بعد منع دخول السمك إلى المدينة.. هل بدأ المغرب فعليا في "خنق" سبتة؟
شرعت السلطات المغربية منذ أواخر العام الماضي في اتخاذ عدد من الخطوات والاجراءات، بخصوص علاقتها مع سبتة المحتلة، الأمر الذي بدأ يثير القلق في أوساط السلطات المحلية بالمدينة وسكانها، بسبب التأثيرات السلبية التي أصبحت تفرض نفسها على أرض الواقع.
فبعد إيقاف التهريب المعيشي في بداية أكتوبر الماضي، والتسبب فيما يشبه إفلاس مخازن السلع بمنطقة تراخال، اتجهت السلطات المغربية مؤخرا إلى فرض رقابة صارمة على ما يتم استيراده من المدينة وما يتم تصديره إليها، وهو ما بدأت تعتبره السلطات المحلية الرسمية بالمدينة محاولة "خنق اقتصادي" مقصودة من المغرب.
آخر هذه الإجراءات التي تدخل في هذا الباب، قيام السلطات المغربية بمنع دخول شاحنات وسيارات السمك إلى مدينة سبتة، التي كانت تتخصص في نقل السمك المغربي إلى سبتة منذ عقود، ويبدو أن هذا القرار الجديد سينضاف إلى الاجراءات المغربية الأخيرة التي تنهجها بباب سبتة استجابة لقرارات عليا.
ووفق ما أوردته الصحافة المحلية بسبتة، فإن المغرب منع منذ يوم الأحد الماضي، دخول شاحنات السمك إلى المدينة، وقرر منع تصدير السمك المحلي إليها، دون أن يعلن سبب هذا الاجراء الجديد، معتبرة إياه محاولة جديدة لخنق المدينة اقتصاديا.
وأضافت ذات المصادر، أن هذا الإجراء الجديد ترك تأثير واضحا على المدينة، حيث تراجع المنتوج السمكي المعروض في سوق السمك، وبدأ الباعة يعلنون تضررهم وشكواهم، بسبب هذا القرار المفاجئ الذي طالهم من طرف السلطات المغربية، مطالبين السلطات المحلية بالتدخل لإيجاد حل.
وبخصوص السلطات الحكومية المحلية، فإن الأخيرة تمر بأصعب مراحلها بسبب التطورات المتسارعة القادمة من الجانب المغربي، وأمامها عدة ملفات شائكة بهذا الشأن، أبرزها مشكل العبور بباب سبتة، والأزمة التجارية الناتجة عن إيقاف التهريب المعيشي، إضافة إلى المشكل الجديد الخاص بمنع السمك المغربي على المدينة.
من جهة أخرى، فإن التزام الصمت، هو المبدأ الذي لا زالت تنهجه السلطات المغربية، حيث لم تخرج بأي تصريح أو بلاغ رسمي سواء فيما يتعلق بإيقاف التهريب المعيشي أو الإجراءات الأخرى المتعلقة بالمراقبة الصارمة للصادرات والواردات من وإلى المدينة، وهو الصمت الذي تعتبره سلطات سبتة صمت سلبي ويستهدف المدينة.
وفي ظل هذا الوضع والمستجدات التي تطرأ مؤخرا، يطرح عدد من المتتبعين لشأن سبتة المحتلة، سؤال مفاده هل بدأ المغرب فعليا محاول خنق سبتة اقتصاديا؟ حيث أن بوادر وعلامات الاختناق الاقتصادي بدأت تظهر على المدينة وبدأت الشكاوي ترتفع بشكل أكبر من أي وقت مضى.
