بعد تبادل الاتهامات بين نظام الإنذار الأوروبي ومكتب السلامة الصحية المغربي حول وجود تلوث للمنتوج المغربي.. هل بدأت "حرب فراولة" اقتصادية بين الطرفين؟

 بعد تبادل الاتهامات بين نظام الإنذار الأوروبي ومكتب السلامة الصحية المغربي حول وجود تلوث للمنتوج المغربي.. هل بدأت "حرب فراولة" اقتصادية بين الطرفين؟
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأحد 10 مارس 2024 - 12:00

صدر عن نظام الإنذار السريع للأعلاف والأغذية "RASFF" المعمول به على مستوى الاتحاد الأوروبي، تحذيرا صحيا من مستوى "خطير" يهم شحنة من الفراولة ملوثة بفيروس "التهاب الكبد الوبائي أ"، وهو ما كذّبه المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية جملة وتفصيلا بناء على تحليلات مخبرية مضادة، الأمر الذي يطرح استفهامات مشروعة حول حقيقة هذه المزاعم التي تتزامن وتعرّض عشرات الشاحنات المغربية، المحملة بصادرات البلاد الفلاحية نحو أوروبا، للتخريب من طرف الفلاحين الأوروبيين الغاضبين من المنافسة المغربية.

ووفق ما أكدته مصادر عليمة لـ "الصحيفة"، فإن أجهزة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، استنفرت أطقمها بصفة مباشرة، وفور التعرّف على مصدر الشحنة موضوع التحذير الإسباني، المتواجدة في أحد ضيعات غرب المملكة، حيث أخذت عينات مختلفة من الفراولة التي تنتجها الضيعة، إلى جانب مياه السقي بدورها سيّما وأن التحذير تحدّث عن رصدٍ مستوى عال من الفيروس بتجاوز الشحنة معدل 25 غرام، مرجحا أن يكون تلوث مياه سقي الفراولة بمياه الصرف الصحي هو السبب.

وأوضحت المصادر ذاتها، التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها لأسباب مهنية، أن عدد العيّنات التي تم أخذها من الضيعة المعنية والموجهة منتجاتها من الفواكه الحمراء حصرا لسوق التصدير، تجاوزت 30 عيّنة، جرى إحالتها جميعها وبصفة فورية إلى مختبر معتمد لدى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.

وأثبتت الاختبارات جميعها التي همّت العينات المذكورة، والموزعة بين مياه السقي والفراولة والتربة والمحاصيل القديمة والجديدة وتلك التي لم تحصد بعد، أنها سليمة كليا، وهو ما يُثبت حسب المصادر ذاتها أن "الضيعة المعنية تحترم الشروط المعمول بها قانونيا"، مشدّدة على أن المياه التي تُسقى بها محاصيل الفواكه الحمراء وعلى رأسها الفراولة "لا علاقة لها بمياه الصرف الصحي، وأنها سليمة كليا بدليل علمي ومخبري لا يقبل الشك" تقول المصادر ذاتها.

ولم تُخفي مصادر "الصحيفة"، استغرابها من صدور هكذا تحذير في هذه الظرفية العصيبة المرتبطة بالمتاعب التي تواجهها المحاصيل الفلاحية الموجهة إلى سوق الاستهلاك الأوروبي، لافتة إلى أن الشحنة المعنية بهذا التحذير تم حجزها في 19 فبراير دون ولوج السوق الاسبانية.

وبدا لافتا، انخراط عدد من المنظمات الفلاحية التي ترى في الصادرات المغربية تهديداً لتنافسية منتجاتها، في هذه الحرب الاقتصادية ضد المغرب، وفي مقدّمتها مكتب جمعيات الفلاحين الإسبان الذي لطالما نادى بمنع استيراد المنتوج الفلاحي المغربي إلى كافة الاتحاد الأوروبي، فضلا عن منظمة "AVA ASAJA" المدافعة عن المزارعين في فالينسيا الإسبانية التي طالبت الحكومة الإسبانية، باتخاذ إجراءات عاجلة تماشيا مع هذا الإخطار الصحي، وبعثت برسائل تحذيرية إلى الاتحاد الأوروبي تدعو فيها إلى ضرورة اتخاذ اجراءات صارمة بشأن البضائع الفلاحية المستوردة من المغرب، ومن باقي دول العالم الثالث، لحماية صحة المستهلكين الأوروبيين.

ولم تقف الأمور عند التنديد والمراسلة، بل حاولت هذه المنظمة من خلال مقال عممه رئيسها كريستوبل أغوادو، على وسائل إعلام بلاده تحت عنوان "شيء لا يرام في السياسة الفلاحية"، إقحام العلاقات المغربية الإسبانية المتميزة بين البلدين، متحدّثا عن تنازلات إسبانية وأوروبية لصالح المغرب، من خلال منافسة غير متكافئة ما بين المنتوج الإسباني ومنتوجات الدول القادمة من خارج الاتحاد الأوروبي ومنها المغرب ملقيا اللوم على رئيس الحكومة الإسباني، الذي يفتح الطريق أمام الصادرات المغربية.

وتركيز هذه المنظمات الفلاحية الإسبانية على تحذيرات نظام الإنذار السريع الموجهة ضد المغرب تحديدا، دفع "الصحيفة" إلى البحث عن تفاصيل أكثر حولها لفهم حيثيات الأمر والتهديد الذي من الممكن أن تُشكّله المنتجات الفلاحية المغربية على نظرائهم في الاتحاد الأوروبي، باعتبار المملكة متربّعة على عرش كبار مصدري الفواكه والخضراوات إلى عدد من دول التكتل الاقليمي في مقدّمتها إسبانيا، بقيمة تتجاوز أكثر من 1.8 مليار أورو إلى حدود شهر شتنبر من العام الماضي، حسب ما أفادت به بيانات حديثة كشفت عنها "رابطات منتجي ومصدري الخضر والفواكه والزهور والنباتات الحيّة".

بيد أن المُثير للانتباه هو أنه من بين 281 حالة تم اكتشافها حتى الآن في الموسم الفلاحي الحالي، يتذيل المغرب قائمة تحذيرات نظام الإنذار السريع في أوروبا بثلاث حالات فقط، فيما تتصدر تركيا القائمة بـ 68 حالة، تليها مصر بـ 43 والهند بـ 20، فيما كانت نتيجة اختبار إسبانيا إيجابية في 6 مناسبات، والمغرب في 3، وفرنسا في 2، وإيطاليا في 7، واليونان في 3 وبلجيكا في 4 حالات إنذار.

ووفق هذه المعلومات الرسمية، فإنه وحتى الموسم الفلاحي الحالي 2023/2024، تلقى نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف (RASFF) من الدول الأعضاء فيه ما مجموعه 281 إنذارًا بسبب وجود مبيدات حشرية عالية في الفواكه والخضروات التي وصلت إلى الدول الأعضاء الاتحاد الأوروبي (EU)، إما من دول ثالثة أو من الاتحاد الأوروبي نفسه في الفترة ما بين 1 دجنبر و29 فبراير.

وبالنسبة للدولة التي حصدت أكبر عدد من التحذيرات في الفترة التي تم تحليلها هي تركيا حيث بلغ عددها 68 تنبيهًا بشأن المبيدات الحشرية الزائدة في الفواكه والخضروات والتي حاولت إدخالها إلى أسواق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ومن بين المنتجات التركية التي تسببت في أكبر عدد من التحذيرات بسبب المبيدات الزائدة منذ الأول من سبتمبر، يبرز الليمون بـ 10 حالات، يليه الفلفل بـ 9، والعنب بـ 7 حالات، والرمان بـ 6، واليوسفي بـ 5، والبرتقال التركي بـ 5 حالات، والخيار والطماطم في مناسبة واحدة لكل منهما والباقي تم توزيعه في منتجات فواكه وخضروات مختلفة من الإمبراطورية العثمانية السابقة.

ومن حيث عدد الإنذارات، تلي تركيا مصر بـ 43 حالة والهند بـ 20 إنذارا بسبب وجود مبيدات زائدة في منتجات الفاكهة والخضروات التي أرسلتها إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فيما تم اختبار الفواكه والخضروات الإسبانية ورصد الوجود المفرط للمبيدات الحشرية في 6 مناسبات، مرتين في البرسيمون، مرتين في الكمثرى، مرة واحدة في البرتقال ومرة واحدة في الشمر.

ومن الدول البارزة الأخرى، التي حظيت بتحذيرات مهمة إيطاليا مع 7 حالات، وبلجيكا مع 4، واليونان مع 3، وفرنسا مع حالتين من الوجود المفرط لبقايا المبيدات الحشرية في الخضروات والفواكه التي تباع في الأسواق المجتمعية، فيما التحذيرات الثلاثة التي ظهرت فيها المنتجات المغربية بقايا مبيدات حشرية زائدة كانت تتعلق بالفلفل والمشمش والزيتون.

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...