بعد "تورط" إدارته في اقتناء "خردة".. مدير جهوي للصحة يغادر منصبه بـ"حفلة"
تعيش المديرية الجهوية لوزارة الصحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة على وقع فضيحة مدوية، بعدما كشفت 4 نقابات صحية عن توصل المؤسسات الاستشفائية بالجهة بمعدات قديمة جُلبت على أساس أنها جزء من صفقة بالملايير لتجهيز تلك المستشفيات بمعدات متطورة جديدة، وهو الأمر الذي دفع المدير الجهوي لتقديم استقالته.
وقدم المدير الجهوي للصحة أكرم عفيفي استقالته يوم الخميس الماضي، قبل أن يعلن رسميا بداية هذا الأسبوع عن مغادرة منصبه في حفلة "عيد ميلاد" أقامه له الموظفون ليبدو الأمر وكأنه هو الذي اختار الرحيل، إذ قال في كلمته إنه "طلب إعفاءه" بالنظر "لعدم توفر الظروف المناسبة للاشتغال"، في حين تؤكد مصادر مهنية أن الأمر يتعلق بـ"إقالة مقنعة".
ووفق ما كشفت عنه مصادر "الصحيفة" فإن تقريرا "كارثيا" توصل به وزير الصحة خالد آيت الطالب مؤخرا حول وجود صفقات بملايير السنتيمات لتزويد المؤسسات الاستشفائية بالمعدات، والتي اتضح أنها قديمة وتمت إعادة طلائها ثم تغليفها لتبدو وكأنها حديثة، الأمر الذي كان أحد المسؤولين الإداريين المباشرين عنه المدير الجهوي للصحة بطنجة، الشيء الذي دفع الوزير إلى مطالبته بالاستقالة.
من جهتها أوردت مصادر نقابية أن ما فجر القضية هو التقرير الذي عرضته 4 نقابات مهنية ناشطة في مجال الصحة خلال ندوة صحفية مؤخرا، والذي تحدث عن تسلم مؤسسات استشفائية لـ"خردة" على أساس أنها معدات حديثة، إذ استطاع الأطباء اكتشاف ذلك بعدما لاحظوا أنها تتعطل بسرعة، الشيء الذي نبه له مسؤولو القطاع الصحي بالجهة.
وبالإضافة إلى ذلك تحدث تقرير الإطارات النقابية عن وجود "صفقات وهمية" كلفت خزانة وزارة الصحة أموالا طائلة، من بينها صفقة لتجهيز مرافق المديرية الإقليمية للصحة بمدينة طنجة، والتي لم تتوصل بها هذه الأخيرة على الرغم من سداد ثمنها، وهي الصفقة التي لا تزال الوزارة تحقق فيها لتحديد المتورطين المباشرين.
وعودة لقضية تزويد المستشفيات بآليات طبية متقادمة، كشفت مصادر نقابية لموقع "الصحيفة" أن الأمر لم يكن خافيا على العاملين في القطاع الصحي، حيث إن بعض الموظفين العاملين بمندوبية الصحة بطنجة كانوا قد رفضوا التوقيع على وصل استلام "المعدات الجديدة"، بعدما طلب منهم ذلك مسؤولوهم الإداريون، وذلك بعدما اكتشفوا أن الأمر يتعلق بمعدات مستعملة.