تبّون له رأي آخر.. المرشحون الجزائريون يناقشون فتح الحدود مع المغرب

 تبّون له رأي آخر.. المرشحون الجزائريون يناقشون فتح الحدود مع المغرب
الصحيفة – بديع الحمداني
الأثنين 18 نونبر 2019 - 18:45

بدأ مرشحو الانتخابات الرئاسية في الجزائر بشكل رسمي أمس الأحد، حملاتهم الانتخابية، والترويج لبرامجهم بمختلف الوسائل المشروعة، ليبدأ السباق نحو كرسي الرئاسة بين خمسة مترشحين، هم عبد المجيد تبون، وعلي بن فليس، وعبد العزيز بلعيد، وعبد القادر بن قرينة، وعز الدين مهيوبي.

وكان المرشحون الخمسة خلال الأسابيع القليلة الماضية ضيوفا على عدد من القنوات التلفزية الجزائرية، للحديث ومناقشة برامجهم ووعودهم الانتخابية، وقد حضرت في هذه النقاشات قضية الحدود البرية المغلقة بين المغرب والجزائر بشكل قوي وبارز في لقاءات جميع المترشحين.

ويظهر جليا أن أحداث الشهور الأخيرة هي التي تقف وراء بروز ملف الحدود بشكل قوي في الانتخابات الرئاسية الجزائرية على عكس الانتخابات الرئاسية السابقة التي شهدتها الجزائر، ومن بين هذه الأحداث، المساندة الواسعة للشعبين لبعضهما البعض في تشجيع منتخبي بلديهما في كأس إفريقيا الأخيرة التي أقيمت في مصر، والتي شهدت تتويج المنتخب الجزائري وفرحة الشعب المغربي الواسعة.

ودفعت هذه التطورات إلى طرح ملف الحدود على المرشحين لرئاسة الجزائر هذه المرة بقوة، وبالتالي كان عليهم أن تتضمن برامجهم الانتخابية إشارات إلى هذا الملف، فتراوحت تلك الإشارات بين من طالب بوضوح إلى فتح الحدود، وبين من أيد فتحها، في حين اتسمت ردود مترشحين بالغموض، وهو الغموض الذي اعتُبر من طرف متتبعين لرئاسيات الجزائر رفضهما لفتح الحدود مع المغرب.

المطالبون بفتح الحدود 

يقف كل من علي بن فليس مرشح حزب طلائع الحريات، وعبد القادر بن قرينة مرشح حزب البناء الوطني، وعبد العزيز بلعيد مرشح حزب المستقبل، في صف المطالبين بفتح الحدود مع المملكة المغربية، مشيرين في تصريحاتهم للعلاقات التاريخية والأخوة بين الشعبين.

وكان بن فليس أكثر المرشحين الجزائرين الذين عبروا عن رغبتهم في فتح الحدود، حيث أكد في تصريح إعلامي رغبته في فتح الحدود مع المغرب وفتح باب الحوار في هذا الملف، مضيفا" نحن ليس لدينا أي عداوة مع المغرب، وليس لدينا خصومة مع الشعب المغربي، فهؤلاء إخواننا وجيراننا، لكن إذا كانت هناك ملفات شائكة وخلافات، فما العمل؟ العمل هو اللقاء هو الحديث هو الحوار، وإيجاد الحلول، لا يجب أن نخلق عداوة مع المغرب، بل يجب أن نقترب منه".

عبد القادر بن قرينة أكد في خطاب له مؤخرا على العلاقات الأخوية التي تجمع بين الجزائر والمغرب، مشيرا إلى العديد من الروابط التي تجمع بين الشعبين مثل الدين واللغة والتاريخ، وأكد على أن إغلاق الحدود لا يخدم أي البلدين، وبالتالي أعلن بشكل صريح رغبته في فتح الحدود بين المغرب والجزائر.

أما بخصوص عبد العزيز بلعيد مرشح حزب المسقبل، فهو من الداعين منذ سنوات، إلى فتح الحدود بين المغرب والجزائر، لحل العديد من المشاكل التي يعاني منها البلدان، وخاصة مشاكل التهريب، وهو أيضا من المرشحين الجزائريين الذين أكدوا مرارا على إعادة بناء اتحاد المغرب العربي.

مهيوبي والغموض

في معرض رده على سؤال صحافي على قناة نوميديا الجزائرية، بخصوص قضية فتح الحدود مع المملكة المغربية، اتسم رد عز الدين مهيوبي مرشح حزب التجمع الوطني الديموقراطي بالغموض، وأشار إلى أن هذه القضية تعود إلى ربع قرن، وتحتاج إلى مراجعة مسبباتها.

وما يُمكن فهمه من الرد الغامض لمهيوبي، وفق تحليلات المتتبعين للرئاسيات الجزائرية، هو أن مهيوبي يقف في صف المطالبين بمناقشة فتح الحدود مع المغرب من أساسه وأسبابه، قبل اتخاذ أي قرار بشأن فتح الحدود، وهذا الصف الذي يُحمل المغرب مسؤولية إغلاق الحدود بعدما قرر في سنة 1994 فرض التأشيرة على الجزائريين عقب تفجيرات مراكش التي تورط فيها أشخاص من جنسية جزائرية.

تبون له رأي آخر

إذا كان للمغرب أمل في رئيس جزائري لحل عدد من المشاكل العالقة بين البلدين، ومن بينها مسألة الحدود، فبالتأكيد أن ذلك الرئيس لن يكون هو عبد المجيد تبون المرشح الحر في هذه الانتخابات، وفق ما يرى عدد من المحللين المغاربة والجزائريين، بسبب مواقف تبون المتعنتة والتي أبان عنها مرارا.

وحسب عدد من المصادر الإعلامية الجزائرية، فإن تبون يُعتبر "أشرس" المرشحين لرئاسة الجزائر بالنسبة للمغرب، وهو الأكثر حظا للفوز في هذه الانتخابات، والتالي فإن الملفات الشائكة بين البلدين يصعب أن ترى حلا في حالة إذا تولى تبون رئاسة البلاد.

ووفق عدد من تصريحات تبون التلفزية، فقد أبان عن الموقف الذي تبنته القيادة الجزائرية لعقود طويلة بخصوص الملفات الشائكة مثل الحدود والصحراء المغربية، واعتبر أن إغلاق الحدود تم بعد "إهانة" الشعب الجزائري، في إشارة إلى فرض المغرب التأشيرة على الجزائريين في سنة 1994.

ويظهر من خلال تصريحات تبون أن ملف العلاقات المغربية الجزائرية لا يحظى بالاهتمام الكافي لديه، وبالتالي يُتوقع أن يستمر في السياسة التي انتهجها عبد العزيز بوتفليقة مع المغرب، وهو ما يعني أن أمال التغيير في العلاقات بين البلدين مع تبون تبقى ضعيفة جدا.

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...