بين التخوين والمداخلات الكوميدية.. الفوضى تطبع تعاطي برلمانيين مغاربة مع قضية الصحراء

 بين التخوين والمداخلات الكوميدية.. الفوضى تطبع تعاطي برلمانيين مغاربة مع قضية الصحراء
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 17 دجنبر 2020 - 15:15

في الوقت الذي أحدثت فيه المؤسسة الملكية الدبلوماسية المغربية رجة قوية وغير منتظرة في ملف الصحراء عبر إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف رسميا بمغربية الأقاليم الجنوبية، وقبل ذلك إقناع 19 دولة من 3 قارات بفتح قنصليات لها بالمدن الصحراوية، كان البرلمان المغربي يصنع الحدث بشكل آخر بفضل مداخلات لا تخلو من غرابة قدمها نواب مستشارون أمام عدسات الكاميرات والتي كان مثيرة لانتقادات متابعيها أحيانا ولسخريتهم أحيانا أخرى.

وفاجأ حزب الأصالة والمعاصرة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أول أمس الثلاثاء، خلال جلسة للأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، حين قام عضو فريقه في الغرفة الثانية، العربي المحرشي بدعوته إلى متابعة من "شككوا" في قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن قالوا إن الرئيس القادم جو بايدن يمكن أن يلغيه، بل وجه هذه الدعوة أيضا إلى رئيس النيابة العامة.

ولم يكتف المحرشي بذلك، بل صنف المنتقدين لقرار ترامب في خانة "الخونة"، ولتبرير هذا الأمر لجأ إلى خطاب ملكي ذكر أنه يعود إلى سنة 2014 قال فيه الملك محمد السادس "إما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة"، وهو في حقيقة الأمر خطاب الذكرى الـ34 للمسيرة الخضراء سنة 2009، وكان موجها إلى من يوصفون بانفصاليي الداخل، حيث أورد "لا مجال للتمتع بحقوق المواطنة والتنكر لها، بالتآمر مع أعداء الوطن".

وأثارت هذه الدعوة العديد من التعليقات الغاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي كان روادها معنيين مباشرة بكلام المحرشي، إذ اعتبر بعضهم أن الأمر يتعلق بـ"إساءة لقضية الصحراء" عبر اتهام المستفسرين حول الخطوات الأخيرة أو غير المقنعين بجدواها بتهمة "الخيانة"، فيما ربط آخرون الأمر بمشروع قانون 22.20 المعروف بقانون "تكميم الأفواه" الذي اضطرت الحكومة لسحبه بسبب موجة الغضب الكبيرة التي لحقة به، وكان حزب الأصالة والمعاصرة نفسه من بين منتقديه.

وقبل مداخلة المحرشي بيوم واحد شهد مجلس النواب واقعة غريبة، حين استغل البرلماني عن حزب الحركة الشعبية، محمد السيمو، صعوده للمنصة من أجل إلقاء مداخلته للحديث بشكل هستيري عن القرار الأخير للرئيس الأمريكي، وهو ما دفع رئيسة الجلسة مريمة بوجمعة، المنتمية إلى حزب العدالة والتنمية، إلى تنبيهه إلى أن حديثه خارج موضوع المناقشة كون أن الأمر يتعلق بأسئلة موجة إلى حفيظ العلمي وزير التجارة والصناعة والاستثمار الرقمي والأخضر، وهو ما لم يتقبله السيمو.

وتحولت الجلسة إلى فوضى عارمة، خاصة بعد توجيه السيمو عبارات اعتبرتها رئيسة الجلسة "مهينة"، واصطفاف رئيس الفريق الحركي محمد مبديع إلى جانب زميله في الحزب، وإصراره على أن الأمر يتعلق باعتراضٍ عن حق نائب في الدفاع عن مغربية الصحراء، الأمر الذي احتج عليه رؤساء ونواب فرق أخرى كون أن الأسئلة تتمحور حول المجال الاقتصادي لينتهي الأمر برفع الجلسة مؤقتا، قبل أن تتلقف الفيديو منصات التواصل الاجتماعي وتحوله إلى مادة للسخرية.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...