توقف الإنترنت وخلل في المطارات بسبب عطب خارجي.. "أورنج المغرب" توضح لـ"الصحيفة" خلفيات العطب وتفاصيل استرجاع الربط الدولي

 توقف الإنترنت وخلل في المطارات بسبب عطب خارجي.. "أورنج المغرب" توضح لـ"الصحيفة" خلفيات العطب وتفاصيل استرجاع الربط الدولي
الصحيفة - خولة اجعيفري
الثلاثاء 29 أبريل 2025 - 16:29

تسبب انقطاع كهربائي واسع شهدته عدد من الدول الأوروبية أمس الاثنين على رأسها إسبانيا والبرتغال، في اضطرابات كبيرة في خدمات الاتصالات والإنترنت بالمغرب، حيث تأثرت شبكة "أورنج " بشكل مباشر، كما تعطلت أنظمة التسجيل والصعود إلى الطائرات في عدد من المطارات الوطنية، قبل أن تبدأ في العودة التدريجية صباح اليوم الثلاثاء.

وبحسب ما عاينته "الصحيفة"، فقد توصل مشتركو شركة "أورنج المغرب"، صباح الثلاثاء، برسالة نصية قصيرة تفيد بعودة خدمات الإنترنت والهاتف تدريجيا إلى الاشتغال، بعد التوقف المفاجئ الذي دام لساعات وأثار استياء في صفوف ملايين من الزبائن، سواء الأفراد أو المهنيين.

وجاء في الرسالة: "زبنائنا الكرام، تم استعادة خدمة الإنترنيت بالكامل، نعتذر عن الإزعاج ونقدم لكم الانترنيت مجانا طوال اليوم على هاتفكم النقال".

وفي اتصال مع "الصحيفة"، أكد مصدر تقني مسؤول داخل "أورنج المغرب" فضل عدم الكشف عن هويته، أن العطب كان خارجا عن إرادة الشركة، موضحا بتفصيل دقيق ما جرى.

وأوضح المصدر ذاته، أن "العطل ناتج عن انقطاع مفاجئ وشامل في التيار الكهربائي على مستوى شبه الجزيرة الإيبيرية، خاصة في إسبانيا، حيث توجد بعض نقاط الارتكاز الدولية التي تمر منها البنية التحتية التي تؤمن الربط الدولي بين شبكتنا وشبكات الإنترنت العالمية" مضيفا: "هذا التوقف المفاجئ تسبب في تعطيل مؤقت لبعض خدمات البيانات والتواصل، وأثر بشكل خاص على الاتصالات عبر الألياف البصرية التي تمر من إسبانيا نحو المغرب."

وأضاف المتحدث: "الفرق التقنية بالشركة تابعت الوضع منذ اللحظة الأولى، وتم التنسيق بشكل مباشر مع الشركاء الأوروبيين، لا سيما في إسبانيا والبرتغال، لضمان إعادة تشغيل الروابط المتأثرة.. لحسن الحظ، لم يمتد العطب سوى لبضع ساعات، وتمت استعادة أكثر من 97% من سعة الشبكة صباح اليوم."

من جهة ثانية، فإن العطل لم يقتصر على خدمات الاتصالات، بل امتد إلى قطاع الطيران أيضا، فقد أعلن المكتب الوطني للمطارات (ONDA) عن تعطل مؤقت طال أنظمة التسجيل الإلكتروني والصعود إلى الطائرات في عدد من المطارات المغربية، نتيجة الارتباط الجزئي بالبنية الرقمية الدولية المتأثرة بانقطاع الكهرباء في أوروبا.

غير أن المكتب أكد، صباح الثلاثاء، أن جميع الأنظمة عادت إلى العمل بشكل طبيعي، وأن حركة الطيران لم تُسجّل فيها اضطرابات كبيرة، باستثناء بعض التأخيرات الطفيفة التي تم تداركها لاحقًا.

وبحسب شركة تدبير الشبكة الكهربائية الإسبانية (REE)، فقد جرى استرجاع أزيد من 99% من شبكة التوزيع بحلول الساعة السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي.

في المقابل، أكدت شركة REN البرتغالية، وهي الجهة المدبّرة للشبكة الكهربائية الوطنية، أن الوضع عاد إلى طبيعته بالكامل، مشيرة إلى أن كافة عملائها البالغ عددهم 6.4 ملايين شخص يتزودون بالكهرباء دون انقطاع، أما في فرنسا، فقد شمل الانقطاع منطقة الباسك جنوب غرب البلاد، لكنه كان محدودًا في الزمن ولم يؤثر بشكل واسع.

ورغم عودة التيار واستئناف أغلب الخدمات، فإن أسباب الانقطاع الكهربائي المفاجئ لا تزال مجهولة حتى صباح الثلاثاء، بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام الأوروبية.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض التحليلات التقنية الأولية أشارت إلى احتمال وجود خلل في إحدى المحطات الأوروبية الموزعة للكهرباء، لكن لم يصدر لحد الساعة أي تأكيد رسمي من الجهات المعنية.

وتُسلّط هذه الحادثة الضوء من جديد على هشاشة الترابط التكنولوجي بين البنى التحتية المغاربية ونظيرتها الأوروبية، خصوصًا في مجالات الاتصالات والربط الدولي.

ورغم أن "أورنج المغرب" تمكنت من إعادة الخدمات في وقت قياسي نسبيا، إلاّ أن الحادث يطرح تساؤلات كبرى حول ضرورة تعزيز السيادة الرقمية والبنية التحتية المحلية لتقليل التبعية لبوابات الربط العابرة للحدود، خاصة في ظل تصاعد المخاطر السبرانية والاختلالات المناخية.

وما حدث صباح الإثنين، لم يكن مجرد عطب تقني عابر، بل تنبيه صريح إلى مدى هشاشة بعض المفاصل الحيوية للبنية الرقمية المغربية أمام اضطرابات خارجية، فرغم أن الأسباب الجذرية لانقطاع الكهرباء في إسبانيا لم تُكشف بعد، إلا أن تأثيرها الفوري في المغرب يعيد إلى الواجهة سؤالًا استراتيجيًا طالما جرى تهميشه، حول هل تملك المملكة المغربية ما يكفي من الاستقلالية الرقمية لحماية خدماتها الحيوية من الاختناقات الخارجية؟

ومع تزايد الاعتماد على التقنيات المرتبطة بالخارج، من مراكز بيانات إلى بوابات عبور الألياف البصرية، تصبح ضرورة تنويع قنوات الربط وتعزيز مراكز التخزين الوطني أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

وفي ظل توقعات بتكرار مثل هذه الاضطرابات، لأسباب مناخية أو سيبرانية، يبدو أن المستقبل الرقمي الآمن يمرّ – بالضرورة – عبر بناء سيادة رقمية حقيقية، لا مجرد استجابة ظرفية للأعطاب.

وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قد عبّر خلال تصريح صحافي مقتضب عن شكره للمملكة المغربية على "حُسن التنسيق والتعاون التقني" الذي طبع الساعات الأولى بعد وقوع العطب، مشيدا بما وصفه بـ"الروح المهنية العالية" التي أبدتها المؤسسات المغربية في مواجهة التداعيات غير المباشرة للانقطاع الكهربائي الواسع.

ورسالة الشكر هذه، وإن جاءت في سياق ظرفي، تعكس في العمق طبيعة التشابك المتزايد بين البنى التحتية للدول الجارة، وتؤكد أن التحصين الرقمي والأمني لم يعد مجرد ملف داخلي، بل ضرورة إقليمية تستدعي شراكات استراتيجية قائمة على الثقة، والجاهزية، والتقاطع في المصالح.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...