بعد إزاحة "ألستوم" الفرنسية.. الكوريون يقتربون من صفقة تزويد المغرب بـ 150 قطارا بفضل "مصنع محلي"

 بعد إزاحة "ألستوم" الفرنسية.. الكوريون يقتربون من صفقة تزويد المغرب بـ 150 قطارا بفضل "مصنع محلي"
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 19 فبراير 2025 - 9:00

بشكل مفاجئ، أصبحت شركة "ألستوم" الفرنسية خارج سباق تزويد المغرب بـ 150 قطارًا جديدًا يرغب المكتب الوطني للسكك الحديدية في اقتنائها من أجل توسيع وتطوير شبكة النقل السككي في المملكة، وذلك بعد نحو 3 أشهر ونصف فقط على توقيع عقد بيع قطارات أخرى جديدة فائقة السرعة للمملكة.

وخسرت الشركة الفرنسية هذا السباق مبكرا، بعد تقديم ملفها للظفر بالصفقة ضمن تحالف رباعي مكون من فروع شركاتها في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والمغرب، إلا أنها وجدت نفسها مقصية قبل المرحلة الأخيرة، في ظل مُنافسة شرسة من كوريا الجنوبية، التي تطل برأسها كفاعل جديد في مجال السك الحديدية بالمغرب.

وفق ما كشفت عنه شبكة BFMTV الفرنسية; الاثنين، فإن رباعي "ألستوم" قدم ترشيحه في إطار طلبات العروض التي فتحها المكتب الوطني للسك الحديدية ONCF من أجل تصنيع 150 قطارا عاديا، عبر 3 دفعات، الأولى تهم 40 قطارا للنقل السككي بين المدن، و60 قطارا للنقل السريع، و50 قطارا من نوع RER، أي القطار الجهوي السريع، مع عقد صيانتها لمدة 20 عاما.

ولم تكن "ألستوم" الوحيدة التي تم استبعادها، بل أيضا ملفا منافسين بارزين آخرين، وهما شركة "تالغو" الإسبانية، وCRCC الصينية، ليظل في المنافسة ملفان فقط، الأول يهم شركة CAF الإسباني، والثاني، والذي يبدو أكثر قوة، هو الخاص بشركة "هيونداي روتيم" من كوريا الجنوبية.

ويرى الفرنسيون أن شركة "هيونداي روتيم" هي الأقرب للظفر بالصفقة، وذلك بفضل العرض الذي قدمه رئيسها التنفيذي خلال زيارة للمملكة في يوليوز الماضي، وكلمة السر في ذلك هو أن ملفها يتضمن التزاما ببناء مصنع لتصنيع القطارات في المغرب، مع نقل التكنولوجيا الحديثة إلى هناك.

لفهم الاختراق الذي يقترب الكوريون من إحداثه في منظومة السكك الحديدية المغربية، لا بد من التذكير بأن "ألستوم" هي التي تكلفت بتوريد القطارات الخاصة بأول خط فائق السرعة بالمغرب "البراق"، الذي يربط طنجة بالدار البيضاء عبر مدينتي القنيطرة والرباط، والذي انطلق تشغيله في نونبر 2018.

ليس هذا فحسب، إذ بالعودة إلى قائمة الـ22 الاتفاقيات الموقعة بين المغرب وفرنسا بتاريخ 28 أكتوبر 2024، بقصر الضيافة بالرباط، أمام أنظار الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون، نجد أن أولاها هي بروتوكول اتفاق للتزويد بقاطرات للقطار فائق السرعة والعناصر الداعمة لها، والذي وقعه المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع لخليع، والمدير العام لـ "ألستوم"، هنري بوبار لافارج، وتهم عقد اقتناء قاطرات للقطار فائق السرعة.

منافس آخر على الصفقة تمكن الكوريون من إزاحته، وهو شركة CRCC الصينية، التي نزلت بثقلها في مجال السكك الحديدية بالمغرب في الفترة الأخيرة، وتمكنت بالفعل من الظفر بالشطر الخامس من صفقة تمديد خط القطار فائق السرعة عبر المقطع الرابط بين سطات وابن جرير بطول 36 كيلومترا، وهي الصفقة التي تبلغ قيمتها 1,8 مليار درهم.

قبل أكثر من 6 أشهر، وتحديدا في 4 يوليوز 2024، وضعت "هيونداي روتيم" نفسها على خارطة المنافسة بالمغرب، حين حل رئيسها التنفيذي، يونغ باي لي، بالدار البيضاء، ليجتمع برياض مزور، وزير الصناعة والتجارة المغربي، الذي قال عن الشركة إنها "تُعد فاعلاً رئيسيًا في مجال تصنيع المعدات المتنقلة للسكك الحديدية وأنظمة الدفاع".

وفي نونبر الماضي، قال وزير النقل واللوجيستيك، عبد الصمد قيوح، أمام مجلس النواب، بأنه من المرتقب تنفيذ مشروع يهم إنشاء مصنع عربات القطارات بالمغرب، مبرزا أن هذا المصنع سيمكن من تزويد المكتب الوطني للسكك الحديدية بالعربات، وكذا تصديرها إلى عدد من البلدان الإفريقية، وأضاف أن البرنامج التعاقدي الجديد بين الدولة وONCF، والذي خُصصت له ميزانية تبلغ 87 مليار درهم، يستهدف تطوير خط القطار الفائق السرعة، بالإضافة إلى تحسين جودة الخطوط الحالية.

وكان المكتب قد أعلن، في بلاغ صادر بتاريخ 13 نونبر 2023، عن إطلاق طلب عروض المنافسة من أجل اقتناء 168 قطارًا منها 150 قطارًا لتأمين خدمات النقل بين الحواضر، والقطارات المكوكية السريعة وقطارات الربط بين المدن الكبرى، و18 قطارًا لامتدادات خط السرعة الفائقة.

وأورد المكتب أنه يرمي من وراء هذا الاستثمار الذي يبلغ حوالي 16 مليار درهم، إلى أبعد من مجرد عملية اقتناء قطارات، إذ يعتبره فرصة حقيقية لإرساء منظومة صناعية سككية مغربية، ستترتب عنها تأثيرات اقتصادية واجتماعية هامة، من حيث خلق فرص الشغل وتدعيم النسيج الصناعي الوطني بنسبة اندماج محلي ملحوظ من شأنه تحويل المملكة، في هذا المجال، إلى مركز عالي التنافسية على المستوى القاري والعالمي.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...