حزب الله والمغرب.. صراع مفتوح بدأ بتدريب مسلحي البوليساريو ووصل إلى "النصب والاحتيال"

 حزب الله والمغرب.. صراع مفتوح بدأ بتدريب مسلحي البوليساريو ووصل إلى "النصب والاحتيال"
الصحيفة – حمزة المتيوي
الجمعة 8 يناير 2021 - 16:40

لم يكن إعلان المديرية العامة للأمن الوطني، يوم أمس الخميس، عن قيام الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتوقيف مواطن لبناني ينتمي لحزب الله، أول صدام علني بين المغرب والجماعة اللبنانية المسلحة الموالية لإيران، حيث إن محاولة هذه الأخيرة الدخول على خط الصراع بين المملكة وجبهة "البوليساريو" الانفصالية كانت سبب مباشرا لإعلان الرباط قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران سنة 2018.

وتعد العملية الأمنية التي نُفذت أول الأربعاء، وأفضت إلى توقيف مواطن لبناني يبلغ من العمر 57 عاما، أحدث مشاهد هذا الصدام، لكن الأمر لم يكن يتعلق هذه المرة بتدريب "حزب الله" لمسلحي جبهة "البوليساريو"، وإنما بقضية ذات أبعاد أخرى تتعلق بالاشتباه في تورط المعني بالأمر في "ارتكاب أفعال النصب والاحتيال والاستعمال التدليسي لهويات الغير وحيازة سندات هوية وجوازات سفر مصرح بسرقتها في قاعدة بيانات المنظمة الدولية للشرطة الجنائية - الأنتربول"، وفق بلاغ للمديرية.

ولم يكشف البلاغ التفاصيل الكاملة للعملية، غير أنه تحدث عن أن الموقوف عرَّض ضحاياه لعمليات نصب واحتيال عن طريق انتحاله صفة مسير شركات أجنبية، وإدلائه بجوازات سفر برتغالية وفرنسية مصرح بسرقتها وتحمل هويات الأغيار، وذلك لتضليل الضحايا والنصب عليهم في مبالغ مالية، موضحا أن عمليات التفتيش مكنت من العثور على جوازي سفر معه أحدهما فرنسي والثاني برتغالي مصرح بسرقتهما على الصعيد الدولي في قواعد بيانات الأنتربول، وسندات هوية ورخص سياقة مسجلة في أسماء مواطنين فرنسيين وبرتغاليين وإيطاليين، و مبالغ مالية بالعملتين الوطنية والأجنبية.

وتأتي هذه العملية أياما بعد تعليق "حزب الله" على عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، حيث اعتبر في بيان نشرته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن "إعلان السلطات المغربية تطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي يأتي في سياق السقوط المتتالي الذي بدأته بعض الدول العربية، تنفيذا للرغبات الأمريكية والإسرائيلية في شطب القضية الفلسطينية وتصفية مفاعيلها".

ووجه "حزب الله" انتقادات مباشرة للسلطة في المغرب، إذ اعتبر، في سياق حديثه عن الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، أن "خضوع هذه الأنظمة لسياسة الابتزاز الأمريكية والصهيونية طمعا في تحقيق مكاسب هنا أو إلغاء عقوبات هناك، ليست سوى أوهام وسراب لن يجني المطبعون منها شيئا وسيكتشفون سريعا أنهم لم يحصدوا إلا الخيبة، وأن بلادهم أصبحت مكشوفة أمام العدو الإسرائيلي ومؤامراته الخطرة"، وهو ما يحمل إشارات، في الحالة المغربية، لاعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة المملكة على الصحراء تزامنا مع إعلانه عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية.

وتجاوز خطاب حزب الله السلطات المغربية إلى مواطنيها، إذ أورد أن "الرهان الحقيقي على الشعب المغربي الحر الذي قاوم الاستعمار الفرنسي لسنوات طوال وعلى جميع شعوب أمتنا الشريفة الرافضة لكل أشكال التطبيع، والتي ستسقط كل الاتفاقيات الخيانية وستكون سندا قويا للشعب الفلسطيني المقاوم الذي لم تهزه كل اتفاقات الذل والعار وسيتابع جهاده حتى تحقيق النصر والتحرير الكامل"، وفقا للغة البيان.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ إن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، علق بنفسه على هذا الخطوة المغربية في حوار أجرته معه قناة "الميادين" المقربة من الحزب الشهر الماضي، حين اعتبر أن قيام رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الذي يحمل أيضا صفة الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" ذي المرجعية الإسلامية، بالتوقيع على الإعلان المشترك مع جاريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، ومائير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يعد "أشد خطورة على الأمة من تطبيع الأنظمة"، داعيا إلى مواجهته بـ"إدانة أكبر".

وتمثل هذه التطورات عودة ملحوظة للغة الصدام بين المغرب وحزب الله، هي الأقوى من نوعها منذ ماي من سنة 2018، حين أعلن وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن أحد دوافع الرباط لقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران هو إرسال "حزب الله" الموالي لهذه الأخيرة "أسلحة وكوادر عسكرية إلى تندوف لتدريب عناصر "البوليساريو" على حرب العصابات وتكوين فرق كوماندوز وتحضير عمليات عدائية ضد المغرب، بالإضافة إلى إرسال صواريخ سام 9 وسام 11".

وتعود أصول هذا الصدام إلى 12 مارس 2017 حين اعتقلت السلطات المغربية رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين، باعتباره أحد المتهمين بتمويل حزب الله، والمطلوب من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، حيث جرى توقيفه بعدما نزل بمطار الدار البيضاء قادما من العاصمة الغينية كوناكري، وسُلم لواشنطن تنفيذا لمذكرة اعتقال دولية صادرة بحقه، وهي العملية التي وصفها بوريطة بـ"نقطة تحول" في العلاقات بين المغرب وإيران، إذ بعد تسليم تاج الدين الذي وُصف بأنه "أحد كبار مسؤولي مالية حزب الله في لبنان" بدأ الحزب يهدد بـ"الثأر" على حد توصيف وزير الخارجية.

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...