تبون يُبعد الجنرال مهنا عن قيادة المخابرات.. هل تسببت فضيحة التجسس على الهواتف داخل النظام الجزائري في صراع بين صناع القرار؟

 تبون يُبعد الجنرال مهنا عن قيادة المخابرات.. هل تسببت فضيحة التجسس على الهواتف داخل النظام الجزائري في صراع بين صناع القرار؟
الصحيفة – حمزة المتيوي
الجمعة 7 يوليوز 2023 - 15:00

لا تسير الأمور بشكل سلس بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وقائد أركان الجيش السعيد شنقريحة من جهة، وبين الشخصية الأبرز في جهاز المخابرات، جبار مهنا، من جهة أخرى، وذلك بعد اتهامات بالتجسس على مجموعة من المسؤولين الأمنيين والعسكريين مؤخرا، وهو ما يؤكده إسقاط مهنا من قائمة الترقيات التي كشف عنها قصر المرادية وإبقاء منصب المنسق العام لأجهزة المخابرات فارغا.

وخلال الأسبوع الجاري كشفت الرئاسة الجزائرية عن قائمة الترقيات والتوشيحات السنوية، وكان من المنتظر أن يتصدر اسم جبار مهنا القائمة، ليشغل أعلى رتبة في المخابرات الجزائرية والتي تخوله التنسيق بين جميع الأجهزة، وهو الذي يرأس حاليا المديرية العامة للوثائق والأمن الخارجي، الأمر الذي كان مفاجئا وأكد وجود أزمة بين تبون ومهنا.

ويرتبط اسم مهنا بفترة العشرية السوداء، وهو أحد الأعمدة الرئيسية لجنرالات هذه الفترة التي تضم أيضا وزير الدفاع الأسبق خالد نزار، ومحمد مدين الشهير بالجنرال توفيق، قائد المخابرات الأسبق، وخلال الفترة الأخيرة بدأ المقربون من هذا الفريق عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن تعرضه للتجسس من خلال التنصت على مكالمات عدة جنرالات من طرف تبون وشنقريحة.

وفي ماي الماضي انتشرت أخبار عن أن هواتف مجموعة من قادة الجيش والمخابرات السابقين والحاليين مخترقة عبر شركة الاتصالات "موبيليس" المملوكة للدولة، التي يديرها منذ 2021 شوقي بوخزاني، النقيب السابق في جهاز الدرك، والذي كان قد اعتُقل في مارس الماضي ثم جرى الإفراج عنه دون الكشف عن الأسباب، واتضح أن للأمن علاقة بصراع الأجهزة في بلاد بسبب اتهامه بالتورط في عمليات التجسس المفترضة.

ومنذُ أسابيع أصبح الصراع بين تبون ومهنا يخرج إلى العلن أكثر، علما أن هذا الأخير كان من بين من يُعول عليه تبون لضبط مجموعة من الأمور، إذ في أبريل المنصرم سافر إلى مالي رفقة وزير الخارجية أحمد عطاف في محاولة من الجزائر للظفر بدور الوساطة في الصراع بهذا البلد الإفريقي، كما كان يلعب دور الوسيط في محاولات عقد صفقات تسلح مع فرنسا، وهي ملفات لم يحصل فيها النتائج المرجوة.

وكان مهنا قد عُين على رأس المديرية العامة للوثائق والأمن الخارجي، جهاز مخابراتي المكلف بالقضايا الخارجية، في شتنبر من سنة 2022، بعد تنحية الجنرال عبد الغني راشدي الذي كان قد عيّن في المنصب نفسه قبل أسابيع فقط من ذلك، هذا الأخير الذي خلف بدوره الجنرال جمال كحال الشهير بـ"المجذوب" بعد شهرين فقط من تعيينه على رأس الإدارة العامة لمديرية الوثائق والأمن الداخلي.

وبعد سلسلة من التغييرات استقرت الأمور للجنرال مهنا، الذي أعاده تبون وشنقريحة إلى الواجهة بعدما كان قد اعتُقل في أكتوبر من سنة 2019 عقب الحراك الشعبي، وأحيل للسجن العسكري في البليدة بعدما توبع بعدة تهم من بينها الإثراء غير المشروع والتعسف في استعمال السلطة، لكنه خرج من السجن في يوليوز من سنة 2020، وفي أكتوبر من سنة 2021 عُين رئيسا لمديرية مكافحة الإرهاب بعد تأسيسها.

وفي يناير من سنة 2022 ظهر مهنا في اجتماع للمجلس الأعلى للأمن الذي ترأسه تبون، في سياق عودة مجموعة من جنرالات العشرية السوداء إلى دائرة الضوء مجددا، وبحكم قربه من الجنرالين نزار وتوفيق أصبح يُنظر إليه باعتباره المرشح الوحيد ليُصبح المنسق العام لأجهزة المخابرات، المنصب الشاغر منذ أن أبعد عنه الجنرال القوي الآخر البشير طرطاق في غمرة حراك 2019.

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...