بوريطة: الحلول الجاهزة لن تحل الأزمة الليبية.. والنصاب القانوني أبرز ما يميز اجتماع طنجة‎

 بوريطة: الحلول الجاهزة لن تحل الأزمة الليبية.. والنصاب القانوني أبرز ما يميز اجتماع طنجة‎
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 24 نونبر 2020 - 21:42

قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن إيمان المغرب بتوفير الظروف الملائمة للحوار بين الأطراف الليبية نابع من عدة اعتبارات، على رأسها "أخذ العبرة من فشل كل الوصفات الجاهزة في التجارب السابقة، والتي كانت تحاول إخضاع ليبيا لأجندات خارجية"، مبرزا أن الاجتماع التشاوري لمجلس النواب المنعقد في طنجة ما بين 23 و25 نونبر الجاري، يشكل دافعا قويا لإعادة الروح إلى هذه المؤسسة التشريعية باعتبار انعقاده لأول مرة وفق النصاب القانوني.

جانب من النقاشات الليبية اليبية بحضور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة

وخلال كلمته اليوم الثلاثاء أمام أعضاء مجلس النواب في منتجع الهوارة، قال بوريطة إن انعقاد هذا اللقاء بالمغرب ينضاف إلى سلسلة اللقاءات التي تستضيفها المملكة في إطار الحوار الليبي الليبي، ويعكس أمرين أساسيين يتعلقان بحجم الثقة التي تضعها جميع الأطياف الليبية في المغرب والتزام الرباط في المقابل بتقديم كل ما بوسعها لمساعدة الليبيين على حل الأزمة بأنفسهم، موردا أنها "لن تدخر جهدا في توفير الظروف اللازمة لليبيين للحوار فيما بينهم بكامل الاستقلالية وبعيدا عن أي تأثيرات خارجية، حتى تحقيق توحيد مجلس النواب الليبي".

وأورد بوريطة أن "إيمان المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، قوي بأن تعميق الحوار والتشاور الليبي الليبي هو طريق الأنجع لحل الأزمة وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الاستقرار والتنمية"، وذلك انطلاقا من عدة اعتبارات رئيسية، تتصدرها القراءة النافذة لتاريخ ليبيا المجيد وكفاحها البطولي، الذي يدعو للثقة في أن الحل في هذا البلد لن يكون إلا بيد أبنائه"، مبرزا أن مهمة المجتمع الدولي ليست هي فرض حلول وإنما "المواكبة والمرافقة وحماية الحوار من الأجندات الخارجية".

وتابع بوريطة أن الاعتبار الثاني هو أخذ العبرة من فشل كل الوصفات الجاهزة المقدمة سابقا من طرف جهات خارجية، أو فرض وصاية على أبناء ليبيا أو أجندات بعيدة عن مصالحهم، فيما يتمثل الاعتبار الثالث في كون المقاربة المغربية تنطلق من تجربة سابقة للمغرب مع الليبيين، انطلاقا من مؤتمر الصخيرات الذي أفرز اتفاق الصخيرات، الوحيد الذي يحظى بإجماع ليبي رغم حاجته للتنقيح والتطوير لمواكبة المتغيرات الجديدة، ووصولا إلى تجربة بوزنيقة التي كانت مفعمة بالروح الإيجابية والرغبة في إنهاء الانقسام.

وأبدى بوريطة تفاؤلا بمخرجات اجتماع طنجة، انطلاقا من احتضانه للنصاب القانوني للبرلمان الليبي في سابقة من نوعها، حيث يضم أزيد من 110 نائب وهو العدد المرشح للارتفاع ليصل تقريبا إلى أربعة أخماس أعضاء المجلس، بالإضافة إلى ضمه عناصر من مختلف الأطياف السياسية ومن كل مناطق التراب الليبي، ما يشكل "طفرة على طريق إعادة الروح للبرلمان باعتباره أسمى مؤسسة منتخبة في ليبيا"، مبرزا أن دور هذه المؤسسة مهم في الهيكلة المؤسساتية للدولة الليبية عند أي تسوية مستقبلية.

وأبرز بوريطة أن انتظارات هذا اللقاء التشاوري يمكن تلخيصها في 4 أمور أساسية، ويتعلق الأمر بتذويب الجليد بين مختلف بين مختلف مكونات المجلس بعد التباعد الحاصل طيلة المدة السابقة، وتحديد تاريخ ومكان انعقاد دورة المجلس في ليبيا، ثم توحيد المواقف والرؤى بشأن الحوار الليبي، وأخيرا تزكية الاتفاقات الحاصلة بين الأطراف الليبية حول توحيد مؤسسات الدولة الليبية، مبرزا أن كل ذلك يصب في خانة إعداد المجلس للعب دوره الكامل في مجال التشريع والمراقبة.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...