المنتدى الإعلامي التركي الإفريقي في إسطنبول يدعو إلى تعاون أكبر لمحاربة "التضليل الإعلامي" الذي تتعرض له الدول
عرف منتدى الإعلام التركي - الإفريقي الذي نظمته دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، الجمعة الفائت في مدينة إسطنبول، نقاشا بوجهات نظر مختلفة طرحها مسؤولون أتراك، وإعلاميون أفارقة وباحثين في مجال التضليل "التضليل الإعلامي".
رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أكد في كلمة له إن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) ساهمت في تطوير الإعلام بدول إفريقية، كما تمارس الصحافة الصحيحة والمحايدة، لإيصال الحقيقة إلى الرأي العام الدولي، إضافة إلى المساهمات التي تقدمها وكالة "الأناضول"، وهما مؤسستان تعملان لتكونا محفزًا للتغيير الإيجابي في مجال الإعلام والاتصالات، وهي تولي أهمية خاصة لإفريقيا من خلال تخصيص مكتب خاص لشؤون القارة، وهذا منحها، تواجدا مهما عند المشاهد في إفريقيا.

رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، شدد في كلمته على الدور الذي يقوم به الإعلام التركي لدعم الإعلاميين في إفريقيا، وتحدث بالأرقام حينما أكد أن وكالة الأناضول قامت بتدريب 377 إعلاميًا إفريقيًا من خلال تنظيم أكثر من 20 دورة في السنوات الأخيرة. كما تم توقيع اتفاقيات ثنائية مع العديد من الوكالات الإفريقية من بينها وكالة أنباء نيجيريا (NAN)، ووكالة أنباء زيمبابوي (New Ziana)، ووكالة الأنباء الجزائرية (APS)، أفاد ألطون، وهذا التعاون مهم للتقارب ومحاربة "التضليل الإعلامي" بخصوص تناقل الأخبار، مؤكدا أن "العقبة الأكبر التي تواجه نضالنا من أجل الحقيقة هي خطر التضليل الإعلامي المتزايد".
في ذات السياق، دعا وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية الليبي وليد اللافي، إلى إطلاق منصات إعلامية مشتركة تعزز التفاعل بين الشعوب الإفريقية والتركية، وإلى "تنظيم برامج تدريبية للإعلاميين في مجالات الإعلام الرقمي، والصحافة الاستقصائية، وتعزيز التبادل الإخباري بين وكالات الأنباء والصحف"، وكذا إلى إنشاء شبكات تعاون بين الصحفيين والمؤسسات الإعلامية لدعم الإعلام التنموي، مبينا أن المنتدى "ليس نهاية الطريق، بل بداية لحوار جاد حول مستقبل الإعلام في إفريقيا وتركيا".

المدير العام للاتحاد الإفريقي للبث غريغوري ندجاكا ركز في مداخلته إلى التضليل الإعلامي الذي تتعرض له إفريقيا من خلال الصورة النمطية التي يرسمها الإعلام الغربية عن القارة، وهو ما دفع المديرية العامة للاتحاد الإفريقي للبث لأن تفكر في تنظيم قمة لهذا الغرض "ستعكس منظور إفريقيا بشأن الهجرة".
من جانبه أكد المدير العام لمؤسسة "الصحيفة" المغربية، خالد البرحلي، أنه جاء من دولة تدرك جيدا ما معنى التضليل الإعلامي، حيث يتعرض المغرب منذ سنوات لعملية تضليل مشوهة من طرف دولة جارة هي الجزائر. وأشار البرحلي إلى أن الجزائر صرفت خلال سنة 2022 ما يناهز 23 مليون دولار لمحاولة تضليل الرأي العام ودعم حركة انفصالية في مختلف وسائل إعلامها، بما فيه مواقع التواصل الاجتماعي.
كما نبّه البرحلي إلى أنه أحيانا وسائل الإعلام لا تعطي بعض التفاصيل حقها الكامل في التقدير فتسقط في نوع من التضليل في مواضيع حساسة كما هو حال مؤسسة TRT التركية، الذي أشار البرحلي أنها تنشر خريطة المغرب مبتورة مع أن الدولة التركية تعترف بمغربية الصحراء، وهذا تفصيل ينتج ردود فعل شعبية تتحول إلى قرارات سياسية وتعقد العلاقات بين الدول.

هذا، وشهد المنتدى عقد جلسات تحمل عناوين؛ "مناقشات حول تعزيز منظومة الإعلام والاتصال في العلاقات التركية الإفريقية"، و"الدبلوماسية العامة والاتصال الاستراتيجي: فرص التعاون في إطار رؤية مشتركة" و"تدفق المعلومات الدقيقة واستراتيجيات مكافحة التضليل في العلاقات الإعلامية التركية الأفريقية"، كما عرف تدخل العديد من الأساتذة الباحثين والسفراء السابقين الذين شددوا على اهمية محاربة التضليل الإعلامي من خلال تعاون أكبر وفتح آفاق فهم أعمق للآخر.