اليمينون الإسبان مصدومون ويتهمون الحكومة بـ"الخيانة".. الملابس النظامية للحرس المدني تُصنع في المغرب

 اليمينون الإسبان مصدومون ويتهمون الحكومة بـ"الخيانة".. الملابس النظامية للحرس المدني تُصنع في المغرب
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 10 نونبر 2020 - 21:05

أثار فيديو نشرته زوجة عنصر في الحرس المدني الإسباني الكثير من الجدل، خاصة في صفوف القوميين واليمينيين الإسبان، وذلك بعدما كشفت أن اللباس النظامي الذي يرتديه جرى تصنيعه في المغرب وهو الأمر المشار إليه بوضوح في الملصق الموجود عليه، الأمر الذي دفع كثيرين إلى انتقاد الحكومة الإسبانية باعتبار أن هذه الملابس تمثل السيادة الوطنية ومن "العار" عدم تصنيعها داخل المصانع الإسبانية.

وفي الفيديو تظهر السيدة وهي متفاجئة من اكتشاف منشأ القطع النظامية التي يرتديها زوجها الذي يعمل في مجال المرور ضمن الحرس المدني، حيث وقعت عيناها على عبارة "صُنع في المغرب" المكتوبة على العلامة الصناعية، ما دفعها إلى الاستغراب من هذا الأمر معتبرة أن "اللباس الذي يرتديه عناصر الحرس المدني والذي يحمل علم إسبانية بشكل يدعو للفخر" كان الأولى أن يصنع داخل معامل النسيج الإسبانية.

والتقط القوميون واليمينون الإسبان هذا الفيديو كحجة على "فشل" الحكومة الإسبانية الحالية، موجهين سهام النقد أساسا لوزير الداخلية فيرناندو غراندي مارلاسكا، مستغربين من "تسليم صناعة الزي النظامي لجهاز حساس إلى بلد أجنبي"، بل إن بعض المعلقين وصفوا هذا الأمر بـ"الخيانة"، مشيرين إلى أن جارهم الجنوبي الذي سبق أن ربطته علاقات متأزمة بمدريد "لا يمكن أن يُستأمن على تصنيع ملابس الحرس المدني".

وذهب آخرون إلى اعتبار هذه الخطوة "إهانة" لصناعة النسيج الإسبانية التي تتنافس مع نظيرتها المغربية، كون أن تصنيع ملابس الحرس المدني وغيره من المؤسسات الأمنية "ليس أمرا صعبا داخل التراب الإسباني حتى يتم تسليم الصفقة لمصانع أجنبية"، معتبرين أنه يجب فتح تحقيق في هذا الأمر لمعرفة ما إذا كانت مؤسسات النسيج الوطنية عاجزة على القيام بمثل هذا العمل.

وفي المقابل اعتبر متفاعلون آخرون أن ردة الفعل هذه "مبالغ فيها" كون أن تصنيع الملابس النظامية الإسبانية خارج البلاد ليس أمرا جديدا، فهذا الأمر معمول به منذ ثلاثة عقود ولا يتم في المغرب فقط بل في العديد من الدول الإفريقية والآسيوية، بالإضافة إلى أن الصفقة في الأصل تُسلم لشركة إسبانية كما هو الحال مع ملابس الحرس المدني التي تتكفل بها شركة يقع مقرها في مدينة "بونتيفيدرا" بإقليم غاليسيا، لكن هذه الأخيرة تنفذ العمل عبر مصانع موجودة في المغرب لذلك يتم طباعة عبارة "صُنع في المغرب" على الملصق.

يشار إلى أن تصنيع شركات النسيج لأزياء رسمية وملابس نظامية للعديد من المؤسسات الأمنية والعسكرية ليس أمرا جديدا في المغرب، حيث تقوم العديد من الشركات الوطنية وكذا تلك الأجنبية التي تستثمر في مجال النسيج داخل المملكة بهذا العمل بشكل قانوني، ففي فبراير من هذه السنة مثلا أعلنت شركة "كارناوول" التركية عن دخولها هذا المجال من خلال مصنع في مدينة الصخيرات سيكون عبارة عن خط إنتاج مخصص لتصنيع الملابس النظامية لعناصر الشرطة والجيش والإطفاء.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...