بمغازلة بريطانيا وتحذير إسبانيا.. "البوليساريو" تحاول تجنب صفعات دبلوماسية أخرى في ملف الصحراء

 بمغازلة بريطانيا وتحذير إسبانيا.. "البوليساريو" تحاول تجنب صفعات دبلوماسية أخرى في ملف الصحراء
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 14 يناير 2021 - 19:57

على الرغم من الهالة الكبيرة التي سوقتها جبهة "البوليساريو" الانفصالية عن اجتماع قياداتها خلال الفترة ما بين 11 و13 يناير 2021، إلا أن النتيجة الختامية لم تزد على بيان طغت عليه "لغة الخشب" وأسطر من "الشعارات الحماسية" بالإضافة إلى تجديد التأكيد على الولاء للجزائر، لكن الملاحظ أيضا هو أن الجبهة حاولت استمالة المملكة المتحدة وإسبانيا تحسبا لتغير جذري في مواقفهما بدأت تلوح مؤشراته في الأفق.

وكان لافتا للانتباه خلال إشادة "البوليساريو" بما وصفته "المواقف الإيجابية والمتقدمة الداعية بشدة للتمسك بالوضع القانوني للإقليم وطبيعة نزاع الصحراء الغربية كنزاع تصفية استعمار غير مكتملة، والمعبر عنها من طرف أعضاء مجلس الأمن الدولي"، حرصها على ذكر عضوين دائمين فقط بالاسم، الأول هي روسيا الحليف القديم للجزائر، والثاني المملكة المتحدة، التي تتحدث تقارير إعلامية عن إمكانية افتتاحها قنصلية عامة في إحدى مدن الأقاليم الصحراوية.

وتتعامل روسيا ببراغماتية كبيرة مع قضية الصحراء، فهي بالرغم من أنها تمضي سياسيا مع مواقف حليفتها الجزائر، إلا أنها من الناحية الاقتصادية لا تعترض على السيادة المغربية على الصحراء، وهو ما أكده رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني أمام مجلس النواب يوم 28 دجنبر الماضي، خلال حديثه عن التطورات الدبلوماسية للملف، إذ أورد أن تجديد اتفاق الصيد البحري مع روسيا يشمل أيضا الأقاليم الجنوبية.

لكن بالنسبة لبريطانيا، فإنه من المتوقع حدوث تغير جذري في موقفها مع إتمام خروجها من الاتحاد الأوروبي وتحللها من مواقفه السياسية وقرارات مؤسساته القضائية التي كانت تكبل علاقات لندن الدولية، وهو الأمر الذي بدأت إرهاصاته في الظهور مع تبني حكومة بوريس جونسون فكرة إنشاء أكبر مشروع للطاقة البديلة على أراضي الأقاليم الصحراوية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات تعاون مع الرباط بخصوص مرحلة ما بعد "البريكست" تشمل جميع التراب المغربي، والتي بدأ تفعيلها المؤقت يوم فاتح يناير.

لكن تغير الموقف البريطاني بخصوص قضية الصحراء ليس الوحيد الذي تخشى منه "البوليساريو"، إذ تخاف أيضا من تغير لكنة إسبانيا بسبب مصالحها المشتركة مع المغرب والتي ينتظر أن توضع على طاولة النقاش خلال الدورة الـ12 من اللقاء رفيع المستوى الذي سيجمع حكومتي البلدين في فبراير المقبل بالرباط، برئاسة كل من سعد الدين العثماني وبيدرو شانشيز، هذا الأخير الذي يرغب أيضا في لقاء الملك محمد السادس خلال هذه الزيارة.

واستعملت "البوليساريو" مع إسبانيا لهجة "التحذير" و"التخويف" مما تزعم أنه "أطماع المغرب التوسعية"، إذ ذكرتها بما أسمتها "مسؤوليتها المركبة، تاريخيا قانونيا وأخلاقيا، إزاء الصحراء الغربية وشعبها، وتنبها إلى أن محاباة المملكة المغربية، وإن كانت في الماضي رهانا خطيرا، فإنها تصبح، في ظل التطورات الأخيرة، خطأ قاتلا، ستدفع المنطقة بكاملها ثمنه باهظا، على مستوى الأمن والاستقرار واحترام الحدود الدولية الموروثة غداة الاستقلال" على حد وصف البيان.

ورغم أن إسبانيا أبدت اعتراضها على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء، على اعتبار أن الحل بيد الأمم المتحدة وحدها، إلا أن تبعات هذا الموقف جعلتها تختار الصمت مؤخرا، خاصة بعد عودة السفيرة المغربية في مدريد، كريمة بنيعيش، إلى الرباط منذ ما يقارب الشهر والسحب غير المعلن لمسؤولي التنسيق الأمني من السفارة، ما يشي بوجود ضغط دبلوماسي مغربي صامت.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...