جون أفريك: الجزائر تحاول أن تستقطب إلى صفّها إحدى القوى الناعمة للمغرب وهي "الطريقة التيجانية"

 جون أفريك: الجزائر تحاول أن تستقطب إلى صفّها إحدى القوى الناعمة للمغرب وهي "الطريقة التيجانية"
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الثلاثاء 6 دجنبر 2022 - 12:00

قالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية المهتمة بالشؤون الإفريقية، إن التنافس الدبلوماسي بين المغرب والجزائر، قد انتقل إلى المجال الديني، وبالخصوص حول الطريقة التيجانية، التي تُعتبر من أكثر الطرق الصوفية اتباعا في غرب إفريقيا، وتمتلك أكثر من 200 مليون تابع في مختلف مناطق العالم.

وحسب هذه المجلة، فإن الجزائر بدأت مؤخرا تحاول استقطاب هذه الطريقة إلى صفّها، بعد عقود كانت هذه الطريقة بمثابة "القوة الناعمة" للرباط التي ساهمت في تقريب وجهات النظر بين المغرب وعدد من البلدان، مثل مالي والسنغال وبوركينا فاصو ونيجيريا، بسبب حضورها القوي في هذه البلدان وتأثير زعمائها الدينيين على الرؤساء المحليين.

وأشارت جون أفريك في هذا السياق، أن الجزائر تستعد لاحتضان مؤتمر لمنظمة التعاون الإسلامي، وقررت برمجة زيارة للوفود الإسلامية المشاركة في هذا المؤتمر، إلى منطقة عين مهادي، التي توجد في صحراء الجزائر، باعتبارها المكان الذي وُلد فيه الشيخ أحمد التيجاني مؤسس الطريقة الصوفية التيجانية، وذلك في ما بين 1737 و 1738، بهدف إرسال رسالة بأن أصل الطريقة التيجانية يعود إلى الجزائر.

إلا أن المؤرخين، حسب جون أفريك، يشيرون إلى أن هذه المنطقة كانت تابعة للمغرب حين ولادة أحمد التيجاني، قبل أن يقوم الاستعمار الفرنسي باقتطاع هذه المنطقة وإدراجها فيما يُسمى حدود الجزائر حاليا، كما أن الشيخ أحمد التيجاني وفق المؤرخين، انتقل للعيش في مدينة فاس وتوفي بها سنة 1815، ولهذا تُعتبر مدينة فاس المغربية هي بمثابة "مكة" ثانية لأتباع الطريقة التيجانية.

وأشارت المجلة الفرنسية إلى أن الجزائر حاولت في العديد من المرات، خاصة في فترة الثمانينات، لجر الطريقة التيجانية إلى صفها ودعمها ماليا، ودفع الدول التي كانت تعرف حضورا "تيجانيا" كبيرا لتبني أطروحة "البوليساريو" الانفصالية، إلا أن المغرب تمكن من استرداد هذه الطريقة إلى جانبه، معتبرة أنها هي التي تقف وراء العلاقات الأخوية المتينة بين المغرب والسينغال.

وعادت الجزائر، من جديد، خلال فترة عبد المجيد تبون، إلى القيام بمساعي جديدة لاستقطاب هذه الطريقة إلى صفها عبر المؤتمر المرتقب لمنظمة التعاون الإسلامي، ومحاولة إظهار الجزائر كأنها مهد هذه الطريقة الصوفية، بالرغم من أن المؤرخين يرون، أن هذه الطريقة يعود أصل انطلاقها إلى المغرب وليس للجزائر، ويصعب تغيير هذه الحقيقة.

ويأتي هذا التنافس الجديد القادم من الجزائر على الطريقة التيجانية، لإدارك أصحاب القرار في قصر المرادية مؤخرا، أهمية الدور الدبلوماسي "الناعم" الذي تقوم به هذه الطريقة الصوفية في غرب إفريقيا، والدور الذي تلعبه ضد تفشي ظاهرة الإرهاب بالمنطقة، وتأثير زعمائها على السياسة الخارجية لعدد من البلدان.

السيد فوزي لقجع.. السُلطة المُطلقة مفسدة مُطلقة!

بتاريخ 3 مارس الماضي، كشف منسق ملف الترشيح المشترك لإسبانيا والبرتغال والمغرب لكأس العالم 2030 أنطونيو لارانغو أن لشبونة لن تستضيف المباراة النهائية للمونديال. وأثناء تقديم شعار البطولة وسفرائها، أكد ...