بعد أن نجح في استقطاب العرب للتصويت على ترامب.. هل يتمكن مسعد بولس في إنهاء "عناد" الجزائر في ملف الصحراء؟

 بعد أن نجح في استقطاب العرب للتصويت على ترامب.. هل يتمكن مسعد بولس في إنهاء "عناد" الجزائر في ملف الصحراء؟
الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي
الأثنين 28 يوليوز 2025 - 17:00

وصل مستشار الرئيس الأميركي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس، أمس الأحد 28 يوليوز 2025 إلى العاصمة الجزائر، في مستهل زيارة مغاربية تشمل أيضا المغرب، في إطار مهمة دبلوماسية تهدف إلى بحث سبل تحريك الجمود في ملف الصحراء.

وأكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الجزائر، إليزابيث مور أوبين، في تغريدة على منصة "إكس"، أن الزيارة تندرج ضمن "مناقشات استراتيجية لتعزيز الأولويات المشتركة بين البلدين"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية، كما التقى بولس الرئيس الجزائري عبد المجود تبون، حيث تأتي هذه الزيارة في سياق إقليمي ودولي يميل لصالح المغرب، وتزايد الحديث عن دور واشنطن في إعادة ضبط بوصلة الملف تحت إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب.

مسعد بولس، صهر الرئيس ترامب وأحد أقرب مستشاريه، بات منذ تعيينه نهاية عام 2024، الصوت العربي داخل البيت الأبيض، والمكلف بصياغة مواقف الإدارة الجديدة حيال الملفات الساخنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن ما يجعل من زيارته الراهنة محط أنظار المراقبين، هو ارتباطها المباشر بملف الصحراء.

وسبق لبولس أن شدد على ثبات الموقف الأميركي الداعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، قائلا إن "موقف واشنطن صريح جدا، ولا يتخلله أي شك أو لبس"، في تأكيد على استمرارية إعلان ترامب الصادر في ديسمبر 2020، والذي اعتُبر آنذاك تحولا نوعيا في تعاطي الولايات المتحدة مع هذا النزاع الذي طال أمده.

وبالنظر إلى ما راكمه بولس من ثقة داخل إدارة الرئيس ترامب الحالية، وإلى مكانته الخاصة كصوت مقرب بشكل شخصي من ترامب، مساهمٍ في هندسة التوجهات الأميركية تجاه العالم العربي، تتعزز حظوظه في لعب دور الوسيط الفعلي في نزاع الصحراء.

فالرجل كان أحد مهندسي إعادة ربط البيت الأبيض بجاليات عربية ومسلمة مؤثرة في استحقاق 2024 الرئاسي، وقد نجح في تحقيق اختراق انتخابي غير مسبوق لصالح الجمهوريين، خصوصا في ولايات حساسة كمشيغان، من خلال تواصله المباشر، في فترة حساسة للغاية، اتسمت بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ومن هنا، فإن زيارة مسعد بولس للجزائر تمثل اختبارا مبكرا لقدرته على بناء مساحات تفاهم مع الأطراف المتشددة في المواقف، وتحديدا الجزائر باعتبارها المحرك الأساس لقيادة جبهة "البوليساريو"، وفتح قنوات خلفية تُعيد بعث المسار السياسي برؤية واقعية، وفي حال نجاحه في تحريك "الجمود الجزائري"، قد يُمهد ذلك لزيارة أكثر دينامية إلى الرباط، تُكرّس الدور الأميركي ليس فقط كداعم للطرح المغربي، بل كوسيط قادر على تقريب وجهات النظر بعدما فشل في ذلك عدد من مبعوث واشنطن الى المنطقة، ومعهم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة .

وينحدر مسعد بولس من أصول لبنانية أرثوذكسية، وهو مزداد في شمال لبنان قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة حيث درس القانون، وشق طريقه في عالم الأعمال بين نيجيريا وأميركا، وأسس مجموعة استثمارية ناجحة، قبل أن يدخل الدائرة المقربة من الرئيس دونالد ترامب بعد زواج نجله مايكل مسعد بولس من تيفاني ترامب في 2022 ابنة دونالد ترامب، هذا الارتباط العائلي عزز موقعه داخل البيت الأبيض، حيث يشغل اليوم منصب مستشار رئاسي مؤثر في ملفات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

الصحراء للمغرب.. والمصالح للجميع

منصات التواصل الاجتماعي، هي بالتأكيد فضاء يلتقي فيه الجميع، العقلاء والمعتوهون، المنصفون والحاقدون، الذين يتكلمون في ما لا يفهمون، والذين لا يتكلمون في إلا في ما يفهمون... هو بحر متلاطم ...