ثلاث عواصم أوروبية كبرى دعمت مقترح الرباط.. كيف تحوّل سفير جزائري إلى شاهد على انكسار خطاب الانفصال

 ثلاث عواصم أوروبية كبرى دعمت مقترح الرباط.. كيف تحوّل سفير جزائري إلى شاهد على انكسار خطاب الانفصال
الصحيفة -اسماعيل بويعقوبي
الأربعاء 23 يوليوز 2025 - 15:00

في خطوة دبلوماسية جديدة تعزز الزخم الدولي المتنامي تجاه مبادرة الحكم الذاتي المغربية، أعلنت البرتغال، أمس الثلاثاء 22 يوليوز 2025، خلال بيان مشترك صدر عقب مباحثات جمعت وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ووزير الدولة البرتغالي للشؤون الخارجية باولو رانجيل، أن مخطط الحكم الذاتي المغربي يشكل "أساسا واقعيا وذا مصداقية لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء"، وهو الموقف، الذي أعاد إلى الواجهة من جديد اسم الدبلوماسي الجزائري سعيد موسى، الذي لا يكاد يعين في بلد حتى تميل بوصلته نحو الرباط.

سعيد موسى، جسد في السنوات الأخيرة ارتباك رسمي جزائري في مواجهة التحولات الدولية المتسارعة بشأن ملف الصحراء، حيث منذ تعيينه سفيرا للجزائر في مدريد سنة 2019، راهنت الجزائر على شخصية موسى لإعادة ضبط عقارب مواقف الدول الأوروبية تجاه أطروحتها الانفصالية، إلا أن النتيجة جاءت عكسية تماما، ففي أقل من ثلاث سنوات، أعلنت إسبانيا دعمها الصريح للمقترح المغربي، واصفة إياه بالحل الأكثر جدية ومصداقية وواقعية، ما تسبب في أزمة دبلوماسية انتهت بسحب موسى واستدعائه إلى الجزائر، دون تحقيق أي هدف يُذكر.

السيناريو نفسه تكرر في باريس، حين تم تعيين موسى مجددا في موقع دبلوماسي حيوي، على أمل تصحيح خط الانحدار، لكن فرنسا بدورها أعلنت، في خطوة ذات دلالة قوية، دعمها للحكم الذاتي، معتبرة إياه إطارا واقعيا لإنهاء النزاع المفتعل، حيث كان مصير السفير الجزائري سعيد موسى هو الطي الهادئ لمهامه والمغادرة بصمت، في ظل انتكاسة متكررة أفقدت الجزائر نفوذها التقليدي حتى داخل العواصم الحليفة.

وعوض أن تراجع الجزائر حساباتها، أقدمت على تعيين موسى للمرة الثالثة، وهذه المرة في البرتغال، لكن وفي وقت وجيز، لحقت لشبونة بركب الدول الداعمة للمقترح المغربي، لتغلق بذلك حلقة من الفشل الدبلوماسي المتكرر، وتُرسخ القناعة بأن الجزائر باتت تدير ملف الصحراء بخطاب عفا عنه الزمن، وعبر أدوات لم تعد تتناسب مع ديناميات العلاقات الدولية.

ويبدو أن فشل سعيد موسى لا يمكن فصله عن دبلوماسية هرم الدولة الجزائرية، إذ عبّر الرئيس عبد المجيد تبون، في أحدث ظهور إعلامي له، عن ما يشبه الاعتراف الضمني بجمود بلاده وعجزها عن مواكبة التغيرات المرتبطة بملف الصحراء، حين أقر بأن الجزائر “لا تزال تتعامل مع الملف كما كان عليه قبل سنوات”، وهي التصريحات التي تكشف حجم الجمود الذي يطبع الموقف الرسمي الجزائري، وتؤكد أن من يدفع ثمن هذا "التعنت" هم سفراء مثل سعيد موسى، الذين يُرسلون في مهمات محسومة مسبقا، دون امتلاك أدوات التفاوض أو رؤية متكاملة لإقناع العواصم المؤثرة.

إذا كان الملك لا يثق في السياسيين فماذا بقي للشعب؟

من المشكوك فيه أن يكون السياسيون عندنا في المغرب، قد فهموا رسالة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، في خطاب الذكرى الـ 18 لاعتلائه العرش، حينما تساءل قائلا: "إذا أصبح ملك ...