بكنيسة نوتردام دي لورد بالدار البيضاء.. حفل بين المسلمين والمسيحيين لترسيخ التعايش
نظم شباب نشطاء بجمعيتي "مغاربة متعددون" و"لي 109"، أمس الأحد، زيارة إلى كنيسة نوتردام دي لورد بالدار البيضاء، في مبادرة تجسد تشبثهم وحرصهم على إعلاء قيم العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين.
وخلال هذه الزيارة قدم نشطاء الجمعيتين الورود، للمسيحيين الذين يعيشون في المغرب بمناسبة "عيد جميع القديسين"، وتعبيرا منهم عن الدعم والتضامن عقب حادث اعتداء نيس (فرنسا).
وأتاح هذا الحفل الذي جرت فقراته في إطار من الود، للطرفين، مسيحيين ومسلمين، تجديد التأكيد على تشبثهم الراسخ بتعزيز قيم العيش المشترك والصداقة والأخوة القائمة بشكل خاص على مبادئ الحوار والمشاركة والتسامح.
وقال رئيس "مغاربة متعددون" أحمد غياث في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن مبادرة العيش المشترك هذه رسالة مودة وتضامن تهدف إلى الرد على رسائل التهنئة العديدة التي بعث بها المسيحيون- الذين يعيشون بين ظهرانينا، والذين ما فتئوا يعبرون عن حبهم الموصول للمغرب، وذلك عبر الشبكات الاجتماعية بمناسبة عيد المولد النبوي".
وأضاف أن الأمر يتعلق أيضا ب"لحظة للتعبير عن تضامننا وتقديم تعازينا للمسيحيين الذين يقيمون في بلادنا بعد الاعتداء الهمجي الذي طال ثلاثة مسيحيين في كاتدرائية بنيس بفرنسا، والتذكير، في هذه الأوقات العصيبة، بأن المغرب بلد يحترم جميع الأديان".
وفضلا عن ذلك، يردف غياث "جئنا أيضا لنقول لكم إننا نحن كشباب مغربي، باعتبارنا شبابا مسلما، نحترم أنبياء الديانات الثلاث".
وقال في هذا الصدد، "أردنا من خلال التفاتتنا هاته أن نسلم المشعل للأجيال الشابة، ونبين أننا وريثو هذه الثقافة وهذا الغنى الحضاري الذي جسده صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، خلال دعوة جلالته قداسة البابا فرنسيس لزيارة بلدنا المغرب".
من جهته، أكد الأب لوران بيرتي راعي كنيسة نوتردام دي لورد بالدار البيضاء، على أهمية دعوة كل شخص، مهما كانت ديانته، إلى استلهام مبادئ الأخوة والتضامن والاعتراف المتبادل والتعاون المشترك.
وقال "إننا مجرد عابرين في هذا العالم، وأهم شيء بالنسبة لنا هو الاستعداد للقاء الله في يوم من الأيام"، معتبرا أن الحوار والاعتراف المتبادل شرطان أساسيان للعيش المشترك".
من جانبه، قال رئيس جمعية "لي 109" محمد رضا خذفي، إن هذا الحدث يؤكد أن المغرب "سيظل دائما أرض وفادة وتعايش لجميع الأديان ، حيث يمكن لأي شخص ممارسة شعائره بحرية".
وخلص بالقول "نحن مسرورون لأن المغرب لم يستسلم للتهديدات الإرهابية كما هو الشأن للأسف بالنسبة لبلدان أخرى".