حصيلة رحلة تبون إلى الدوحة: لا تأكيد على عقد القمة العربية ولا تراجع عن دعم قطر لمغربية الصحراء واعتراف ضمني بإسرائيل

 حصيلة رحلة تبون إلى الدوحة: لا تأكيد على عقد القمة العربية ولا تراجع عن دعم قطر لمغربية الصحراء واعتراف ضمني بإسرائيل
الصحيفة من الرباط
الثلاثاء 22 فبراير 2022 - 18:04

لم يحمل البيان الختامي المشترك، الذي تلا اجتماع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والصادر مساء أمس الاثنين، أي إشارة إلى موافقة الدوحة على التوجه الجزائري بخصوص عقد القمة العربية هذه السنة، وبدا وكأن تبون غادر هذا البلد الخليجي بخفي حنين بخصوص أهم الملفات التي كان يأمل الحصول على دعم قطري بخصوصها، بل إن الوثيقة حملت مفاجأة أكبر حين وقع هذا الأخير على "اعتراف ضمني" بإسرائيل.

ولم يحمل البيان الختام أي إشارة لملف الصحراء، الذي استبقت فيه الدوحة زيارة تبون بإعلانها دعم الوحدة الترابية للمغرب، مشيرا إلى تشديد قائدي البلدين على "أهمية إعلاء قيم الوحدة والتضامن، بين الدول العربية لتجاوز مختلف الأزمات الراهنة التي تمر بها المنطقة"، وهو ما يبدو وكأنه معاكس لما تقوم به الجزائر التي تدعم انفصاليي "البوليساريو" من جهة وتتبنى قضيتهم دوليا، والتي قررت، من جهة أخرى، قطع العلاقات مع جارتها المغرب.

وبخصوص القمة العربية، لم يزد البيان على إعلان "تثمين" أمير قطر "جهود الرئيس عبد المجيد تبون، وحرصه على توفير الأجواء المواتية، لنجاح هذه القمة، مؤكدا استعداد دولة قطر، لمساندة هذه المساعي الحميدة، والمساهمة في تحقيق النتائج المرجوة منها، خاصة في ظل التحديات المشتركة، التي تواجه الدول العربية، على مختلف الأصعدة".

ولم تعلن قطر استعدادها المشاركة في القمة خلال هذه السنة، كما حددت الجزائر ذلك علنا، حين قال تبون قبل سفره إلى الدوحة إن موعد انعقادها هو الربع الرابع من العام، كما لم يحمل أي إشارة لموافق الأمير تميم على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، المقترح الذي تستخدم بلاده، إلى جانب المملكة العربية السعودية، "الفيتو" ضده، والذي كان، إلى جانب قضية الصحراء، أبرز عائقين أمام تنظيم القمة في مارس المقبل.

والمثير للانتباه أيضا، هو "الاعتراف الضمني" للجزائر بإسرائيل، حين قال البيان إن الرئيس تبون والأمير تميم "استعرضا آفاق حشد المزيد من الدعم الدولي، للقضية الفلسطينية، بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، ويضمن إقامة دولته المستقلة، على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وتمثل هذه الصيغة إقرارا بمشروع تقسيم فلسطين التاريخية، التي سبق للرئيس الجزائري ورئيس أركان جيشه، الفريق السعيد شنقريحة، ترديد عبارات رفضه أمام وسائل الإعلام المحلية، بل إن تبون تبنى بذلك الموقع المعبر عنه رسميا من طرف المغرب، حتى بعد توقيعه اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في دجنبر من سنة 2020، والذي يعني حل الدولتين، واحدة فلسطينية والأخرى إسرائيلية.

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...