انتخابات جزائرية سابقة لآوانها.. هل يتجه نظام تبون نحو إدارج اسم المغرب ضمن الأسباب الداعية لهذا القرار؟

 انتخابات جزائرية سابقة لآوانها.. هل يتجه نظام تبون نحو إدارج اسم المغرب ضمن الأسباب الداعية لهذا القرار؟
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 22:45

لازال قرار تقديم الانتخابات الرئاسية في الجزائر عن موعدها المقرر سابقا في دجنبر 2024، إلى شهر شتنبر، يثير الكثير من علامات الاستفهام داخل الجزائر وخارجها، خاصة أن نظام عبد المجيد تبون لم يُقدم أي تبريرات صريحة لهذا القرار "المفاجئ".

ووفق قراءات العديد من الصحف الدولية، فإن تقديم موعد الانتخابات أو تأخيره، يكون لأسباب غالبا مرتبطة بمشاكل سياسية أو أزمات داخلية في السلطة، لكن في حالة الجزائر، فإن النظام ينفي وجود أي مشاكل من هذا القبيل، بالرغم من أن العديد من التقارير سبق أن أشارت إلى وجود خلافات داخل النظام حول الرئيس عبد المجيد تبون، بين من يريد بقائه ومن يريد تنحيه عن السلطة.

غير أن وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، بدأت في إعطاء مؤشرات على أن النظام يتجه إلى تقديم مبررات لقرار تقديم الانتخابات، وأغلبها سيكون مرتبط بـ"التهديدات الخارجية"، حيث جاء في إحدى قصاصاتها إن "التهديدات الخارجية حقيقية وملموسة، بما يجعل من تقليص العهدة الأولى ضرورة تكتيكية، حيث أنه استباق لاضطرابات مبرمجة، فالرهان الدولي يسبق الرهان الوطني. وعليه، يتعين على الجزائر أن تعزز وحدتها وانسجامها الداخليين، برئيس وجيش ومؤسسات بجاهزية لمواجهة الأزمات الخارجية، والتي هي بالفعل على أبوابنا مستهدفة سيادتنا وأمننا".

وفي الكثير من الأحيان، يربط النظام الجزائري التهديدات الخارجية بالمغرب، ولاسيما أن رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، سبق أن وصف المغرب بأنه "العدو الكلاسيكي" للجزائر، كما سبق أن أعلنت الجزائر بأن يمارس "أعمالا عدائية تجاهها"، بدون تقديم أي دلائل حقيقية تُثبت ضلوع المغرب في تهديد الجزائر.

غير أن التهديدات الخارجية من وجهة نظر الجزائر، لم تعد منحصرة في الفترة الأخيرة بسبب العلاقات المتوترة مع المغرب، بل انتقلت إلى حدودها الجنوبية، بسبب التوترات القائمة في شمال المالي بعد عودة المواجهات بين النظام العسكري المالي وجماعات انفصالية في شمال البلاد، الأمر الذي يُشكل تهديدا أمنيا لحدود الجزائر الجنوبية المشتركة مع مالي.

ويُرتقب أن تكشف الحملات الدعائية الانتخابية في الجزائر خلال الشهور المقبلة العديد من المعطيات حول دواعي تقديم الانتخابات عن موعدها المحدد، مما يطرح التساؤل عما إذا كان إسم المغرب سيكون من بين الأسباب التي سيتم استغلالها خلال هذه الحملات.

وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن الحملات الانتخابية الرئاسية في سنة 2019، والتي كانت السبب في وصول تبون إلى هرم السلطة في الجزائر خلفا للراحل عبد العزيز بوتفليقة، كانت مليئة بالشعارات المناوئة للمملكة المغربية، وكانت حملات تبون هي الأكثر عدائية تُجاه المغرب.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...