكان؟
الصحيفة - حمزة المتيوي
الأربعاء 29 يناير 2020 - 22:27

أصدر المغرب عن طريق وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الأربعاء، أول موقف رسمي له من "خطة السلام الأمريكية" الشهيرة بـ"صفقة القرن"، معلنا أنه "سيدرسها بعناية"، لكن شدد في الوقت نفسه على أن القدس يجب أن تظل مدينة للديانات التوحيدية الثلاث، كما أن أي قرار نهائي بخصوص هذا الموضوع يجب أن يخضع للقانون الدولي.

وجاء في بلاغ صادر عن الوزارة أن المملكة المغربية "تابعت باهتمام عرض رؤية رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، حول القضية الإسرائيلية الفلسطينية، وبالنظر إلى أهمية هذه الرؤية وحجمها، سيدرس المغرب تفاصيلها بعناية فائقة"، مضيفا أن الرباط تعتبر "حل القضية الفلسطينية مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط، ولذلك تقدر المملكة جهود السلام البناءة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية الحالية بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم ومنصف لهذا الصراع".

وكان المغرب والأردن قد عبرا في وقت سابق عن "معارضتهما الضمنية" لمضامين "صفقة القرن" كما كان يروج لها عبر الإعلام، ففي مارس الماضي وقع عاهلا البلدين الملك محمد السادس والملك عبد الله الثاني على بيان مشترك خلال لقائهما بالدار البيضاء، ينص على "ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية"، وهو الأمر الذي رأت الخارجية أن النسخة الحالية من الخطة قد استحضرته.

وفي هذا البيان أكد الملك محمد السادس، الذي يرأس لجنة القدس، على "أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية بالقدس ودورها بحماية المقدسات العربية والمسيحية، وعلى دور أوقاف القدس والمجلس الأقصى باعتبارهما السلطة الحصرية لتنظيمه وحمايته"، كما ذكرت الوثيقة بأن الدفاع عن القدس والحفاظ عليها "أولوية للمغرب والأردن".

وأشادت الخارجية في وثيقتها حول صفقة القرن، بوجود "تقارب" مع "المبادئ والخيارات التي دافع عنها المغرب دائما بخصوص هذا الملف"، وخاصة شمول المقترح لحل الدولتين والتأكيد على أن التفاوض بين الطرفين هو السبيل الأمثل للوصول إلى أي حل، مع الانفتاح الدائم على الحوار، لكنها نبهت في المقابل إلى أن البعد الاقتصادي، على أهميته لا يكتمل إلا باستحضار البعد السياسي للقضية.

وبخصوص موضوع القدس، أحال بلاغ الخارجية إلى النداء الصادر في 30 مارس 2019 بخصوص هذه المدينة، والموقع من طرف الملك محمد السادس وبابا فرانسيس الحبر الأعظم للفاتيكان، والذي يشدد على "ضرورة ضمان الحرية الكاملة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث في الوصول إلى المدينة المقدسة، والحق في ممارسة عباداتهم هناك"، مضيفا أن أي قرار نهائي بهذا الخصوص يجب أن يحترم في إطار القانون الدولي.

وخلصت الخارجية إلى أن المملكة المغربية "تأمل في إطلاق ديناميكية بناءة للسلام، بهدف إيجاد حل واقعي وعادل ودائم للقضية الإسرائيلية الفلسطينية، بما يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من أجل بناء دولة مستقلة وقابلة للحياة وذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية، وبما يمكن شعوب المنطقة من العيش بكرامة ورخاء واستقرار".

وكان "نداء القدس" إحدى أهم محطات زيارة البابا إلى المغرب، واكتسب أهميته من كونه أعقب اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بكامل مدينة القدس كعاصمة للدولة العبرية، إذ شدد على أهمية المحافظة على المدينة باعتبارها "تراثا مشتركا للإنسانية، وبوصفها أرضا للقاء وللتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث ومركزا لقيم الاحترام المتبادل".

وجاء في النداء أنه "ينبغي صيانة الطابع الخاص للقدس الشريف، كمدينة متعددة الأديان إضافة إلى بعدها الروحي وهويتها الفريدة، لذا فإننا نأمل أن تضمن حرية الولوج إلى الأماكن المقدسة،  إليها لأتباع الديانات الثلاث مع ضمان حريتهم في أداء شعائرهم الخاصة، لما يجعل القدس الشريف تصدح بدعاء المؤمنين إلى الله تعالى ومن أجل مستقبل يعم فيها السلام والأخوة كل أرجاء المعمور".

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...