المغرب وموريتانيا نحو ربط لوجستي بديل.. مشاريع بنية تحتية كبرى في موريتانيا تمهّد لافتتاح معبر بير أم اكرين -أمغالة - السمارة

 المغرب وموريتانيا نحو ربط لوجستي بديل.. مشاريع بنية تحتية كبرى في موريتانيا تمهّد لافتتاح معبر بير أم اكرين -أمغالة - السمارة
الصحيفة - اسماعيل بويعقوبي
الخميس 7 غشت 2025 - 23:33

أعلنت وزارة التجهيز والنقل في موريتانيا، أمس الأربعاء، عن إطلاق مشاريع بنية تحتية كبرى تشمل خطوط سكك حديدية وطرقا وجسورا، بالتزامن مع قرب افتتاح معبر حدودي دولي جديد يربط مدينة بير أم اكرين شمال البلاد بمدينة السمارة جنوب المغرب، عبر منطقة أمغالة.

وأوضح محمد المختار ولد سيد أحمد، مدير البرمجة والتعاون بالوزارة، في مقابلة مع وكالة الأنباء الموريتانية، أن من أبرز المشاريع التي تم إطلاقها إنشاء خط سككي يربط شوم - أكجوجت- نواكشوط، بما يمهد لربط لوجستي فعّال بين العاصمة الموريتانية والمناطق الشمالية، مشيرا إلى أن هذا المشروع يكتسي أهمية خاصة في ظل تنامي دور مدينة شوم كمحطة وسيطة نحو الحدود المغربية، ومع اقتراب افتتاح معبر بير أم اكرين الذي سيشكل رافعة جديدة لحركة التبادل التجاري والبشري بين موريتانيا والمغرب.

ويُنتظر أن يُعيد هذا المعبر الجديد رسم خارطة المعابر الحدودية في المنطقة، من خلال إحداث ممر بري ثان إلى جانب معبر الكركارات - نواذيبو، الذي يشكّل اليوم البوابة البرية الوحيدة بين المغرب وعمقه الإفريقي، حيث سيُمكن المعبر الجديد من تخفيف الضغط على كركارات، مع فتح مجال أرحب لربط منطقة السمارة والمناطق الجنوبية الشرقية المغربية بجنوب موريتانيا، في ظل التحولات الأمنية والاقتصادية التي تعرفها منطقة الساحل.

كما يُتوقّع أن يُسرّع افتتاح المعبر من استقرار تجمعات سكانية جديدة على ضفتي الحدود، ما قد يساهم في خلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة في مجالات النقل والخدمات والتجارة العابرة للحدود، ويؤسس لبوابة تبادل حيوية في قلب الصحراء الكبرى، وتأمين طرق التجارة الإقليمية بعيدا عن بؤر التوتر التقليدية، مع ما لذلك من أبعاد سياسية وأمنية.

ويكتسب المشروع رمزيته كذلك من موقعه الجغرافي المتاخم لمنطقة أمغالة، التي ارتبط اسمها تاريخيا بمحطات توتر في سياق النزاع حول الصحراء، غير أن استثمارها اليوم كممر تعاون وتنمية، يُعدّ بمثابة تحول نوعي في دلالات الجغرافيا السياسية.

جدير بالذكر، أن زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لمدينة نواذيبو يومي 27 و28 يوليوز الماضي، لتدشين مشاريع استراتيجية جديدة، شكلت مؤشر إضافي على أن موريتانيا تُعيد صياغة علاقتها مع الجغرافيا الحدودية، بشكل يترجم "الحياد الإيجابي" في ملف الصحراء إلى مكاسب تنموية حقيقية، ويؤسس لرؤية تستثمر الاستقرار الإقليمي في خدمة المصالح الموريتانية.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

الصحراء للمغرب.. والمصالح للجميع

منصات التواصل الاجتماعي، هي بالتأكيد فضاء يلتقي فيه الجميع، العقلاء والمعتوهون، المنصفون والحاقدون، الذين يتكلمون في ما لا يفهمون، والذين لا يتكلمون في إلا في ما يفهمون... هو بحر متلاطم ...