تبون يستقبل داعما لمغربية الصحراء.. مغازلة لإدارة ترامب أم محاولة للتغطية على قضية صنصال؟

 تبون يستقبل داعما لمغربية الصحراء.. مغازلة لإدارة ترامب أم محاولة للتغطية على قضية صنصال؟
الصحيفة من الرباط
الثلاثاء 29 يوليوز 2025 - 17:09

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس الإثنين، الروائي والمفكر رشيد بوجدرة في لقاء أثار اهتماما واسعا، خاصة في ظل الجدل الذي ظل يرافق مواقفه من قضية الصحراء، ما يمنحه أبعادا تتجاوز الطابع البروتوكولي، خصوصا وأن اللقاء يأتي مباشرة بعد استقبال تبون لمستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس.

ووثّقت الرئاسة الجزائرية الاستقبال عبر بيان رسمي ومقطع فيديو نُشرا على صفحتها بموقع "فيسبوك"، ظهر فيه بوجدرة وهو يهدي الرئيس تبون مجموعة من مؤلفاته، بينها "الحلزون العنيد"، و"ألف عام وعام من الحنين"، و"تيميمون"، وهي أعمال تشكل جزءا من حضوره الأدبي البارز في المشهد الثقافي الجزائري والعربي.

ورغم مكانته الأدبية، فإن بوجدرة أثار نقاشات خارج الحقل الثقافي في السنوات الأخيرة، بسبب تصريحاته السياسية، خاصة حين أكد، في أكثر من مناسبة، أن الصحراء مغربية، وأن العلاقات بين المغرب والجزائر يجب أن تعود إلى مسارها الطبيعي، مشيرا إلى أن "العقلية داخل الدولة الجزائرية بدأت تتغير".

هذا الموقف من قضية الصحراء ظل يتكرر في تصريحات بوجدرة، ليتحول إلى ما يشبه القناعة المعلنة، وهو ما جعله عرضة لانتقادات من بعض الأوساط الجزائرية، غير أن استقباله رسميا من طرف تبون يعيد طرح السؤال حول طبيعة التعامل الرسمي مع الأصوات المثقفة التي لا تنخرط في الخطاب الرسمي المتشدد في القضايا السيادية.

ويُقرأ اللقاء أيضا في سياق سعي النظام الجزائري إلى تحسين صورته دوليًا في ما يخص حرية التعبير، خاصة بعد الانتقادات التي وُجّهت له عقب اعتقال كتاب ومثقفين، بينهم بوعلام صنصال الذي لايزال يقبع في السجن، وفي ظل ضغط من منظمات دولية تطالب بحماية حرية الرأي والتعبير في الجزائر.

هذا اللقاء العلني طرح تساؤلات حول رسائل هذا التحرك الرئاسي الموجّه نحو أحد أبرز المثقفين الجزائريين ذوي المواقف المخالفة للسردية الرسمية في ملف من أكثر الملفات حساسية في الجزائر، وتحديدا ملف الصحراء، في سياق المساعي الأمريكية لطيه عن طريق تحديد مقترح الحكم الذاتي المغربي أساسا وحيدا للتفاوض.

وأول أمس الأحد، حل مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون إفريقيا، بالعاصمة الجزائرية، حيث التقى الرئيس تبون، واجتمع أيضا وزير الدولة المكلف بالخارجية أحمد عطاف، والعديد من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين الجزائريين.

بولس، الذي سبق له التأكيد على أن الموقف الرسمي لواشنطن هو الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، ودعم جهود طي الملف في أسرع وقت استنادا إلى مبادرة الحكم الذاتي، كان قد أكد أنه سيطرح هذا الملف للنقاش عند زيارته المنطقة المغاربية.

وليس من عادة الجزائر الرسمية إبداء اي نوع من الترحاب بمواطنيها الذين يُظهرون اقتناعهم بمغربية الصحراء، على اعتبار أنها تعتبر هذه القضية "مسألة سيادة"، وهو ما كان عليه الحال بالنسبة للكاتب بوعلام صنصال الذي سبق أن أفصح عن هذه القناعة وهو يقبع حاليا في السجن.

الصحراء للمغرب.. والمصالح للجميع

منصات التواصل الاجتماعي، هي بالتأكيد فضاء يلتقي فيه الجميع، العقلاء والمعتوهون، المنصفون والحاقدون، الذين يتكلمون في ما لا يفهمون، والذين لا يتكلمون في إلا في ما يفهمون... هو بحر متلاطم ...