تقرير إسباني يكشف عن إطلاق خدمة بحرية منتظمة تربط بين موانئ تونس والمغرب وإسبانيا ابتداء من 29 أكتوبر لتوسيع الربط التجاري بين ضفتي المتوسط
كشف تقرير اسباني أن مجموعة الملاحة الفرنسية العملاقة CMA CGM أعلنت عن إطلاق خدمة بحرية جديدة ومنتظمة تربط بين ميناء فالنسيا الإسباني وكل من ميناء صفاقس التونسي وميناء طنجة المتوسط المغربي، على أن يبدأ تشغيل الخط يوم 29 أكتوبر الجاري.
ووفقا لموقع El Mercantil الإسباني، فإن هذا المسار البحري يأتي بالتزامن مع انطلاق موسم الصادرات بين تونس والمغرب، ما يعكس رهانات متزايدة على دينامية التجارة الإقليمية عبر المتوسط.
وأوضح التقرير أن الخدمة الجديدة ستعتمد على سفينتين بسعة 800 حاوية قياسية (TEU) لكل منهما، مع رحلات أسبوعية تشمل توقفات في الموانئ الثلاثة وفق جدول دقيق، حيث ستتم الرحلات من صفاقس أيام الأربعاء، ومن فالنسيا في اليوم نفسه، بينما تنطلق السفن من طنجة المتوسط أيام الإثنين.
وتشير التقديرات إلى أن مدة العبور البحري ستبلغ أربعة أيام بين تونس والمغرب، ويوما واحدا فقط بين طنجة المتوسط وفالنسيا، على أن تستغرق الرحلة ثلاثة أيام إضافية للعودة من إسبانيا إلى صفاقس، لتكتمل دورة التشغيل خلال أربعة عشر يوما، احتسابا لفترات التوقف في الموانئ.
وأكدت المجموعة الفرنسية في بيانها، وفق ما نقل الموقع الإسباني، أن الخدمة تندرج في إطار ما يعرف بـ"النقل البحري قصير المدى" (short sea shipping)، وتتيح اتصالات بحرية عالمية للحاويات الجافة والمبردة عبر محوري فالنسيا وطنجة المتوسط، اللذين يمثلان مركزين استراتيجيين في شبكة CMA CGM الدولية.
وأشار التقرير إلى أن ميناء طنجة المتوسط يتمتع بارتباط مباشر مع ميناء الدار البيضاء من خلال خط بحري آخر تشغله الشركة ذاتها، بمدة عبور تبلغ اثني عشر يوما انطلاقا من صفاقس، كما لفت إلى أن ميناء فالنسيا سيُستخدم من خلال محطة الحاويات التابعة لشركة CSP Spain، التي تملكها تحالف شركة "كوسكو شيبينغ بورتس" الصينية و"CMA CGM" الفرنسية، حيث تضمن ملكية المجموعة “انسيابية العمليات وسلاسة الخدمات اللوجستية”، بحسب نص الإعلان.
وفي سياق مواز، أبرز التقرير أن CMA CGM تراهن على التكامل بين النقل البحري والبري عبر شبكة الربط اللوجستي التي تديرها، مشيرا إلى وجود وصلات برية تربط محطة الحاويات في فالنسيا بنظيرتها في بلباو شمال إسبانيا، والتي تُدار بواسطة الشركة التابعة "CSP Logitren" من خلال خدمات السكك الحديدية، بما يعزز من سلاسة تدفق البضائع وتكامل المنظومة متعددة الوسائط.
ويعد هذا الخط الجديد خطوة إضافية في استراتيجية المجموعة الفرنسية لتعزيز التجارة البحرية داخل غرب المتوسط، وربط شمال إفريقيا بأوروبا عبر ممرات قصيرة وسريعة تُسهم في تقليص زمن العبور وكلفة النقل، في وقت تتزايد فيه أهمية الموانئ المغربية والتونسية ضمن سلاسل الإمداد الإقليمية والعالمية.
