بعد اتفاقها مع بريطانيا بشأن جبل طارق.. توقعات في إسبانيا بإطلاق مُفاوضات مع المغرب حول "السيادة المشتركة" على سبتة ومليلية
طفت على السطح بشكل متزايد، في اليومين الماضيين، إمكانية جلوس الحكومة الإسبانية إلى طاولة المفاوضات بخصوص مستقبل مدينتي سبتة ومليلية، وإيجاد حل نهائي لإنهاء الأزمة الاقتصادية والحدودية هناك من خلال مقترح "السيادة المشتركة"، بعد توصلها إلى اتفاق غير مسبوق مع المملكة المتحدة بخصوص جبل طارق.
وبشكل أثار انتقادات المعارضتين اليمينيتين في إسبانيا وبريطانيا، مضت الحكومتان اليساريتان اللتان يقودهما تواليا بيدرو سانشيز وكير ستارمر، في المسار التشريعي لاتفاق يتيح لهما ما يشبه السيادة المشتركة على جبل طارق، برعاية من الاتحاد الأوروبي، في إطار تنزيل الوضع الاستثنائي لهذه المدينة التابعة للتاج البريطاني.
ويسمح الاتفاق للحرس المدني الإسباني والشرطة الأوروبية بحرية الدخول والخروج إلى جبل طارق، والقيام بالعديد من الإجراءات مثل عمليات التفتيش والتحقق من الهويات وجوازات السفر، بما يشمل الأشخاص الحاملين للجنسية البريطانية، لكن هذا الأمر لا يسري على القاعدتين الجوية والبحرية البريطانية اللتان تضمنان للمملكة المتحدة موطئ قدم استراتيجي في البحر الأبيض المتوسط.
الخطوة الموالية، بالنسبة للمعارضة في إسبانيا، ستكون هي جلوس حكومة مدريد إلى طاولة التفاوض مع نظيرتها في الرباط للتوصل إلى اتفاق مشابه، وهو ما عبر عنه بشكل صريح الحزب الشعبي، صاحب أكبر كتلة في البرلمان، على لسان رئيسه في إقليم كتالونيا الذي أبدى اعتراضه على هذه الخطوة باعتبارها "تنازلا" على مطالب بلاده في جبل طارق.
وأورد، وأورد أليخاندو فيرنانديز، وهو نائب برلماني سابق "الاتفاق بشأن جبل طارق يسبق خطط سانشيز بشأن سبتة ومليلية: السيادة المشتركة مع المغرب"، وتابع في منشور عبر حسابه في موقع X "سيقدمون لنا ذلك على أنه انتصار تاريخي"، معبرا عن يقينه من ذلك بالقول "ينبغي أن يكون هذا مسجلا في هواتفهم".
صحيفة El Debete اليمينية الإسبانية بدورها تحدثت عن هذا الأمر، في تقرير بعنوان "سبتة ومليلية وخطرُ أن تكونا جزءًا من التنازلات المستقبلية للمغرب بعد التنازل عن جبل طارق"، وأوردت أنه "بعد أن أوقفت إسبانيا محاولات استعادة السيادة على الصخرة (جبل طارق)، التي ستبقى بين يدي البريطانيين، تخشى المعارضة أن تتضمن الخطط المستقبلية للحكومة تقاسم سيادة المدينتين ذاتيتي الحكم مع المغرب".
ووفق التقرير نفسه فإن المدينتين "موضوع مطالب من طرف البلد المجاور، والآن، بعد تخلِّي إسبانيا عن جبل طارق، يخشى البعض أن يُعطي هذا الأمر مبررًا لإعادة تحريك تلك المطالب"، وذلك على الرغم من إصرار الصحيفة على أن وضع سبتة ومليلية "مختلف" عن ضم بريطانيا لجبل طارق من حيث السياقات التاريخية.
وكانت لندن قد أبرمت مع الاتحاد الأوروبي، أول أمس الأربعاء، اتفاق للتنقل الحر للأشخاص والبضائع بين جبل طارق وإسبانيا، الذي يهدف إلى "إزالة كل الحواجز المادية وعمليات الضبط والتحقق" على الأشخاص والبضائع التي تعبر بين الجهتين، وهو الأمر الذي وصفه المفوض الأوروبي للتجارة ماروس سيفكوفيتش، بـ"الحدث التاريخي".