بعد تجاوز نهاية الأسبوع "الأكثر تعقيدا" في عملية مرحبا 2023.. السلطات الإسبانية تُشيد بـ"التعاون الممتاز" للمغرب في أكبر تدفق بشري بين قارتين
تشهد عملية "مرحبا 2023"، تدفّقا قياسيا من قبل المغاربة المقيمين في الخارج، بلغ حتى اليوم 1,1 مليون مسافر عبر القارتين، فيما رفعت السلطات الإسبانية من سقف طموحها متوقعة تجاوز 3.3 مليون مسافر قبيل انتهاء عملية عبور البحر إلى الضفة الأخرى، وذلك بفضل التنسيق والتعاون "الممتاز" للمغرب، حسب الجانب الإسباني.
وثمّن المدير العام للحماية المدنية، فرانسيسكو رويز بوادا، أمس الأحد على حدود سبتة، ما وصفه بـ "السيولة" و"السلاسة" و"الهدوء" الذي تسير بهم الأمور في إطار عملية عبور المضيق 2023 مرحبا، على المستوى العام وفي ميناء وممر تاراخال على وجه الخصوص، مشيرا إلى أنه يوجد تحسّن منقطع النظير على مستوى عملية المرور التي كانت تستوجب في عام 2022 فترات انتظار لأكثر من 10 ساعات للوصول إلى المغرب.
وفي هذا الصدد، أشاد المسؤول الإسباني، بما وصفه بـ "التعاون الممتاز" للمملكة المغربية مع جهاز الحماية المدنية الإسباني، مشيرا في الآن ذاته في التصريحات التي أدلى بها لوسائل الإعلام الإسبانية، خلال لقائه بمندوب الحكومة في سبتة، رافائيل غارسيا، أن "خطة العمل الأوروبية 2023 كانت بدورها ناجحة من حيث السيولة والتنسيق المشترك".
ولفت، المصدر ذاته، إلى أن ما يقرب من 1.1 مليون شخص استفادوا من العملية منذ انطلاقها شهر يونيو الماضي، مضيفا: "إذا واصلنا بهذه الأرقام سنقترب من أرقام عام 2019، أي ما حققناه قبل الجائحة، عندما وصلنا إلى الحد الأقصى لمعدل الإشغال، بما يقرب من 3.3 مليون شخص، في أكبر عملية في العالم لتوحيد قارتين من خلال رحلات عبور ذهابًا وإيابًا للأشخاص، والسيارات والقوارب"، على حد تعبيره.
وبحسب رويز بوادا، فإن الصعوبة التي شهدتها العملية نهاية الأسبوع الماضي، تم التغلب عليها يوم الأحد، وتمكّنت حوالي 10.000 مركبة في الجزيرة الخضراء قادمة من دول أوروبية مختلفة في شق طريقها إلى إفريقيا عبر المغرب.
وعبر أكثر من نصف مليون شخص وحوالي 130 ألف سيارة عبر سبتة لوحدها منذ 15 يونيو إلى المغرب، بحسب المسؤول الإسباني ذاته، أي بنسبة 10 في المائة و7 في المائة أقل من عام 2022، على التوالي"، وهو الانخفاض الذي يُعزى بشكل أساسي إلى انخفاض الأسعار التفاضلية بين الطرق من الجزيرة الخضراء إلى طنجة والمدينة المحتلة من جهة ثانية، بحيث كانت الأخيرة أرخص بكثير العام الماضي.
ووصف المدير العام السيولة التي تحققت هذا الصيف في سبتة بأنها "غير عادية" سواء في الميناء أو على الحدود بفضل جهود الموارد التي تم حشدها في إسبانيا، فضلا عن "التعاون الممتاز" للمغرب، واستمرار التنسيق بين الحكومتين من خلال التزام السلطات بعقد اجتماعات دورية لإعداد وتقييم الجهاز، فضلاً عن الاتصالات المستمرة لإجراء أي "تعديلات" تفرضها سيرورة العملية.
وكانت السلطات الحكومية الإسبانية، قد واجهت نهاية الأسبوع الماضي، تحدّيا كبيرا في منطقة قادس، بسبب الاختناقات المرورية التي تسبب فيها استقبال حوالي 120 ألف شخص و30 ألف مركبة في إطار عملية عبور المضيق "مرحبا 2023"، الأمر الذي دفعها إلى توجيه تحذيرات رسمية للمواطنين والزوار بضرورة تجنب شواطئ طريفة يومي السبت والأحد الماضيين.
وعلى إثر ذلك، أُجري اجتماع للجنة التوجيهية الإقليمية لمكتب تعزيز الطاقة الإسباني بحضور عدد من المسؤولين، وتم تحليل البيانات المتعلقة بحركة المركبات والتدفقات المرورية المتوقعة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأصدر خوسيه باتشيكو، المندوب الفرعي للحكومة في قادس، تحذيراً بضرورة تجنب المنطقة واستخدام ميناء الجزيرة الخضراء للعبور إلى المغرب بهدف تفادي الازدحامات المرورية التي تشهدها طريق طريفة.
وأكد المندوب الحكومي أن العطلة القادمة ستكون "الأكثر تعقيداً" في عملية مرحبا 2023، حيث من المتوقع وصول نحو 9 آلاف إلى 10 آلاف مركبة في أيام السبت والأحد، سيما وقد كان هناك احتجاز للعشرات من المركبات عند مخرج الجزيرة الخضراء وعلى قمة إل كوارتون في طريفة.
بالإضافة إلى ذلك، نصح باتشيكو المسافرين المتجهين إلى المغرب باستباقية شراء التذاكر للعبور، حيث أشار إلى أن اقتنائها عند الوصول سيكون أمراً صعباً ومعقداً. وتم تأكيد أن ميناء الجزيرة الخضراء يلعب دوراً هاماً في عملية عبور المضيق، حيث يدعم "عملياً 70٪" من جميع عمليات العبور.
وسجلت عملية "مرحبا 2023" التي انطلقت في شهر يونيو الماضي لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج، ارتفاعا في أعداد الوافدين بلغ نسبة 28٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وتعزى هذه الزيادة أساساً إلى احتفال عيد الأضحى وفصل الصيف.




