النيجر تلجأ إلى المغرب لإنشاء شركة طيران وطنية لتعزيز الروابط مع باقي بلدان تحالف الساحل
تواصل النيجر مساعيها لإعادة إنشاء شركة طيران وطنية من أجل تعزيز الروابط الداخلية والخارجية، خاصة مع باقي بلدان الساحل التي ترتبط معها بتحالف "AES" إلى جانب كل من مالي وبوركينافاسو، وقد لجأت إلى المغرب للاستفادة من تجربته وتعاونه في هذا الإطار.
وكشف تقرير لصحيفة "Ch-Aviation" المتخصصة في أخبار النقل الجوي، أن نيامي تبحث عن المساعدة المغربية في إنشاء شركة خطوط جوية وطنية، مشيرة إلى أن هذا المسعى تجلى بشكل واضح خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير النقل والطيران المدني النيجري، العميد عبد الرحمان أمادو، إلى العاصمة الرباط في منتصف يوليوز الجاري ولقائه بوزير النقل واللوجيستيك المغربي عبد الصمد قيوح.
وأضاف المصدر، نفسه أن النيجر طلبت رسميا دعم المغرب في مشروع إنشاء شركة طيران وطنية، في إطار تعاون موسع بين البلدين يهدف إلى تطوير البنية التحتية للنقل، وتحديدا في قطاع الطيران، وذلك ضمن مسعى نيجري لتعزيز الربط الجوي مع بلدان "تحالف دول الساحل"..
ولفت التقرير إلى أن هذه الخطوة من الجانب النيجري تأتي بعد إعلان نيامي في يناير 2025 عن نيتها إطلاق شركة طيران وطنية جديدة، إضافة إلى دعمها لفكرة إنشاء شركة إقليمية مشتركة تضم دول تحالف الساحل (النيجر، مالي، بوركينا فاسو)، بهدف ربط العواصم الثلاث، باماكو ونيامي وواغادوغو، وتعزيز الحركة الجوية الآمنة والفعالة في منطقة تعاني من ضعف البنية التحتية ومحدودية الربط البيني.
وأشار تقرير الصحيفة المذكورة إلى أن الاجتماع، الذي احتضنته العاصمة الرباط، شكل أيضا فرصة لمناقشة إمكانيات التعاون في مجال البنية التحتية الجوية وتنظيم القطاع، كما تم التطرق إلى "المبادرة الأطلسية" التي أطلقها الملك محمد السادس سنة 2023، والتي تهدف إلى تمكين الدول الساحلية غير المطلة على البحر، مثل النيجر ومالي وتشاد، من الوصول الاستراتيجي إلى المحيط الأطلسي.
وأعربت النيجر، عبر وزير النقل والطيران المدني، حسب نفس المصدر، عن رغبتها تطوير منظومة نقل متكاملة وفعالة تتجاوز تحديات الموقع الجغرافي كدولة حبيسة، معتبرة أن دعم المغرب في هذا السياق يمثل خيارا استراتيجيا.
وفي ما يخص التجربة النيجيرية السابقة، أفاد تقرير "Ch-Aviation" أن شركة "نيجر إيرلاينز"، التي أُسست سنة 2012 وبدأت أنشطتها في 2014، توقفت عن العمل في نونبر 2022 بسبب مشاكل تتعلق بالسلامة، وتمت لاحقا تصفية أصولها، حيث بيعت آخر طائرة تابعة لها من طراز F50 في مارس 2025 إلى شركة "بيزي بي كونغو" التي تنشط في شرق الكونغو الديمقراطية.
وكانت النيجر قد أغلقت مجالها الجوي مؤقتا في غشت 2023 عقب انقلاب عسكري، قبل أن تعيد فتحه في شتنبر من نفس السنة أمام الرحلات التجارية، باستثناء الطائرات الفرنسية التي ما زالت ممنوعة من دخول المجال الجوي النيجري بسبب الخلافات السياسية المستمرة.
وتُراهن النيجر حاليا، وفق التقرير، على الخبرة المغربية في الطيران، خاصة فيما يتعلق بتحديث المطارات وتطوير شركات الطيران الوطنية، ما يعكس تحوّلا في توجهات نيامي نحو شراكات عملية داخل الفضاء الإفريقي بعيدا عن شركاء تقليديين كفرنسا.
ومن جانبه، فإن المغرب يسعى إلى تقديم المساعدة والتعاون مع بلدان الساحل، في إطار مبادرته "الأطلسية" الرامية إلى تمكين بلدان الساحل من منافذ نحو باقي بلدان العالم، خاصة في ظل تواجدها في محيط جغرافي مغلق بدون أي واجهة بحرية.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :